التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة المحتلــة (27 سبتمبر – 03 اكتوبر 2018)
تاريخ النشر : 2018-10-04 17:09

أمد/ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي (27/9/2018 – 3/10/2018)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، استمرت تلك القوات في استخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت في قطاع غزة منذ تاريخ 30/3/2018، حيث سقط الآلاف ما بين قتيل وجريح منذ ذلك التاريخ، فضلا عن أعمال القصف المدفعي للأراضي الزراعية، وسط تشديد الحصار المفروض منذ نحو 12 عاما، وملاحقة الصيادين في عرض البحر. وفي الضفة الغربية أمعنت قوات الاحتلال في الاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المسلحة المميتة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية التي جرى تنظيمها ضمن فعاليات (مسيرة العودة وكسر الحصار) في قطاع غزة، والذي يشهد للأسبوع السابع والعشرين على التوالي مسيرات سلمية على المنطقة الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع. ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير (8) مدنيين فلسطينيين، بينهم (3) أطفال. وأصابت تلك القوات (307) مدنيين، بينهم (47) طفلاً، و(5) نساء، و(4) صحفيين ومسعف.، فيما قتل مسن فلسطيني، وسط قطاع غزة، بعد إطلاق النار من الحدود الشرقية باتجاه المنطقة الواقعة إلى الغرب من الشريط الحدودي مع إسرائيل.

 وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي (22) مدنياً فلسطينياً، بينهم (3) أطفال و(4) صحفيين، ووصفت حالة أحد المصابين بالخطرة.

ففي قطاع غزة، وفي استخدام جديد للقوة المسلحة المميتة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28/9/2018، والذي صادف الجمعة السابعة والعشرين من مسيرات العودة وكسر الحصار (7) مدنيين فلسطينيين، بينهم طفلان. قتلت تلك القوات (3) منهم شرق دوار ملكة، شرق حي الزيتون، شرق مدينة غزة، وهم: إياد الشاعر، 18 عاماً، ومحمد شخصه، 24 عاماً، وكلاهما من سكان حي الشجاعية؛ ومحمد هنية، 33 عاماً، من سكان حي الشيخ رضوان. وفي المحافظة الوسطى قتلت الطفل محمد الحوم، 14 عاماً، والمواطن محمد العواودة 25 عاما، وكلاهما من سكان البريج، فيما قتلت الطفل ناصر مصبح، 12 عاما، من سكان عبسان الكبيرة، والفتى محمد انشاصي، 18 عاما، من سكان مخيم خان يونس. أصيب ثلاثة من القتلى بأعيرة نارية في الرأس، واثنان في الصدر، وواحد في الظهر، وآخر في البطن.

وفي تاريخ 3/10/2018، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل أبراج المراقبة الواقعة على معبر بيت حانون “ايرز”، شمال غربي بلدة بيت حانون، شمال القطاع، الطفل أحمد أبو حبل، 15 عاماً، من سكان بيت لاهيا، والذي أصيب بقنبلة غاز اخترقت رأسه من الأمام، ما أدى لكسر في الجمجمة وخروج أجزاء الرأس. كان الطفل المذكور متواجداً مع العشرات من المواطنين في الطريق الإسفلتية المؤدية لبوابة المركبات على المعبر، عندما فتحت تلك القوات نيران أسلحتها الرشاشة وألقت قنابل الغاز بكثافة تجاههم.

وفي إطار إطلاق النار بشكل مستمر من الحدود الشرقية مع إسرائيل باتجاه منازل المواطنين وممتلكاتهم، قُتِل المسن إبراهيم العروقي، 74 عاما، من سكان مخيم المغازي في المحافظة الوسطى بتاريخ 2/10/2018،  إثر إصابته بعيار ناري في الظهر من مسافة 2000 متر ، اثناء تواجده في محيط منطقة سكنه، غرب الشريط الحدودي. وأعلنت وزارة الصحة في بيان لها أنه “بعد إتمام إجراءات الجهات المختصة تأكد أن المذكور أصيب في منطقة قريبة من الحدود، حيث شرعت الجهات المختصة بالتحقيق إلى أن تأكد لديها إصابته برصاص الاحتلال”.

وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد وتيرة اعتداءاتها ضد صيادي الأسماك الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. وخلال هذا الأسبوع رصد المركز (5) اعتداءات على الصيادين، منها اعتداءان شمال غربي بلدة بيت لاهيا، و(3) اعتداءات غرب منطقة السودانية، غرب جباليا، شمال القطاع.

وفي الضفة الغربية،  أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير (22) مدنياً فلسطينياً، بينهم (3) أطفال، و(4) صحفيين، ووصفت حالة أحد المصابين بالخطرة.

* أعمال التوغل والمداهمة:

خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (62) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (9) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها.  أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (33) مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم (12) طفلاً في الضفة الغربية، فيما اعتقل (24) مواطنا آخرون، بينهم (6) أطفال، في مدينة القدس وضواحيها.

وفي قطاع غزة، ففي تاريخ 27/9/2018، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة تقدر بحوالي 100 متر جنوب الشريط الحدودي الفاصل الساحلي قبالة موقع “زيكيم” العسكري، شمال غربي بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع. وفي التاريخ نفسه، توغلت تلك القوات مسافة تقدر بحوالي 70 مترا، شرق بلدة الفخاري، شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

وفي تاريخ 2/10/2018، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة تقدر بحوالي 100 متر في بلدة الشوكة، شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وقامت تلك الآليات بوضع أسلاك شائكة غرب الشريط الحدودي الأساسي الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

* إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة:

فعلى اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي تاريخ 27/9/2018، اقتحم (1135) مستوطناً المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في رابع أيام “عيد العرش اليهودي”. وأفاد شهود عيان أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على المصلين في منطقة باب السلسلة بالضرب والدفع، وقامت باعتقال أحد الشبان، واقتادته معها.

وفي تاريخ 30/9/2018، اعتدت جماعات من المستوطنين على المحال التجارية في حي المصرارة، وقام المستوطنون بضرب أصحابها تحت حماية قوات الاحتلال، ما أدى إلى إصابة (3) مواطنين بجروح مختلفة. وأفاد شهود العيان بأن المستوطنين اعتدوا على المركبات الفلسطينية التي كانت مركونة في الحي، وقاموا بتحطيمها.

* جرائم الاستيطان والتجريف واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم:

فعلى صعيد جرائم تجريف المنازل السكنية والأعيان المدنية الأخرى، صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 2/10/2018، سقيفة من الصفيح (بركس) من منطقة الحلاوة الواقعة ضمن منطقة مسافر يطا، جنوب محافظة الخليل. تبلغ مساحة السقيفة 40م2، وتعود ملكيتها للمواطن أحمد أبو عرام.

* الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

 ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي منذ نحو 12 عاماً، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه.  وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، شددت سلطات الاحتلال من حصارها على القطاع، حيث اغلقت معبر كرم ابو سالم التجاري، وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، ومنعت حركة الاستيراد والتصدير، باستثناء المواد الغذائية والادوية، فيما قلصت مساحة الصيد من 9 اميال بحرية إلى 3 اميال بحرية، الامر الذي سيؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير.  أدى الحصار الاسرائيلي منذ 12 عاماً إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

 وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.