مسئولون أمريكيون يكشفون عن خطة ترامب للسلام .. الخطة لا تدعو لحل الدولتين
تاريخ النشر : 2018-03-12 21:13

أمد/ واشنطن: كشف مسئولون كبار فى الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض يضع اللمسات الأخيرة على خطته للسلام فى الشرق الأوسط، والتى طال إنتظارها، وأنه من المرجح أن يطرحها الرئيس دونالد ترامب قريبا على الرغم من مخاطرته بالرفض السريع من جانب الفلسطينيين.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فى تقرير الأثنين، إن على الرغم من أنه لم يتحدد بعد التوقيت الدقيق لإطلاق الخطة، قال هؤلاء المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم كشف أسمائهم، إن التحدى الأكثر إلحاحا للبيت الأبيض هو كيفية إطلاق الخطة دون أن تفشل قبل وصولها إلى مائدة المفاوضات.

ولا يزال الفلسطينيون يشعرون بالغضب من قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وقد رفضوا مناشدات البيت الأبيض بالعودة إلى طاولة المفاوضات. لذا فإنه الإدارة الأمريكية تدرس الكشف عن الوثيقة على أمل أن تضغط على الفلسطينيين للعودة، بحسب الصحيفة.

غير أنه هناك عامل تعقيد آخر يواجه الإعلان عن خطة ترامب للسلام فى الوقت الحالى ويتمثل ذلك فى الوضع السياسى المتسارع فى إسرائيل. وقد يضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى يواجه اتهامات بالفساد، إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة لمحاولة الفوز بولاية شعبية ودعم موقفه. ويقول محللون إن مشكلاته القانونية ستجعله أقل ميلًا لتقديم تنازلات للفلسطينيين لأن ذلك قد يضر بشعبيته وسط قاعدته اليمينية.

ومع ذلك تقول الصحيفة إن تسارع وتيرة النشاط داخل البيت الأبيض يوحى بأنه، بغض النظر عن الرياح السياسية المعاكسة ، سيكشف ترامب قريبا عن مخطط تفصيلى قال أحد مساعديه الكبار إنه يهدف لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على الالتفاف حول الفخاخ والعقبات للتوصل إلى اتفاق.

ويأتى هذا الجهد فى الوقت الذى يحاول فيه ترامب معالجة مشكلة أخرى مستعصية على الحل، ألا وهى برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، حيث قبل دعوة للقاء زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، فى غضون الأشهر الثلاثة المقبلة لإجراء المفاوضات. وتشير نيويورك تايمز إنه لوضع الأساس للعمل على السلام فى الشرق الأوسط، يعقد البيت الأبيض مؤتمراً، غدا الثلاثاء، لمناقشة سبل تخفيف الأزمة الإنسانية فى غزة. غير السلطة الفلسطينية قالت يوم السبت إنها ستقاطع الاجتماع.

وفى حين رفض مسؤولون أمريكون مناقشة مضمون الخطة ، تماشيا مع غطاء السرية الذى احتفظوا به منذ تولى ترامب السلطة، غير أنهم أشاروا إنهم لن يكون لديهم مجموعة من المبادئ التوجيهية، مثل مبادرة السلام العربية ، التى أقرتها فى البداية جامعة الدول العربية عام 2002، والتى رسمت الخطوط العريضة للاتفاق وترك التفاصيل للطرفين لملئها.

وعلى سبيل المثال ، لن تدعو الخطة إلى حل الدولتين كواحد من أهدافها، على الرغم من أنها ستحدد مسارات لإنشاء دولتين. كما أنها لن تدعو إلى "حل عادل ومنصف" للاجئين الفلسطينيين، رغم أنها ستقدم خطوات للتعامل مع قضية اللاجئين. ووصف مساعدو ترامب الخطة المكونة من عدة صفحات، بأنها تقترح حلولا لجميع النزاعات الرئيسية: الحدود والأمن واللاجئين ووضع القدس. متوقعين أن يجد كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أمور فى الخطة للموافقة عليها وأخرى ومعارضتها.