ذكرى رحيل المناضل الحاج / مصباح اسماعيل الكفارنة (أبو نعيم) (1937م – 2018م)
تاريخ النشر : 2019-01-10 17:56

المختار الحاج/ مصباح اسماعيل صالح الكفارنة من مواليد بيت حانون عام 1937م، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس بيت حانون منذ أن صلب طوله وقوى عوده واشتد ساعده انضم لقوات المتطوعين من الفلسطينيين بغزة في الجيش المصري عام 1956م واستمر به حتى انضمامه إلى جيش التحرير الفلسطيني عام 1964م بعد انشاء منظمة التحرير الفلسطينية.
انضم إلى تنظيم حركة فتح عام 1969م، وتم اعتقال من قبل السلطات الاسرائيلية في نفس العام بتهمة تشكيل خلايا لحركة فتح وأمضى عامين في السجون الاسرائيلية.
بعد خروجه من المعتقل عام 1971م عمل مع الشهيد القائد/ أسعد الصفطاوي وغيره من المناضلين.
عام 1975م أعيد اعتقاله مرة أخرى وزج به في السجون الاسرائيلية لمدة تسعة أشهر دون أن ينتزع منه أي اعتراف.
خرج الحاج/ أبو نعيم من سجون الاحتلال الاسرائيلي أقوى وأصلب على المواجهة واستمر دون كلل أو ملل في مواصلة مسيرته النضالية والكفاحية مع رفاق دربه، حيث أعطى كل ما عنده من جهد وفير لإنجاح تشكيل خلايا تنظيم حركة فتح.
تم اعادة اعتقال الحاج/ أبو نعيم عام 1981م لعدة شهور وفي العام 1984م استمر يقاوم بكل عنفوان ويواصل مسيرته مع رفاق دربه لإنجاح تشكيل حركة الشبيبة الفتحاوية الاطار الطلابي لحركة فتح في بداية الثمانينيات مع كل من المناضلين/ أحمد نصر، زياد شعث، محمود أبو مذكور وآخرين.
لم يغفل الحاج/ أبو نعيم لحظة واحدة عن مواصلة عمله النضالي والكفاحي فقد استمر أيضاً في إصلاح ذات البين بين الناس، وكان هذا الرجل الوطني بمثابة قامه عشائرية كبيرة حتى اندلاع الشرارة الأولى للانتفاضة المباركة (انتفاضة الحجارة).
واصل الحاج/ أبو نعيم عمله الحركي مع كلاً من رفاقه المرحوم/ محمود أبو مذكور والمرحوم/ الحاج البرعي والمرحوم/ د. ذهني الوحيدي/ والشهيد/ عطية الزعانين، وغيرهم الكثير من سبقوهم على درب الشهادة ومن وافتهم المنية.
عام 1988م قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقاله وحكم ستة أشهر إدارياً وخرج من السجن ليواصل مشواره الكفاحي كما عودنا حتى أعيد مرة أخرى اعتقاله وزجه في غياهب السجون حتى نهاية عام 1989م.
ومن محاسن الصدق وخلال فترة اعتقاله أن يلتقى بثلاثة من أبنائه في سجن النقب الصحراوي.
تولى المختار الحاج/ أبو نعيم الكفارنة بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م مسؤولين لجان الاصلاح لحركة فتح وقد منحه الأخ الشهيد/ أبو عمار مرتبة تنظيمية معتمد اقليم (أ).
شغل الحاج/ مصباح الكفارنة (أبو نعيم) نائباً لرئيس الاتحاد العام للفلاحين الفلسطينيين، بقرار رئاسي وكذلك تم اعتماده رئيساً لإدارة شؤون العشائر والاصلاح حيث عين مستشاراً لوزير الداخلية والأمن الوطني لشؤون العشائر.
كذلك تولى المختار/ أبو نعيم رئاسة لجنة زكاة بيت حانون، ونال شرف عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وعضوية المؤتمر السادس لحركة فتح عام 2009م.
استشهد ابنه الأكبر نعيم.
المختار الحاج/ مصباح الكفارنة متزوج وله من الأبناء ثمانية.
خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014م قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم منزل الحاج/ أبو نعيم وبيوت أبناءه.
وهذا زاد ثباته وعزيمته وشموخه وعظمة إصراره على مواصلة الحياة ألا وهي ضريبة للوطن وحرية شعبنا وتحرير أرضنا الفلسطينية.
هذا الرجل فارس الكلمة وناطق الحق لديه قناعة راسخة لا تتزحزح بأن تاريخه النضالي المحفوف بالمخاطر والصعوبات وطريقه المفروش بالألغام، مها قدم خلال مشواره النضالي من فداء وتضحيات جسام والمال والبنون والمسكن ما هي إلا ضريبة الوطن حتى ينال شعبنا حربته واستقلاله وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله. 
للحق فإن أبناءه قد تربوا وتعلموا في مدرسة الحاج المناضل الكبير/ أبو نعيم على نفس المناهج والفكر النضالي الثوري الأصيل.
قضى الحاج/ أبو نعيم نحبه بعد صراع مرير مع المرض عدة أيام وانتقل إلى جوار ربه عز وجل بتاريخ 10/1/2018م.
برحيله خسرت فلسطين وحركة فتح علماً من أعلامها وخسرت بيت حانون نوراً مضيئاً من أنوارها وخسر شعبنا رجلاً من رجال الإصلاح وإصلاح ذات البين.
رحم الله المختار الحاج/ مصباح اسماعيل الكفارنة (أبو نعيم) وأسكنه فسيح جناته.
هذا وقد أقامت حركة فتح حفل تأبين للراحل الكبير المختار الحاج/ أبو نعيم في ذكرى الأربعين حيث ألقيت كلمات في ذلك الحفل مشيدة بمناقب الفقيد حضرها أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة القوى الوطنية والاسلامية وجمهور غفير من المواطنين.