بالفيديو - عصفور: عباس يمتلك مفتاح قلب الطاولة على إسرائيل وأمريكا بالعودة إلى غزة وإعلان دولة فلسطين منها!
تاريخ النشر : 2018-09-13 03:08

أمد/ القاهرة: قال الوزيرالسابق والسياسي الفلسطيني حسن عصفور، أن حركة حماس وعضو مكتبها السياسي في غزة، محمود الزهار، بعد مطالبته بمحاكمة القائد الراحل ياسر عرفات، أن من أضاع القضية الفلسطينية ليس "أبوعمار" ولكنها حكومة التوافق الفلسطينية، ومن ورائها.

وقال "عصفور" خلال استضافته ببرنامج "وراء الحدث" على فضائية الغد في حلقة بعنوان "بعد ربع قرن ماذا تبقى من أوسلو"، مساء اليوم الأربعاء: "ياسر عرفات استشهد منذ 14 عاماً بعدما قاد أعظم انتفاضة في التاريخ، ورفض التخلي عن الأرض الفلسطينية، كما رفض التخلي عن 16 متراً من الأرض الفلسطينية وهي البراق، ولكن من تنازل عنها هي حكومة التوافق، وليس ياسر عرفات، ومن يحتاج لمحاكمة اليوم هم من هودوا القدس، وشاركوا في تهويدها، وتوسيع الاستيطان منذ 2006 حتى الآن"، مضيفًا: "أنتم من تستحقون المحاكمة، أنتم من هودتم القدس، ووسعتم الاستيطان، وأنتم الآن تبنون دولة يهودا في الضفة الغربية، والتي ستصبح جزء من دولة اليهود، المسماة إسرائيل".

وأكد عصفور، أن اتفاقية أوسلو، جاءت بالصدفة، ولم يكن الهدف منها ما وصلنا إليه اليوم، مؤكداً أن القادة الفلسطينيين المشاركين في المفاوضات وعلى رأسهم "أبو عمار" حاولوا تصويب ما يمكن تصويبه، بعدما وصلت إسرائيل لمأزق أخلاقي كبير نتيجة الانتفاضة، الكبرى التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، والتي تعتبر أهم عمل كفاحي فلسطيني غير المعادلة في المنطقة، وأوصلتنا إلى مفاوضات مباشرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وشدد "عصفور" على أن المفاوضين الفلسطينيين ذهبوا إلى أوسلو بتصور كامل للمفاوضات، مضيفًا: "ولم نكن نتخيل أن يصل الوضع لما هو عليه الآن".

وردًا على أن ما يقال بأن إسرائيل حصلت بموجب اتفاق أوسلو على 78% من أراضي فلسطين، أجاب "هذه نكتة، وهذا الأمر نكتة، كانت إسرائيل محتلة الأرض كلها، وحكينا عن تحرير كل فلسطين، والأكثر من ذلك أن منظمة التحرير طُرحت في 1974 عندما وقف عرفات في الأمم المتحدة لأول مرة وخاطب العالم، وتم الاعتراف بها، وحتى الآن كل من رفضوا اتفاق أوسلو أسألوا أنفسكم: لماذا إسرائيل رفضت أوسلو، فإيهود باراك، وكان رئيس أركان إسرائيل حينها، قال هذا المشروع خطر على الأمن القومي الإسرائيلي، بعد توقيع المشروع".

وتساءل عصفور: " أين مشروع إسرائيل التوراتي؟ وأين سيقام.. يهودا والسامرة أين هي؟ فعندما يعترف رابين أن يهودا والسامرة ليست كما يدعى اليهود، وأنها الضفة الغربية وقطاع غزة، فهذا سقوط لكل الرواية الصهيونية".

وتابع: "لذلك الأمريكان مثلا لم يشاركوا مطلقا في أيه مفاوضات لها علاقة بأوسلو، فأميركا التي قدمت مؤتمر مدريد وواشنطن وأزاحت المنظمة والقدس عن الطاولة وجعلتنا جزء من وفد أردني، لم تشارك لا في أوسلو ولا طابا، ولا الاتفاق الانتقالي، وجاء الفريق اليهودي التوراتي بقيادة دينس روس، بعد اغتيال رابين، للمشاركة لأول مرة في مفاوضات الخليل بعد فوز نتنياهو، بعد أن اطمأن التوراتيين بانتهاء أوسلو.. فأوسلو انتهى عمليا بفوز نتنياهو في 1996".

