ناتالي ..وسلطة رام الله!
تاريخ النشر : 2018-04-22 11:19

كتب حسن عصفور/ تمكنت الممثلة "اليهودية" العالمية ناتالي بروتمان، ان تصبح حدثا حاضرا بقوة في وسائل الإعلام كافة، بعد أن أعلنت رفضها حضور جائزة سنوية في دولة الكيان، إحتجاجا على ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وعمليا ضد أهل قطاع غزة..

الممثلة العالمية، تحمل جنسية الكيان الى جانب الجنسية الأمريكية، رفضها الحضور لإستلام جائزة مالية ضخمة أصاب الكيان بـ"هزة سياسية"، كونها ربطت موقفها بجرائم ضد الإنسان الفلسطيني، رسالة تقول للعالم، ودون اي وسيط أن الأخلاق التي تدعيها دولة الكيان ليست موجودة..

ناتالي لخصت بتكثيف خاص، معنى الجريمة المنفذة يوميا ضد الشعب الفلسطيني، وتزامن ذلك مع قيام جيش الكيان بتنفيذ جريمة حرب ضد الطفولة الفلسطينية، بإغتيال الشهيد محمد أحمد أيوب، إبن الـ15 عاما، في مشهد لا يتكرر كيرا، إعدام على الهواء لطفل لم يكن يحمل لا حجرا ولا سكينا..كان ينظر الى سماء وطن إغتصب..مشهد هز العالم لكنه لم يحرك ساكنا في "المسكون بعداء قطاع غزة"!

ناتالي، وبعد حرب إعلامية "مسعورة" سياسيا وشخصيا عليها، قالت لم تكن تستطيع الحضور لتستمع الى نتنياهو..إسرائيلية أمريكية يهودية نطقت بما صمتت عنه سلطة رام الله ورئيسها الذي لم ينطق بلكمة واحدة لجريمة الإعادم..والمفارقة الأكبر ان الطفل الشهيد لعائلة فتحاوية..

ما أحدثه رفض حضور بروتمان الى تل أبيب، كان أكثر قيمة، وبما لا يقاس من كل "كلام البلادة" الذي نطق به أنصار عباس، والذين لا يكفون عن كذب بلا نهاية، بأنهم سيطالبون وسيعملون وسيذهبون..حكومة لم تنطق بيانا عن جرائم بلا توقف، لكنها إستنفرت بكل ما تملك للدفاع عن شخص وزيرها الأول، بعد نشر خبر في وسائل إعلام عبرية، بأنه مسؤول عن مقتل شاب فلسطيني لتهمة تمس سلوك رامي الشخصي..

إستنفار للدفاع عن "شخص"، تجاهل كليا الدفاع عن شعب من مجرم عام..فيما تنتفض اليهودية الإسرائيلية الممثلة ترومان لتقول قولا سديدا في عالم السياسة..

قطاع غزة يتحرك من أجل أن لا يمس الحق الوطني، ولإعادة تصويب المسار بأن العدو الأول هو دولة الكيان، فيما سلطة عباس تعيد صياغة أولوياتها، بأن قطاع غزة رأس العداء، تمارس حربا بلا هوادة لكسر شوكته، عله يكف عن التحدي ويستكين، وأن لا يمثل "طابور إزعاج" للوعد الأمني المقدس، الذي تعهدت به تلك السلطة للكيان، ولأنها فاقدة القوة الشعبية - العسكرية في القطاع، لشل حركة "هبة الغضب"، لجأت الى السلاح الذي تملك بيدها، حصار مالي وإقتصادي لمليون إنسان قالوا لا للإحتلال..فوجب العقاب لـجريمة هزت دار الرئيس"!..
موقف ناتالي، رسم خيطا واضحا، ان هناك ما يمكنه أن يكون "فعلا مؤثرا"، مربكا لدولة الجريمة المتواصلة، ولا يحتاج الأمر كثيرا من "الصراخ" خاصة عندما يكون كذبا صريحا..كلمة صادقة بدون حسابات كانت أكثر قيمة سياسية وأبلغ كثيرا من كلام فقد قيمته وروحه الوطنية..

سلطة عباس وفريقها المتعدد الأسماء، لم تعد تر في المحتل "عدوها القومي"، تتلفظ عبارات كي يقال أنها قالت، لكنها لم تفعل خطوة واحدة يمكن أن يقال أنها "صادقة، تجند كل ما لها من وسائل لشن حربها ضد القطاع، أرضا وسكانا، تحصاره أضعاف ما يحاصره الكيان، سلطة تعمل على "تركيع الجزء النابض من الشعب"، لوقف حركة الفعل الثوري التي باتت السلاح الأمضى لتعرية "الفاشية الجديدة" في إسرائيل..

الحرب على قطاع غزة، التي تنفذها سلطة عباس هي خدمة علنية لدولة الإحتلال، إعتقادا أنها "القادرة" على وقف "هبة الغضب"..

ناتالي تغضب من دولة لجرائمها ضد شعب فلسطين وسلطة عباس تغضب من هبة غضب شعب ضد دولة الكيان..أي معادلة فارقة يمكن ان تتلخص في هذا المشهد السياسي..

ولا زال "البعض" يكذب على ذاته أولا، وشعبه ثانيا أنهم يبحثون حماية ممثل الشعب من التآكل، دون ان يفكروا كيف لممثلة يهودية تغضب من جريمة فيما "المتآكل" يبحث حربا على ضحايا الجريمة..

ملاحظة: أطرف نكتة سياسية قيلت من "الخانع العام" أنه سيمنع أي دولة من نقل سفارتها الى القدس..يا راجل بتحكي من عقلك..طيب كم يوم ونشوف كيف بدك تقدر..بس لو ما صار بتقدر تخلع وتحل عنا وعن هالشعب!

تنويه خاص: إغتيال الشاب العالم فادي البطش في ماليزيا بتلك السهولة، هل هو ثمار لـ"التنسيق الأمني المقدس"..هل هناك شراكة في تقديم معلومات لجهة الإغيتال التي لم تعد مجهولة..مسألة يجب التفكير بها!