صفاقة إسرائيلية
تاريخ النشر : 2019-01-05 14:06

بالغت إسرائيل عندما قدمت الخارجية الإسرائيلية احتجاجا رسميا للأردن، بسبب صورة انتشرت للمتحدثة باسم الحكومة الأردنية وزيرة الإعلام جمانة غنيمات، وهي تدوس على العلم الإسرائيلي في أثناء زيارتها مقر مجمع النقابات في العاصمة عمان، واعتبار هذا تصرفا عدائيا. مع العلم بأن أي شخص يهم بدخول مقر النقابات الأردنية حتما يدوس العلم الإسرائيلي لأنه مرسوم أمام مدخل النقابة.

لا يهمنا حجم الغضب الإسرائيلي من تصرف الوزيرة الأردنية الذي لاقى استحسانا بالغا في بلدها والوطن العربي، ويكفي غنيمات فخرا موجة التأييد الواسعة من الأردنيين، جمهورا وسياسيين وبرلمانيين، وكتب بعضهم: كل الاحترام...هذا أقل ما نفعله ردا على جرائم الاحتلال في القدس والضفة الغربية...جمانة غنيمات تمثلني وتمثل كل مواطن أردني وعربي شريف.

ينطبق على إسرائيل هنا المثل الشعبي القائل: إن لم تستح فافعل ما شئت، فهي تسارع بانتقاد تصرف تلقائي من وزيرة أردنية لم تفعل سوى ما أملاه عليها ضميرها الوطني، في حين تعتقل كل يوم عشرات الفلسطينيين وتهدم منازلهم وتطردهم من بيوتهم، وترفض عودة من يسافر منهم للتعليم، فهي تمارس أبشع أنواع الظلم ضد الفلسطينيين ولا تكترث بأي اعتراضات عربية أو عالمية. ويكفي القول إن إسرائيل اعتقلت 6489 فلسطينيا عام 2018 بينهم 1063 طفلا و140 فتاة وامرأة. كما زادت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين 60% مقارنة بعام 2017، وبلغت تلك الاعتداءات ذروتها بإطلاق المستوطنين الذين تحميهم الشرطة الرصاص الحي على منازل الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية...وتشمل هذه الاعتداءات وفقا لتقارير موثقة، اقتلاع الأشجار وكتابات عنصرية على الجدران وغيرها تصل الى حد القتل...وكلنا نتذكر ما حدث للفتى محمد خضير الذي خطفه مستوطنون وهو ذاهب لصلاة الفجر بحي شعفاط بالقدس وعذبوه وأحرقوه ومات متأثرا بحروقه. وكذلك عائلة الدوابشة التي تعرض منزلها للحرق على أيدي مستوطنين في نابلس، ليتوفى طفلها الرضيع ــ 18 شهرا ــ ويصاب شقيقه بجروح خطيرة وتوفى لاحقا والدهما بعد أن أصيب جسمه بحروق من الدرجة الثالثة، ثم توفيت الأم بعده. إن لم تستح فافعل ما شئت.

عن الأهرام