خطة روسية لـ "مصالحة فلسطينية"
تاريخ النشر : 2018-12-20 09:03

أمد/ رام الله: قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الشرق الأوسط» اللندنية، إن روسيا تخطط للتحرك من أجل عقد مصالحة فلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس». وأضافت المصادر: «الروس أبلغوا الأطراف بما في ذلك إسرائيل أنهم بصدد فحص هذا الأمر لدى (حماس) والسلطة». وتابعت: «الروس أبلغوا الجميع أن ذلك يساعد على الهدوء ويدعم إقامة الدولة الفلسطينية». وبحسب المصادر، فإن ذلك كان سبباً رئيسياً لتوجيه وزارة الخارجية الروسية دعوة إلى هنية لزيارة موسكو. وأكدت المصادر أن ثمة ترتيبات من أجل هذه الزيارة منذ وقت.

ويفترض أن يغادر هنية قطاع غزة نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، في زيارة إلى مصر تسبق زيارته إلى موسكو. وقالت المصادر إن مغادرة هنية تنتظر ترتيبات مصرية فقط. وأضافت: «كان يفترض أن يخرج في جولة منذ وقت لكن بانتظار ترتيبات مصرية».

ويخطط هنية لجولة خارجية على رأس وفد من «حماس»، قد تشمل قطر وتركيا وبيروت والسودان والكويت ودول أخرى. وتعد هذه أول جولة لهنية منذ ترأس المكتب السياسي لـ«حماس» في مايو (أيار) العام الماضي.

وكانت الخارجية الروسية وجّهت نهاية الشهر الماضي دعوة رسمية إلى هنية لزيارة العاصمة الروسية موسكو. وحمل هذه الدعوة سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين حيدر رشيد.

وهذه ليست المرة الأولى التي توجّه فيها موسكو دعوة لـ«حماس» من أجل زيارتها، إذ سبق أن زار الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل موسكو في أكثر من مناسبة.

ويصل موسكو، الخميس، وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يلتقي وزير الخارجية الروسي في 21 ديسمبر (كانون الأول). ويخطط المالكي لنقاش حول دور روسيا في عملية سلام محتملة وإمكانية إطلاق مؤتمر دولي للسلام، كما يناقش المصالحة. وأكد المالكي في تصريحات سابقة أنه يتطلع أيضاً إلى ما يمكن أن تلعبه موسكو من دور في إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وكان المالكي تحدث عن وفد «حماس»، قائلاً: «أعلم أن هناك وفداً من (حماس) سيزور موسكو، وبالتالي نحن نريد أن نتابع هذا الموضوع لنرى ماذا يمكن أن يقال في موسكو مع وفد (حماس)، وبالتالي الوقوف على الدور الذي يمكن لموسكو أن تلعبه من أجل إقناع قيادات (حماس) بإنهاء الانقسام».

وفي ردود الفعل على زيارة هنية المتوقعة لموسكو، احتجت الحكومة الإسرائيلية لدى روسيا على دعوته، وأُعلن بشكل مفاجئ في تل أبيب، أمس الأربعاء، عن وصول وفد برلماني روسي رفيع كـ «بادرة لإنهاء الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين منذ سبتمبر (أيلول) الماضي»، بعد إسقاط طائرة التجسس الروسية فوق اللاذقية.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن التحضير لهذه الزيارة تم بشكل سري بطلب من الروس. وقد وصل الوفد مساء أمس واستقبل بحفاوة. وضم كلاً من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي الأعلى، كونستانتين كوساتشوف، ورئيس لجنة الدفاع، فيكتور بوندر.

واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الثلاثاء، في موسكو، رئيس «الوكالة اليهودية» إسحاق هرتسوغ، وصرح بأن «التعاون بين الجيشين الروسي والإسرائيلي سوف يستمر بطريقة لا تعرّض حياة الجنود الروس للخطر، من جهة، وتضمن أمن إسرائيل من جهة أخرى». وأضاف: «بالنسبة للقضايا الإقليمية فإننا نتعاون على أساس ما اتفق عليه الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو».

إلا أن زيارة إسماعيل هنية إلى موسكو، أثارت تحفظاً إسرائيلياً واضحاً. وقد تطرق هرتسوغ إليها محتجاً، خلال لقائه مع لافروف. فرد عليه لافروف قائلاً: «ولكنكم في إسرائيل تديرون مفاوضات مع (حماس) وتبرمون اتفاقيات وتسمحون لقطر بإدخال ملايين الدولارات إليها». وأضاف: «دعوة هنية جاءت في إطار جهود منع حدوث تدهور أمني في قطاع غزة». وقال هرتسوغ للافروف: «قل لهنية إنه لا يمكنه إمساك العصا من طرفيها، فمن جهة يحصل على تهدئة مع إسرائيل في غزة، ومن جهة ثانية يبادر إلى عمليات في الضفة الغربية».

وكانت روسيا قد صوتت ضد مقترح أميركي للتنديد بـ«حماس» في مجلس الأمن الدولي، قبل أسبوعين، وردت إسرائيل على ذلك بتأييد مشروع قرار أميركي يندد بالاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم. لكن من جهة أخرى، يجري في إسرائيل الحديث عن عودة الدفء إلى العلاقات بين روسيا وإسرائيل.