همسةُ صباح
تاريخ النشر : 2018-11-30 10:00

كنت أمارس رياضة المشيّ في الصباح الباكر ... وما أن برزت الشمس من مخدعها الليلي ، وإذ بشعاعها يبدأ بالتسلل والأنتشار لبعض ما طاله من أرضنا وعشقنا .
كانت خطواتي بطيئة على الكورنيش الموازي لشاطئ البحر والذي يرتفع عنه بضعة أمتار فتُتاح لي فرصة مشاهدة الشاطئ وأمواج البحر التى تُعانقه وتداعب رماله وأصدافه .
كان البحر ساكناً وأمواجه الرقيقة تلامس رمال الشاطئ بحنين وهدوء وهي تُصدر أصواتاً أشبه بعزف سمفونية عشقٍ تُحاول من خلالها جذب انتباه العشاق السائرون على نفس درب الأستمتاع بعبير الصباح المنطلق مع وشوشة الموج المغازل لأصداف البحر وكأنها تهمس في آذن الصباح وتعلن عن حبها له .
كانت الرياح الشرقية الآتية من ربوع الوطن ومن القدس تحمل معها همس المآذن وأصوات أجراس الكنائس ، تعاكس اتجاه الأمواج الآتية من الغرب البعيد والغريب ، فتُعيد الأمواج إلى حنينها وكأنها تقول لها اهدأي ، أنت هنا في بلد العاشقين للحرية والحب والسلام .
فتهدأ الأمواج وكأنها تنصاع لأوامر الطبيعة الكونية ، وتتبسم ابتسامةً عريضةً رقيقةً يمتد طولها على طول ساحل وطن المحبة والأمل والسلام ، فتبدأ هذه الإبتسامة من رأس الناقورة أقصى الشمال حتى رفح أقصى جنوب ، والتي حفظت الوعد والعهد .
ابتسامة ما زالت تقول في حب الوطن ما قاله قيس في ليلى ، وما أبدعه عنترة من قوله في عبلة ، وتُترجم كلام الحب والعشق بمداعبتها لأصداف البحر وفيروز الشطآن ، فتصحُ من غفوتها لتتعانق وترد التحية وتقول صباح الخير يا شعبي صباح الخير يا وطني الحبيب