بالونات صفقة القرن!
تاريخ النشر : 2019-01-07 18:59

هذه الأحاديث المتواترة عما يسمى «صفقة القرن» تظل مجرد بالونات فى الهواء مثل أوهام طائرة فى الفضاء الافتراضى لسبب أساسى لا يتعلق بما يمكن أن تحويه الصفقة المزعومة من مضامين وإنما لسبب أهم هو أن ما يصدر عن إسرائيل بشأن مفهومها للسلام لا يعكس الكلمة النهائية للدولة العبرية حتى الآن وهو منهج تفاوضى إسرائيلى للإيحاء بأن أبواب التسوية ليست جاهزة حاليا لعبور أى حلول ولكن هذه الأبواب لم تغلق نهائيا بعد – بالضبة والمفتاح - !

وهنا ينبغى أن نتذكر جيدا مسيرة عملية السلام منذ المبادرة المصرية الجريئة عام 1977 وكيف وضعت مصر المنطقة أمام فرصة تاريخية لإنجاز حلم السلام قبل أن ينتشر سرطان الاستيطان ولكن إسرائيل وبمشاركة غير مرتبة من جانب تيارات التشدد فى العالم العربى أهدرت هذه الفرصة التى كانت تحتاج إلى مواقف تاريخية لا يقدر عليها إلا رجال تاريخيون على الجانبين!

والحقيقة أنه ليس فى إطار المشهد الراهن خصوصا على الجانب الإسرائيلى ما يشجع على الاعتقاد بوجود رجل تاريخى فى هذه المرحلة لإحداث تغيير جوهرى داخل الرؤية الإسرائيلية لينتقل بها من شواطئ التشدد إلى آفاق المرونة.

ومع أن أحدا لايستطيع أن يصادر المجهول الذى مازال فى علم الغيب وأنه ربما تتغير حسابات كثيرة داخل إسرائيل تؤدى إلى رجحان كفة العقل والحكمة داخل الدولة العبرية انتصارا لسلام حقيقى لا يمكن له أن يستمر أو أن ينمو إلا فى ظل القبول بمقررات الشرعية الدولية بعيدا عن أطماع ومفاهيم الهيمنة والتوسع التى مازالت تحكم عقلية الكثيرين ممن بيدهم سلطة صنع القرار السياسى والاستراتيجى فى الدولة العبرية ويستندون إلى مستجدات الموقف الأمريكى من نوع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.

خير الكلام:

<< كلنا نتعلم من تجاربنا ولكن ليست كل الدروس مفيدة!

عن الاهرام