مش مهم مين يزعل المهم المواطن يستفيد
تاريخ النشر : 2017-08-12 11:20

أي لقاء فلسطيني من أي جهة أو أي طرف سيؤدي إلى تغيير في الوضع القائم وسيغير الواقع المعاش ويصب في خانة إعادة بناء العلاقات الفلسطينية الوطنية على أسس التكامل والتشارك بما يخدم الوطن والشعب هو امر مرحب به ويجب دعمه وتعزيز فرص نجاحه ولا اعتقد أن مثل هذه اللقاءات أو المبادرات أو الزيارات تشكل عامل قلق أو ستلاقي رفض النائب محمد دحلان بل على العكس من ذلك كما فهمنا من تعقيب القيادي سمير المشهراوي بعد التفاهمات أن الغاية الأساسية الوصول لشراكة كاملة على  مستوى العلاقات الوطنية الداخلية وتجاوز الماضي من اجل البناء للمستقبل  وعليه نامل حراك متواصل من كل القوى والشخصيات وتكرار زيارة الوزير الشاعر لعل وعسى .

هروب بعض القوى والفصائل من تحمل المسؤولية واستمرارها في المناورة في مساحة الحفاظ على الذات والمصالح الشخصية سيزيد من الهوة بينها وبين الشارع وتآكل رصيدها الذي شارف على النفاذ فان ما يعيشه شعبنا من واقع متردي لم يعد يقبل أنصاف الحلول والمواقف ومحاولة الاستفادة من هنا شيء ومن هناك شيء لإبقاء شعرة معاوية والقول باننا لسنا طرف في حدث معين لا يعفي من المسؤولية الوطنية والمجتمعية.

نفي اطر فتح التي تعتبر نفسها رسمية إجرائها أي لقاءات شاركت فيها من اجل المصالحة المجتمعية هو حقيقي وفي محله ولكن الغير حقيقي والذي ليس في محله إصرارها الحديث بانها تمثل فتح وإنكارها للواقع على الأرض فهذه الأطر تمثل إفرازات ونتائج مؤتمر المقاطعة الذي اجري وفصل وفق رؤية وإرادة خاصة أهملت وأقصت معظم كادر وقيادات الحركة ,لذلك هي تعكس رؤية هذا المؤتمر ومن فيه لكنها لا تعكس رؤية القاعدة ,وعلى من يرغب في معرفة من يمثل فتح بشكل فعلي ويستطيع عكس إرادة ورغبة جماهيرها ولديه القدرة على حشدها النزول للقواعد والتشابك مع الشارع ومن يفعل هو الذي لديه الحق بالحديث عن فتح ومن يرى حجم النشاط والقدرة التنظيمية لما يسمى تيار دحلان في غزة ومخيمات الضفة والقدس يعلم جيدا من بيده الزمام والالتفاف من الجماهير حول منهجه وهنا استغرب من تيار دحلان حصر انفسهم في مسمى تيار واستخدامهم لهذا التوصيف رغم كل ما يملكوه من دعم ومساندة جماهيرية .

المصالحة المجتمعية سترى النور رغم كل الضغط الذي يمارس لعرقلة مسارها ليس لان دحلان وفريقه يرغبون في إتمامها ولكن لان الشارع في غزة وصل إلى حد لم يعد يحتمل الواقع الموجود ولديه رغبة حقيقية في فتح أي طاقة نور ولأنه لم يرى قبل ذلك جدية من أي طرف أخر تعكس الرغبة في تغيير هذا الواقع.

بعد أحداث 2007 وقعت السلطة بقرار من الرئيس عباس في خطأ استراتيجي بطلبها من موظفيها عدم الاستمرار في مواقعهم ووظائفهم والجلوس أملا في الضغط على حماس التي قامت بدورها ببناء جهاز إداري كامل استوعب اكثر من 40 الف موظف يعتبرون الآن عقبة حقيقية في طريق إتمام إجراء أي مصالحة من وجهة نظر السلطة والان تقوم السلطة بإعادة نفس الخطأ على حساب موظفيها وبذريعة انهم ليسوا على راس عملهم من خلال إحالتهم على التقاعد المبكر وبنفس الحجة الضغط على حماس لكن هذه المرة سيكون ثمن هذا الخطأ اكثر فداحة لان هذا يعني أن السلطة تفصل نفسها عن قطاع غزة بشكل كامل حيث أن همزة الوصل الوحيدة بينها وبين القطاع هم هؤلاء الموظفين الذين تقوم بتصفيتهم بشكل مستمر وتحت حجج وذرائع مختلفة .

طالما اعتبرت السلطة أن حماس تأخذ الشعب الفلسطيني رهائن لمشروعها وتغنت بمعاناتهم التي تسببت بها حماس ولم تترك مناسبة والا أوضحت حجم هذه المعاناة والان السلطة تريد من الناس مواجهة حماس من خلال إجراءات الضغط التي تمارسها عليهم بقطع الكهرباء ووقف التحويلات والأدوية والخصم من رواتب الموظفين وإحالتهم للتقاعد وغيرها من إجراءات  ليصبح الناس رهائن السلطة وحماس  رغم أن الطريق الأقصر هو صياغة برنامج وطني جامع يحافظ على مصالح الناس والوطن والبحث عن سبيل لدفع الجميع نحو مربع وطني واحد والدخول في حالة مصالحة شاملة بعيدا عن لغة ترحيل المسؤوليات وادعاء البراءة فالمواطن لم يعد يحتمل أو يقبل أن يكون هو كبش المحرقة أو أعذار الهروب من المسؤولية .

لم نعد بحاجة للسولار المصري الذي لولاه لتحولت غزة لجحيم لا يطاق بعد تسريبات عن قرار تخفيض سعر البنزين والسولار القادم من دولة الاحتلال ليعادل سعر المصري قرار عظيم نتمنى أن يطبق وان تكون حالة الندم والاعتراف بخطأ الإجراءات التي اتخذها الرئيس عباس تجاه غزة امر حقيقي سيرى نتائجه الناس على ارض الواقع وهنا أنا أزعم أن هذا لن يزعج أصحاب التفاهمات لان الغرض منها كان هو إخراج الناس من المعاناة التي أوقعتهم فيها إجراءات السلطة الغير إنسانية بل على العكس سيعتبر أصحاب التفاهمات أن غاياتها قد نجحت وهو التخفيف عن المواطن الواقع بين المطرقة والسنديان فعلى بركة الله مش مهم مين يزعل المهم المواطن يستفيد