وأكد عصفور أن "يهودا" مشروعهم الأساسي مبني على الضفة الغربية لا الجليل وحيفا، وما من رواية تقول بالجليل وحيفا وأنها هي يهودا والسامرة.

وأضاف "رابين تنازل عن يهودا والسامرة ولذا اغتيل، لأنه اعتبر أنه تنازل عن قلب إسرائيل وارجع لتاريخهم الصهيوني، يقولون أن التوراتية ليست صفد، يافا ولا حيفا، ولا غزة يا محمود يا زهار، فغزة خارج صفقة القرن، فصفقة القرن هي صفقة شارون".

وحول ما قاله الزهار من مطالبة بمحاكمة كل من شارك في أوسلو أجاب عصفور: "ليحاكم إذا يقدر، والمطلوب أنه هو الذي يحاكم، لأنه كان جزء من التيار المعادي لمنظمة التحرير وللحركة الوطنية الفلسطينية، وهو قدم كل ما يمكن لتدمير النجاح الوطني الفلسطيني في 1993، لبناء الكيانية الفلسطينية من أجل أن نصل إلى التخريب الذي وصل الآن".

وتابع: " ياسر عرفات استشهد قبل 14 عام، وظل قبلها في السلطة عشر سنوات؛ لنقارن أربع سنوات خاض فيها أطول مواجهة عسكرية مع جيش الاحتلال والأمريكان، وكانت حماس تتفرج علينا، وياسر عرفات خاض أطول مواجهة عربية عسكرية مع إسرائيل من 200 إلى 2004، استخدم فيها كل أشكال السلاح إلى أن تم حصاره علنا لأنه رفع شعاره الشهير بعد كامب ديفيد (عالقدس رايحين)".

وتسائل عصفور: "وماذا قال كلينتون؟  .. 16 متر منعت ياسر عرفات أن يأخذ دولة فلسطينية بحدود 96%، لأنه رفض التنازل عن رقعة بحدود 16 متر، والتي هي حائط البراق، التي تنازل عنها فريق شركائك الآن في السلطة مجانا، فحكومة التوافق هي التي تنازلت لا ياسر عرفات، فمن شارك في تهويد القدس والتهويد، هم من هودوا الضفة والقدس ووسعوا الاستيطان وهم الآن يبنون دولة يهودا في الضفة الغربية التي ستكون جزءًا من إسرائيل".

ولفت إلى تعرض المفاوضين لبعض الضغوط والتي من بينها محاولات شطب منظمة التحرير وشطب قضية القدس من طاولة التفاوض، مؤكداً "أن اللعبة كانت واضحة وتمثلت في مؤامرة الخلاص من المنظمة وتحويلها لمنظمة إنسانية".

وتابع أن "حل القضية الآن في يد رئيس السلطة محمود عباس، الذي بإمكانه قلب الطاولة على المشروع الاحتلالي، من خلال إعلان دولة فلسطينية وإلغاء كل ما كان من اتفاقيات مع الاحتلال، من خلال مغادرة رام الله إلى عمان ومنها إلى القاهرة ثم غزة، ومن مقر إقامته هناك يعلن إقامة الدولة الفلسطينية"، مشدداً على أن "مفتاح قلب الطاولة على الاحتلال الإسرائيلي، هو إعلان الدولة الفلسطينية، وهو ما يعني فك الارتباط بكل ما كان بعد 1995، ونعيد صياغة مشروعنا الوطني، والعالم المعترف بدولتنا سيبقى معترف بنا، ويبقى الجزء المحتل محتلاً، لنعود إلى تعريف الكيان الفلسطيني لتكون غزة هي الجزء المحرر من الأرض، وهو المفهوم الكفاحي المعترف به في عام 1974، عندما قررت منظمة التحرير إقامة الدولة الفلسطينية، على أي جزء يتم تحريره، ومن دون ذلك فلا مجال للحديث إطلاقاً إن لم يفك الارتباط مع الاحتلال، وهو ما لم يحدث طالما هو موجود في رام الله، من يريد فك الارتباط مع الاحتلال عليه الخروج من رام الله، وأن يقيم في الأراضي المحررة".

وختم "عصفور" حديثه بأنه على محمود عباس إن كان يريد حل القضية الفلسطينية أن يذهب إلى المنتدى حيث مقر ياسر عرفات، ليعلن قيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين وفقًا لقررا الجزائر 1988، ولو فعلها محمود عباس من غزة، سيخرج القطاع لاستقباله على معبر رفح".