تقرير بالصور - غزة: شابة تتحدى واقع مجتمعي - اقتصادي بإبداع المشغولات الخشبية
تاريخ النشر : 2018-11-05 23:09

أمد/ غزة - أحلام عفانة: أشكال خشبية متفاوتة الحجم تضفي روحاً ومنظراً جميلاً في كل بيت فلسطيني، أتقنت صنعها شابة فلسطينية من قطاع غزة محاولة منها لتحدي ظاهرة البطالة المنتشرة بشكل كبير، إلى أن استطاعت من خلال أعمالها إعادة إحياء التراث.

ففي ورشتها الصغيرة فوق سطح منزلها تقضي هبة النخالة (23 عاماً) ساعات يومها كاملة، كي تضع بصماتها الخاصة المليئة بالإبداع على القطع الخشبية لتنتج تحفاً وأنتيكا غير تقليدية تحاكي التراث الفلسطيني.

محاولتها تقديم هدية رمزية خاصة لوالديها من صنع يدها، والتي هي عبارة عن "برواز خشبي" كانت بداية طريقها للنجاح وافتتاح مشروعها الخاص "أنتيكا هوم" الذي استطاعت إثبات ذاتها من خلاله.

قالت النخالة لـ "أمد للإعلام": "أحببت أن أصنع هديتي من الخشب، فجمعت الخشب بصحبة أخي نضال كي نحاول إنجاز هدية من صنع أيدينا حتى نستطيع تقديمها لوالدينا".

وأشارت إلى صعوبة العمل في البداية، حيث إن "البرواز" لم ينجح من أول مرة، لكنها أصرت على الفكرة حتى استطاعت أن تنجزه بمساعدة أخيها في المرة الثانية، الأمر الذي دفع والدها أن يبني لها كوخاً فوق سطح المنزل خاصاً بصناعة المشغولات الخشبية تشجيعاً ودعماً لها.

بعد تجربتها الأولى أحبت الخشب كثيراً، هذا ما دفعها لخوض غمار التجربة بمرافقة أخيها نضال الذي كان يساعدها كثيراً خاصة في بداية عملها على الآلات الصعبة، إلى أن تمكنت من استخدامها بكل سهولة، متحدية بذلك نظرة المجتمع التي تقصر تلك الأعمال على الشباب فقط.

وأضافت: "كان أول عمل لنا عبارة عن مدخل بيت حجم كبير، نجاحنا في صناعته دفعنا أكثر إلى الاستمرار وصنع مشغولات متنوعة الأشكال والأحجام، إلى أن استطعنا إدخال الأنتيكا في كل زاوية بالمنزل سواء مرايا أو صواني أو أدوات المطبخ، وأدوات الزينة بأشكالها".

مراحل عدة يمر بها عمل هبة حتى تنتجه بالشكل النهائي، حيث بعد رسمها للفكرة على الورق تقوم بتطبيقه على ورق كرتون حتى تتفادى أي خطأ وتقوم بتعديله فوراً، ثم تقوم بقص الخشب الذي تحتاجه سواء "صنوبر أو زيتون" لتطبيق الفكرة حسب الشكل المطلوب.

أوضحت: "أقوم بتلصيق الشكل حيث يستغرق تقريباً 8 ساعات حتى يجف، ثم أقوم بصنفرته لتلصيق قطعة خشبية فوقها من نوع آخر، ثم أعيد صنفرتهما معاً حتى يصبح بالشكل المطلوب، بعدها أقوم بالدهان والذي يستغرق حوالي 5 ساعات كي يجف، من ثم يتم تركب زجاج فوق الشكل لحفظه، وبهذا يكون قد اكتمل العمل".

انقطاع التيار الكهربائي كان عائقاً كبيراً أمام إنجازها العمل في موعده، حيث يمتد العمل لبضعة أيام ما يدفعها إلى تأجيل التسليم في كثير من الأحيان، إلى جانب عدم توفر بعض الآلات والمواد الخام اللازمة في إضفاء مزيد من الجمال على منتوجاتها.

حازت مشغولاتها على إعجاب الزبائن ولاقت رواجاً كبيراً في السوق المحلي، ما دفعها إلى التوسع والتعمق في العمل وإنتاج كافة المشغولات الخشبية، كما أنها شاركت في معرض مرايا فلسطينية الذي أقيم على أرض الشاليهات في غزة وعرضت كافة أعمالها حتى تحصل على مزيد من الإقبال.

تمنت هبة أن يكون لها معرضاً خاصاً بها هي وأخيها، بحيث يكون فيه جميع المشغولات الخشبية اليدوية، حتى تستطيع أن تجعل الخشب شيئاً أساسياً في كل البيوت الفلسطينية.