الأولويات وفن الخطاب مع ياسر عرفات. (1/2)
تاريخ النشر : 2018-08-10 14:19

عندما خَطَت د.سهاد زهران بقدميها متقدمة الى الأمام لتعتلي منصة الحديث في دورة اعداد المدربين الحركيين المركزيين في فلسطين، كان أول ما أثارها قلة عدد الأخوات المشاركات، وكانت في ذلك محقة، فمهما بذلنا من جهود مضنية ما زالت المشاركة النسوية ضعيفة في الفعاليات الحركية والمجتمعية والسياسية، وان علقت إحدى المشاركات ان ليس السبب عدم الاستجابة من الاخوات، وإنما بطريقة العرض والاتصال معهن!. 
ومن هنا، أي من طريقة الاتصال والعرض والحديث كانت هذه الدورة التي حاولنا فيها أن نُحسن معا،ومن خلال مجموعة من المدربين المتمرسين من الكوادر الحركيين، حاولنا أن نُحسن معا الأداء الاتصالي في علاقتنا معا، وفي الاطر التنظيمية.
في ذات المعنى فإن تمكن المدرب التنظيمي من عقد الدورات والندوات والورش، والتنمية السياسية والفكرية واكتسابه مهارات محددة لا يلغي أن يكون لكل كادر نصيب منها.
تحرص د.آلاء مليطات على مناداة كل مشارك باسمه في محاضراتها، وهذه لعمري قدرة لا أباريها فيها، كما لا يُبارى المدرب الشرس محمد القاروط في ابتسامته وحماسته واندفاعه الألق.
ولك أن ترسم علامات اعجاب عندما تقف د.مي ابوعليا بشموخ الثائر، فتعبُر من خلال الأستاذة ميساء زيدان قلوب المشاركين.
بمعنى أننا عندما نقول أن على المدرب أن يتقن التخطيط ووضع الاهداف وتحليل المشكلة واتخاذ القرار، وعندما نقول ان على المدرب التنظيمي ان يجيد الادارة والتنظيم والتنسيق والتوقيت في مجال التدريب، مجال تخصصه، كما يجيد النقد والتطوير، نتساءل: ألا تهم مثل هذه المبادئ مجمل الكوادر في حركة فتح؟ بل وفي أي فصيل، بالطبع تهمهم مع التخصيص حيث وجب، والتعميم حيث وجب؟. 
من ضمن المهارات الهامة للمدرب الحركي، المدرب على المهارات التنظيمية الذاتية والجماعية، وللكادر أو للمتصل الجيد مع الآخرين أن يُحسن الاصغاء وان يمتلك مهارة التركيز والانتباه وسرعة البديهة، وحُسن طرح السؤال وحُسن الاجابة، وأن يجيد فن الاعداد وفن الكتابة وفن احترام الوقت، وأيضا فن الحديث أو الالقاء. 
في سياق دورتنا المركزية لحركة فتح في فلسطين استعنّا بعدد من أعضاء لجنة التعبئة الفكرية بالحركة، وهم جميعا من خيرة الكوادر الذين كان لهم من التاريخ الحركي والتاريخ السياسي وفي التدريب الكثير ما يجعل كل منهم منارة مضيئة فليس المشكلة لدينا بالكفاءات أوبالمواد السياسية التنظيمية الفكرية أبدا، وإنما بالحقيقة هو أن المشكلة في طرائق الادارة التنظيمية/السياسية، وفي المتابعة، وفي وضع الخطة وتحديد مجالات الاهتمام وتحديد الاولويات لدى القيادة السياسية التي قد تضع أهدافاً بعيدة عن التركيز على الاهتمام الأصل المتعلق برأيي ببناء وتنمية وتطوير الكوادر ليكونوا في خدمة فلسطين والقضية. 
لم يكن لي إلا أن استمع بهذه الدورة المتواصلة لأكثر من عام بشغف للأستاذ محمد القاروط، ود.رائد الدبعي، والانصات أيضا للأخ عمر أبو شرار، ود.مي ابو عليا، ود. سهاد زهران، ود.آلاء مليطات. 
ووقفت مبتسما وسعيدا عندما تحدثوا كما الحال عندما تحدثت الاخت ميساء زيدان والأخ ماهرعطية، والاخ زياد محمد، والأخ أسامة بشارات، والأخ المخرج والفنان محمد مرزوق بل أنني استمعت بخشوع لمداخلات المشاركين المتميزين من كافة الاقاليم. 
في دورات أقاليم الحركة في الخارج وخاصة في لبنان نأخذ العبرة بالتواصل والتنوع والاصرار، ونستمتع أن في غزة من الدورات ما يخرج المرء من تشعبات وتراكب الوضع السياسي المعقد.
وفي دورات أخرى لهذا العام استمعنا وتعلمنا من أساتذة مدربين مركزيين معنا أمثال الأخ د.محمد الحروب ورمزي حرب وأبوحسن جبارين ومي قرادة، والصديق العميق عماد الاصفر، وبدر الضميري والمداخلات الهامة للدكتوركمال سلامة ، والأخ الأستاذ عماد موسى في اجتماعاتنا.
إن فنون الاتصال لا تخص الأخوات أوالاخوة بمعزل عن بعضهما البعض أبدا بل تستوجب مشاركتهم جميعا، من حيث حسن توصيل الفكرة وتقديمها، ومن حيث أنسنة علم الادارة التنظيمية وبتركيز الاهتمامات وتحديد الاولوية والاجتهاد في المتابعة، وذلك يعدّ مرتكزا رئيساً ماكان هدفنا الانسان، وليس استخدام الانسان أو استغلاله. 
قانون الإجادة
ان الورشات الاربعة الثرية التي عقدناها حتى الآن، ستستمر لعام قادم بالتعاون بيننا وبين مركز أولف بالمه الدولي للأصدقاء في الحزب الاشتراكي السويدي، ولنفس الكوادر المتميزين.
العمل، أي عمل، وبغض النظر عن مضمونه، أكان حول فن الحديث أوفنون ومهارات التدريب او فن الادارة والفنون الاتصالية والذاتية يجعلنا نمزج العلم مع المهارة ليصبح فنا انسانيا، يمكننا من تحقيق الإجادة بالتخلص من حالة السكون والركود واليأس وصولا لمرحلة العمل لدرجة الانجاز، فقانون الإجادة نراه ينطلق من مبادئ أربعة هامة. 
أول مباديء قانون الإجادة هو الحب أو الرغبة والايمان التي تجعل الأحشاء دوما في حالة توتر وحماس ودافعية وصولا لحالة الشغف.
أن الحب والرغبة والايمان الذي يصل شغاف (غلاف) القلب لازم من لوازم الجودة (الإجادة) ونقطة رئيسة يتلوها ضرورة الاطلاع والاستفسار والنظر والتأمل والقراءة أولا وثانيا وثالثا.
ونقول في نموذج فن الخطاب (الحديث) أن عليك بعد ذلك ان تعتلي المنبر، فلا تترك أي مناسبة متاحة الا وتنخرط فيها، ويصح ذلك في كافة الأعمال الأخرى حيث أنك أمام خيارين فإما أن تنخرط، ولا توفر فرصة، او تضيع وتنكمش.
ومع هذه العوامل الثلاثة فإنك أن تكتفي، فأنت تنطفئ! ومن هنا فالتطوير يجب أن يتحول لمسار يومي وحديث ذاتي وفعل متصل لنستطيع ان نحقق القفز.