"السترات السوداء" سلاح فعل في وجه الانقساميين!
تاريخ النشر : 2018-12-10 10:04

كتب #حسن_عصفور/ نعم هناك "رزمة أوراق" موقعة وغير موقعة تتعلق بملف طي المرحلة الانقسامية، التي شكلت الهدية الأكبر للعدو القومي، دولة الكيان الإسرائيلي، ومع "الرغي الكلامي" المتواصل من أطراف النكبة الانقسامية حول ضرورة وضع نهاية له، لكن الحقيقة الصارخة، أن ذلك مستمر بفعل فاعل معلوم، لن يسمح بنهاية له، ما لم يحدث تطور غير تقليدي في المسار الوطني العام.

لا يوجد فلسطيني، لا يعلم أن الانقسام هو جزء من "مؤامرة سياسية" تم رسم خطوطها بين دوائر عربية إسرائيلية أمريكية، بعلم أطراف فلسطينية، كونها السلاح الأهم لكسر المشروع الوطني وفسح الطريق لتمرير "المشروع التهويدي البديل"، بضم جزء واسع من أراضي الضفة والقدس الى إسرائيل، كمقدمة لإعلانها رسميا "دولة يهودية" باتت مكتملة الأركان بعد الانتهاء من ضم ما يسمونها بـ "يهودا والسامرة" وفقا للمشروع التوراتي، فبدونها لا يمكن اعتبار كيانهم دولة يهودية.

الانقسام ليس فعل الصدفة، ناتج عما يعتقد البعض بأنه "جشع حمساوي" للسلطة، و"ضعف عباسي" لمواجهته، بل هو فعل كان جزءا من الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية، للنيل من الوحدة الفلسطينية الوطنية، مستخدمين أطرافا عربية، لتمرير ذلك بشعارات مختلفة، لم تكن البداية مع انقلاب حماس، بل سبقتها بسنوات طوال، لكن انقلاب 2007 كان الأسهل لتكريس ذلك الانقسام.

وأمام ارتباك المشهد العام، وضعف الفعل الفصائلي والشعبي لتحدي الانقسام والمنقسمين، رغم محاولات عدة حاولت أن تقود مسار المواجهة، بعضها ولد مبشرا بأنها قد تستطيع، لكنها لم تكتمل، وتحولت الى تجارب غير مرضية وربما غير مقنعة لغالبية شعبية، دون تحديد أسباب ذلك.

ومنذ فترة وجيزة، خرج ما عرف بـ "نداء الاستغاثة السياسي" لسبع فصائل منها الجهاد والجبهتين، ما فتح "أملا جديدا، بتشكيل قوة استقطابية خارج معادلة الثنائي "فتح وحماس"، بثقل سياسي عسكري وشعبي، وبلا سبب توقفت المحاولة عند بيان يتيم رحبت به حركة حماس وتجاهلته حركة فتح، مع أن قوى النداء يمكنها ان تقود حركة شعبية جادة لكسر رتابة المشهد العام لو قررت.

والى حين ولادة قوة شعبية خارج التقليد العام، ربما أصبح ضرورة التفكير بكسر النمطية التقليدية، والاستفادة من تجار التمرد العام الذي أصبح حاضرا بقوة لم تكن ضمن حسابات متعارف عليها، فعل يستلهم "غضب السترات الملونة"، ولتبتكر فلسطين "#سترات_سوداء" في وجه الانقسام والمنقسمين، ويمكن لكل رافض لذلك ان يكون جزءا منه، بلا مظاهر قيادية ولا حركة استعراضية لشخصيات تتباهي بأنها تشارك في مسيرة، دون أن تدرك أنها تنهك المشاهد والقارئ بصورها وكلامها الممل والبليد.

نعم، شعب فلسطين منح العالم كثيرا من رموز كفاحية، وجسد بانتفاضته الكبرى نموذج فريد، لكن لا نقيصة ابدا من استلهام فعل يسارع أن يصبح "الحدث الغاضب الأهم عالميا"، وقد يتسع الى حركة غضب عارمه ضد التوحش الرأسمالي، والتغول غير المحدود لإفقار الانسان.

لتبدأ وسريعا ولادة حركة "#السترات_السوداء" في فلسطين ردا على استمرار الانقسام، نحو ولادة حركة شعبية واسعة لحصاره على طريق قبره، فدون نهاية ذلك لن يكون هناك مشروع وطني فلسطيني، ولا مكان لـ "حلم ولادة دولة فلسطين".

الانتفاضة مطلوبة لكسر الانقسام وأدواته على طريق كسر المحتلين ومشروعهم، ذلك هو سبيل الحق الوطني.

ليكن سلاحنا: "#السترات_السوداء" في مواجهة الانقسام والمقٌسمين!

ملاحظة: رئيس سلطة المقاطعة محمود عباس يفاخر بأنه ضد السلاح وضد الصاروخ ويدعي أنه مع المقاومة الشعبية "السلمية"، طيب خلي فصيلك يطلع مسيرة من "الفين" شخص فقط ضد المحتلين، ونشوف هل ستبيض وجوه أم تسود يا "حودة"!

تنويه خاص: عملية رام الله العسكرية الجديدة ضد جيش المحتل ومستوطنيه، رسالة غضب جديدة، وتعكس تحديا خاصا، المهم أن جيش الاحتلال بات مصابا بهلع اسمه "نعالوه"...فعلا عاشت الاسامي يا "أشرف"!