(تقرير) متفوقون في التوجيهي لم يمنعهم تقدم العمر من الاصرار على التفوق
تاريخ النشر : 2017-07-15 23:33

أمد/ غزة-أنسام القطاع: لم يمنعهم كبر سنهم على مواصلة تعليمهم والعودة إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع سنوات طويلة؛ بل كان حافزًا للتحدي والإصرار على النجاح في الثانوية العامة، رغم الظروف الصعبة التي مر بها كل الطلبة، إلا أنهم حصدوا التفوق.

وسام ابو عاصي (44عامًا) إحدى الطالبات التي خاضت التحدي الذي انتظرته سنوات عديدة لتتذوق طعم الفرحة التي طال انتظارها، فعمت حالة من السعادة منزلها جراء إعلان تفوقها عبر الإذاعات المختلفة؛ وأطلقت الألعاب النارية، وتدفق المهنئون من الجيران والأقارب على منزلها، لتقدم التهاني والتبريكات لها ولأسرتها.

فيما تروي ابنة مدرسة الطيبة في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ل"أمد" : والتي حصلت على مُعدل "93%"، في الثانوية العامة – الفرع الشرعي :" لم أنقطع عن الدراسة مدة 26 عام كما يعتقد الجميع، كنت على تواصل دائم مع المناهج من خلال تدريس أبنائي ، وكل كتاب أجده بين يدي أقوم بقرأته".

كانت تداوم بشكل يومي مما آثار استهجان الطالبات وبعض الجيران ولكنها لم تستسلم للواقع والمجتمع المحيط بها، فكان طموحها وحلمها الذي سعت إلى تحقيقه سنوات عديدة، وتأجل بسبب ظروف خارجة عن إرادتها أقوى من أي قول أو فعل.

وتؤكد أبو عاصي أن تفوقها ونجاحها بسبب دعم زوجها وأبناءها لها، فكان يساعدها ويشرح لها الدروس التي تتصعب منهم ، إضافة إلى الإرادة القوية التي كانت تتحلى بها والهدف العظيم الذي تسعى إلى تحقيقه وهو دراسة الشريعة الإسلامية في الجامعة، وتُصبح مدرسة.

وحول المعوقات التي واجهتها خلال دراستها تقول ابو عاصي لأمد عانيت كغيري من مشكلة الكهرباء، فكانت تعكر صفوة التفكير والدراسة، إضافة إلى مسؤولياتي تجاه أسرتي.

هذا وقد غمرت الفرحة منزل ناصر ابو عودة (58عامًا) بعد نجاحه بمعدل 72%، مستجيبًا لرغبة أصغر بناته، والتي تخرجت قبل سنتين وكانت الثانية على دفعتها فهي من طرحت عليه فكرة مواصلة تعليمه، بعد انقطاع أكثر من أربعة عقود فاستجاب لها رغم تردده في بداية الأمر، وحتى ينضم إلى جميع أفراد عائلته من حملة الشهادات، مقررًا دراسة أصول فقه الشريعة حتى يتثقف دينيًا.

يقول ابو عودة لأمد :"بعد رسوبي في الثانوية العامة لم أفكر بالإعادة ومواصلة الدراسة، فكانت الأوضاع الاقتصادية أفضل مما هي عليه الأن، وأي عامل يجد عمل بسهولة ، فمشاغل الحياة إضافة إلى زواجي وانجابي، كل ذلك حال دون التفكير في العودة إلى مقاعد الدراسة، وبعد ذلك أصبح طموحي أن أوفر حياة كريمة لأبنائي وأساعدهم على التخرج من جامعتهم ".

وعن الصعوبات التي واجهته خلال فترة الدراسة يقول ابوعودة :" انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، إضافة إلى الجو الحار والأوضاع السيئة التي خيمت على القطاع كل هذا أثر على قدرتي على الاستيعاب".

كان أبو عاصي يذهب إلى عمله في كل صباح وبعد الانتهاء، يجلس مع أسرته كعادته ويحاول ايجاد حل لبعض المشاكل التي تواجه عائلته، وعندما ينتصف الليل يبدأ بالدراسة والتركيز، فلم يكن الأمر سهلأ عليه بل كان مرهقًا على حد قوله.

ونصح جميع الطلبة الذين لم يحالفهم حظ النجاح هذا العام، أن لا يتركوا أنفسهم لليأس، موضحًا بالإصرار والعزيمة يستطيع الإنسان تحقيق أحلامه وأن يأخذوا تجربته عبرة لهم ، وعليهم تنظيم وقتهم وأن يثقوا بقدراتهم وطاقاتهم الشبابية.