حكاية اليوم (قصة قصيرة )
تاريخ النشر : 2018-12-30 01:27

في هذا اليوم من أيام الشتاء البارد ، غزير المطر ، كثيف الغيوم ، وكثير البرق والرعد ، يذكرني بالكثير من ذكريات الطفولة ، وذكريات المعاناة ، وذكريات مشاهد بؤس الكثير من الناس من الذين ليس لديهم بيوت تحتويهم ولا خيام بمواصفات جيدة تقيهم برد الشتاء القارس وماء المطر المنهمر كالشلالات ، لتغرق الحارات والشوارع الترابية مُحدثةً مستنقعات في الحفر الممتدة على طول الشوارع وفي الأزقة تتسبب في اتساع تلك الحفر التي مع تزايد وجود المياه فيها تصبح مكاناً للهو ولعب أطفال الحارات ، وتصبح مُتنفساً لهم عن أشياء كثيرة حُرموا منها كالدفء ، والملابس الشتوية ، وساحات اللعب واللهو وغيرها الكثير .
في هذا اليوم وفي هذه الساعة وانا اكتب عن ذلك ، انزلق القلم عن الصفحة التي أخط عليها كلماتي هذه ، ليُعبر عن ألمه وحزنه عما اكتبه وأشعرني بأنه يريد أن يقول لى شئاً ما ، ولكنه لم يستطع الحديث لأن لسانه ليس للكلام وإنما هو للكتابة ، فقلت له أكتب ما شئت :
فانطلق لهذا الركن وكتب عن الكثير ممن دُمرت منازلهم وشردوا منها بسبب الحروب الإسرائيلية وأن الكثير منهم لا زالوا يقبعون في خيامٍ أو كرڤانات أو تحت معرشات من ألواح الزينكو أو ألواح الأسبست القديم وأن جميعها لا تقيهم برد ومطر الشتاء . ومنها ما تجرفه السيول التي تتسبب بها غزارة مياه الشتاء ، وغيرها تقتلعه الرياح الشديدة ، ويظل أطفال المدارس لا يثنيهم كل ذلك عن الذهاب إلى مدارسهم لتلقي العلوم المختلفة .
كان الدرس الأول قد بدأ بسؤال للمدرس وجهه الطلبة الأطفال ، ما فائدة الشتاء ؟
تسابق الأطفال برفع أياديهم للاجابة عن السؤال وفي تفكير كل منهم إجابة عن روعة الشتاء .
انتهى الدرس ...
وبدأ الأطفال بمغادرة المدرسة عائدين إلى بيوتهم و خيامهم وكرڨاناتهم مشياً على الأقدام مع زخات المطر المنهمرة بتزايد مع دويّ وصراخ الرعد ووهج البرق واشتداد سرعة الرياح التي كانت تدفعهم للخلف مما كان يُعيق تقدمهم .
يصلون إلى منازلهم وكل شئ لديهم مبلل بالمياه حتى الكتب والكراسات .
ولا شمس ولا وسائل تدفئة ! ! ! .