امنحوا حكومة الوفاق فرصتها
تاريخ النشر : 2017-11-21 16:12

الأصوات التي تهتف ضد حكومة الوفاق لم نسمعها في العشر سنوات الماضية . لماذا نسمعها الآن ؟

"حكومة الوفاق" توافق عليها الجميع . وهي سلطة تنفيذية ذات شخصيات مهنية مستقلة عن الأحزاب السياسية .

توافقت عليها جميع الأحزاب السياسية الفلسطينية نتيجة فراغ سياسي وصراع طاحن . جاءت هذه الحكومة لتحصد أشواك شيطانية نبتت في غزة نتيجة الإنقسام .

إمنحوا حكومة الوفاق فرصتها كي تعمر ما دمره الإنقسام في عشر سنوات . فليس من المنصف أن نحاسب حكومة الوفاق في أقل من خمسون يوما . حكومة الوفاق تحمل على مسئوليتها حل جميع المشاكل المتراكمة والملفات الشائكة ومقدرات الشعب ومشاكل الشباب .

ويترتب على هذا منظومة إقتصادية متكاملة تتبنى حل جميع المشكلات الجوهرية والفرعية . فليس من المعقول أن يحدث هذا التغيير بين يوم وليلة . رغم المصالحة بين فتح وحماس توقعت بداية الحرب الباردة بين الطرفين وأطراف موالية أيضا . وبالفعل حدث ذلك كما توقعت تماما .

للأسف الشديد هناك بعض الشخصيات الغير معنية بالمصالحة تهاجم حكومة الوفاق عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي أيضا . وهناك أيضا شخصيات تحاول خلط الأوراق وقلب المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات .

والدليل على ذلك موضوع التقاعد المبكر الذي تم ربطه بمعاقبة غزة . رغم أن التقاعد المبكر للموظفين العسكريين ليس له علاقة بعقوبات غزة إن صح التعبير . لأن التقاعد المبكر جاء نتيجة تكدس رتب عسكرية ساهمت في إحداث خلل في منظومة الأجهزة الأمنية .

فأصبح عدد الضباط أضعاف عدد الجنود . وهناك أيضا أمور كثيرة كانت تسير في مسارها الطبيعي . ومن ثم تم إستخدامها وترويجها عبر وسائل الإعلام على صورة إجراء عقابي على غزة . وعلى المستوى الشعبي والجماهيري أيضا هناك حالة من الهجوم على أداء حكومة الوفاق .

وكأن حكومة الوفاق تملك بيدها عصا سحرية تستطيع حل جميع الملفات المتراكمة خلال يومين . والأخطر ما في الموضوع هو أن حركة حماس وبعض الفصائل لا زالت تنادي برفع العقوبات عن غزة . رغم كل التغيرات والإنجازات  التي حدثت في أقل من خمسون يوما .

فكلنا نعلم الإنجازات والقرارات التي إتخذتها حكومة الوفاق لصالح قطاع غزة . ولا زالت القرارات تصدر من حكومة الوفاق لصالح غزة . أما بالنسبة لحوارات الفصائل في القاهرة اليوم فهي ليس لتوقيع مصالحة كما يعتقد البعض . هي للتفاهم على ما تم التوقيع عليه .

ووضع النقاط على الحروف فيما يخص الملفات الكبير وهي . منظمة التحرير وحكومة الوحدة الوطنية والإنتخابات التشريعية والرئاسية وملف الأمن . لقد تم بالفعل التوقيع على المصالحة . فنحن الآن في مرحلة التطبيق على أرض الواقع . بدليل إستلام الحكومة كافة الوزارات والمعابر .

ووجود موظفين السلطة الوطنية الفلسطينية على رأس عملهم . وتبني حكومة الوفاق رواتب موظفين غزة ودمجهم مع موظفين السلطة .

أنا أرى ككاتب ومراقب للأمور أن ما يجري على أرض الواقع هو عكس ما يقولون تماما . وأن الأمور تسير بشكل طبيعي . وأن حكومة الوفاق حققت بالفعل إنجازات في أقل من خمسون يوما . فأنا أعلم أن الجميع متعطش للحياة الكريمة والأمن والضمان الإجتماعي .

والجميع ينتظر رفع معاناة عشر سنوات من الضياع . هذا مطلب شرعي وحق للجميع . ولكن علينا نعلم أن من المنطق أن يكون هناك مساحة من الوقت الكافي لتحقيق كل هذه الإنجازات . فيجب أن نكف عن مهاجمة حكومة الوفاق . لأنها هي الخلاص الوحيد لمستقبل شعب بأكمله . فيجب أن لا نحكم على الأمور بنظرة مسيسة وعواطف جياشة . علينا أن نحكم على مسار الأمور بالعقل والمنطق والدليل .