ارحموا شعبكم في القطاع الحبيب..
تاريخ النشر : 2018-08-10 03:59

من خلال هذا العنوان نريد أن نتطرق إلى بعض المفاهيم العسكرية، في الاستراتيجية والتكتيك، في حروب الشعب لأجل تحرير أرضه وطرد المستعمر، أو القضاء عليه.
إن معركتنا مع الكيان الصهيوني ليست معركة مليوني فلسطيني في قطاعنا المقاوم، بل معركة اثنى عشر مليونا فلسطينيا مسنودين بأمتهم العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم. هكذا كل قادتنا ومفكرينا تاريخيا نظروا لمفهوم هذا الصراع الأزلي الذي لا يمكن أن ينتهي إلا بانتهاء أحد الطرفين كما هو في قناعة الكثيرين من القادة والمفكرين الفلسطينيين والمهتمين بطبيعة هذا الصراع.
إننا في قطاعنا الحبيب جزء من شعب مقاوم لأجل تحرير أرضه، بالتالي من الخطأ كل الخطأ بشكل استراتيجي أن نتصور أننا في أرض محررة، ولدينا الجيوش القادرة على حماية هذه الأرض المحررة في مواجهة جيش لديه كل الإمكانيات المختلفة والمدعومة من الكثيرين في العالم عسكريا ولوجستيا والأهم سياسيا.
يجب أن نعي أن معركتنا معركة طويلة وطويلة جدا، ويجب أن ندرس التكتيكات المنيعة في المقاومة، حسب المرحلة التي نمر بها، ومدى إمكانية تطبيق هذه التكتيكات بالحفاظ على شعبنا، واستراتيجية وجوده وقدرته على الاستمرار في المقاومة وليس أن نضعه أمام مفاهيم متهورة تؤذيه، وتؤثر سلبا على دعمه للأفكار الثورية المقاومة. 
يجب أن نعي أننا في قطاع غزة لانزال أرضا محتلة محاصرة جوا وبرا وبحرا، بالتالي على قيادتنا أن تتعامل مع ذلك بتكتيكات مقاومة، بما يحفظ أن يبقى شعبنا في هذا الجزء الفلسطيني المهم داعما لمقاومته، ولا نجره إلى معارك هو خاسرا فيها ولا يستطيع أن ندافع عنه كما يجب.
إن الرد الفلسطيني على تكتيكات عدونا لا يمكن أن يتكفلها شعبنا في غزة لوحده، من يفكر بهذه الطريقة، بتفكيره لا يرقى إلى مستوى المعركة الطويلة مع هذا العدو المتغطرس والمدعوم عالميا وإقليميا ... الخ.
بالتالي ضمن الاستراتيجية الفلسطينية المختلف عليها بين المفكرين والساسة، لا يمكن إلا أن تدرس بعناية ما بين القتال والتفاوض، وما بين دراسة طبيعة التحالفات الداعمة لنا ، وهل هي فعلا تدعمنا في استراتيجياتنا وتكتيكاتنا، أم لها أهداف خاصة بها، في كل مرحلة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني.
فكروا جيدا، وارحموا هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، وارسموا له سياسات وتكتيكات بما يتناسب وإمكانياته ليستمر في دعم المقاومة.
والله من وراء القصد.