خطاب رئيس..!
تاريخ النشر : 2018-09-14 01:41

وحدهم ضعاف النفوس الذين يستغلون المنابر و ليس ساحات القتال لاظهار بطولاتهم الزائفة ,, لانها تتيح لهم فرصة جيدة لتسويق أنفسهم و بيع الأوهام وترويج أكاذيبهم ,, و عباس و فريقه نموذج فاضح لذلك ,, فبدلا من تهيئة الرأي العام بالا يعلق امالا كبيرة على خطاب رئيسهم على منصة الامم المتحدة ,,, تتفاجأ بهذا الكم الهائل من التصريحات العنترية و الأحاديث الغوغائية اللامسئولة التي يدلى بها بعض المجذومين , فلسنا هنا بوارد تذكيرهم باحاديثهم السابقة و التى لم يتحقق منها شئ ,,, فنحن على يقين بان رئيسهم يفتقد مقومات الزعامة و لا يمتلك صفات القيادة و القدرة على المواجهة و كل ما يتم تسريبه من كلام قبل الخطاب يشكل خطرا عليهم ,, و التعامل معها كمعلومة فاسدة يعاد إنتاجها ,, فالرئيس معزول شعبيا و يخشى العزلة الدولية و و هؤلاء الدهماء يعتقدون ان تلك التسريبات تنفعه فى جذب الانتباه لعله يتلقى مكالمة هاتفية او دعوة عشاء من بعض شخصيات فى الغالب من الصف الثانى كى تصبح مادة حديث و استعراض لتليفزيون المقاطعة , فالزعماء الحقيقيون يعرفون ان عباس ليس صاحب قضية كى يسيل لعابهم من اجل معرفة ما يدور فى ذهنه ,, ناهيك عن ان معظمهم لديه استنتاج لا يحتمل التأويل عن طبيعة هذا الرجل فهو ضعيف و مهزوز و لا يمتلك سلطة و قرار قابل للتنفيذ ,,

فلسنا متفائلين و  حصّنا أنفسنا من الصدمة حال أعاد نفس الخطاب الذى تلاه قبل عامين ,, فهو فارغ و مرتعب من مواجهة امريكا و اسرائيل ,, لذا فان خطابه حتما تقليديا ,, و بأسلوب تختلط فيه الاوهام بالحقائق ,, و يتزواج فيه تحليل الصراع وفق المنهج السياسى مع تهويمات غائبة اقرب ما تكون الى لغة الدراويش منها الى لغة الصراع السياسى المعاصر التى تتسم بالموضوعية و تكون واضحة و مركزة و قادرة على ارسال رسالتها ,,

عباس مفصول الجذور عن الواقع يتحدث بلغة لم يعد يستوعبها هذا الزمن ,, وصمت العالم عليه لغاية استغلاله فلديهم القدرة و الخبرة عن افضل طريقة للتعامل مع الديكتاتوريات دون خسائر لمصالحهم , و بإمكانهم ممارسة الابتزاز وقتما شاءوا , فتشخيصهم له بأنه أداة رخيصة تصلح لتأدية بعض المهام القذرة جعل منه شخصا مقبولا دوليا طالما يؤدى خدماته الامنية بالمجان و بمنتهى الصدق و الامانة ,, و يرضى بما تجود عليه اجهزة مخابرات الغرب من دعم ,,, و لا يفسدوا عليه لحظات السعادة و هو يتغنى ببعض المديح التى تكيله عليه بعض دكاكين حقوق الانسان التى تعمل تحت امرة المخابرات الامريكية ,,

لذا العالم غض بصره عنه و لم يعلن تشكيكه فى شرعية حكمه بالرغم من مرور قرابة العقد على انتهاء ولايته القانونية ,, و لكنهم و من باب المحافظة عليه يسمحون له باستخدام لغة التهديد و الوعيد مع حجز مكان لها فى سلة النفايات او يتم التعامل معه على انه كلامه موجة للاستهلاك المحلى و ليس لفرض شروط على العالم ,, و هذا ما يدفعنا للبحث بموضوعية عن الاوراق التى يروج لها أتباعه بأنه يمتلكها بإمكانها ان تبعثر خريطة العمل السياسى فى المنطقة فإنها لن تتعدى اكثر من التلويح بحل السلطة و هو لا يقدر على حلها لانه يعرف عواقبها التى تترجم نهايته فشخصيته الجبانة لن تتقبل هكذا مصير ,, و حتى التهديد بإيقاف التنسيق الامنى او حتى تخفيض منسوبه فانه لا يستطيع لانها تفتح علية بلاعات من الفضايح لن يستطيع احد الصمود أمام نتانة رائحتها نهيك عن انتشار الجنود و الدبابات حول بيته و مكتبه و تلك مخاوف يرفض التعامل معها حتى فى احلامه ,,, و بالاساس التنسيق الامنى مصدر اساسى لقوة عباس و فريقه و دونه لن تستطيع وجوههم الصمود امام احذية شعب باكلمه ,,,

أما ان ذهبنا بعيدا و قلنا لعله يستطيع اعلان الانتهاء العمل بالمرحلة الانتقالية و أن اوسلو قد أوصلتنا للغرض و ان السلطة وليدتها قد انتهت ولايتها القانونية ,, و من الان فصاعدا سوف يتم استبدال العمل بالسلطة بدولة فلسطين بحدودها المنصوص عليها قانونا 67 ,, و ان الاعتراف بيننا و بين من يحتل ارضنا لابد ان يكون متبادلا ,, فان هذا الإعلان يفسر بانه تصرف احادى الجانب و يفه ضمن سياقه بانه اعلان حرب و مواجهة مباشرة على اسرائيل ,, لان تلك الدولة التى اهملها عباس و سهل حياة الاسرائليين قيها ,,لم تعد كما كنت ,, فمعالمها الجديدة شكلتها خريطة بناء المستوطنات التى نعم سكانها بالأمن و الأمان على ايدى رجال احهزتة الامنيه ,, فخرجت الى النور مبانى شاهقة و عمارات فارهة و مصانع ضخمة و مدراس و جامعات ,,, و طرق التفافية ,, و نقاط تفتيش عسكرية ,,

عباس قاوم الوحدة الداخلية بعدما تراجع عن وعوده و استبدلها بشروط تعجيزية يرفضها الفتحاوى قبل الحمساوى ,,,عباس رفض التهدئة و اعتبرها مساسا بشرعيته ,, و تلك الشرعية الزائفة محل تساؤل و نقاش ,,,لذا فلن تدعمه مسيرات و هتافات و هو يلقى الخطاب و لن تستقبله وفود و شخصيات عند عودته ,, و تلك أمور يعلمها عباس جيدا ,, لذا لن يتردد فى محاولة ابتزاز العالم للحصول على ترقية منهم من وظيفة رئيس إلى رتبة فرعون يفعل من خلالها ما يحلو له مع شعبه ظلما و افتراء و يحقق المزيد من الانتصارات علي غزة بحجة استردادها ,,, و لان تلك المسميات لا تهمهم طالما لم يسمعوا أصوات أنين الناس التي أنهكتها إجراءاته ,,,,