إلى مروان
تاريخ النشر : 2017-04-20 17:44

لا بد للقيد أن ينكسر. هنيئا لكم يا مروان وأنتم تخوضون إضرابكم هذا. هنيئا لكم وأنتم تخوضون إضراب العزة والكرامة والشهامة. وهنيئا لاسيراتنا البواسل اللواتي انضممن الى هذا الإضراب.

لقد شعرنا في اليوم الاول من إضرابكم إنكم أنتم الأحرار ونحن السجناء. نحن الذين نعيش في سجن كبير اسمه فلسطين وأنتم تعيشون في سجون أنتم احرار فيها في صنع القرار. أنتم الأحرار لأنكم لا تركعون الا لله تعالى أنتم الأحرار لان إضرابكم هذا لا يخضع لأي شروط من الداخل أو الخارج أنتم الأحرار لأنكم لستم بحاجة الى شهادة حسن سلوك من احد! أنتم احرار في زمن انقسم فيه الوطن وتشتت الى اجزاء . أنتم الأحرار لأن إضرابكم ليس مرهونا بمساعدات من دول عربية أو قطع معونات من دول اجنبية. أنتم الأحرار لأن ليبيرمان لا يستطيع ان يتحكم بلقمة عيشكم عندما وضع قائمة مساعدات اولاد الشهداء على قائمة الإرهاب.

إضرابكم هذا صحوة ضمير امام هزيمتنا وتقهقرنا وتشتتنا،لأنكم عندما خضتم معترك النضال كُنتُم مشروع شهادة! أنتم خارطة الوطن غير المقسمة وأنتم نورنا الى الحرية . لقد بكيت يا مروان وانا اقرأ مقالك في جريدة "نيويورك تايمز" وانت تتحدت عن معاناتك ومعاناة الأسرى وتذكرتك طالبا في جامعة بيرزيت عندما كنت تأتي انت وسمير واحمد ومحمد الى البيت عندي وكنتم تناقشون الصحفيين والمثقفين ولَم يخف أبدا بريق الأمل فيكم برغم سنوات السجن والعذاب سيذهب الرئيس ابو مازن الى واشنطن وهو مسلح باضرابكم وستكون معه ورقة قوية يطرحها على الطاولة.

إضرابكم هذا يا مروان طوق نجاة لفلسطين وهو خلاص لآلامها، إضرابكم هذا سيقلب معادلة الخنوع والانكسار والشتات . يأتي إضرابكم هذا في أسبوع الآلام والقيامة وصدى صوت صراخ يسوع المسيح وعذابه بيد الجلادين لا يزال يسمع في ازقة القدس وشوارعها وفي فلسطين كلها. ستنتصرون وستكون هناك قيامة وانبعاث فأنتم كما قال ابو عمار طائر الفينيق الذي سينبعث من الرماد.