استجيبوا لمصر ....حتي تخرجوا من المأزق !!
تاريخ النشر : 2019-01-11 18:19

في ظل الايام الاخيرة وما تشهده الساحة السياسية من أجواء ملبدة وتشابك واضح ..... بزيادة تعقيدات المشهد الداخلي .... في ظل حملات وتصريحات خارجة عن السياق و المألوف ....وما يجب أن نكون عليه من حالة وحدوية توافقية بالحد الأدني ..... وليس حالة تنافر وتناحر وزيادة بحالة الضعف واهتزاز الصورة ...... ونحن بمواجهة تحديات قائمة ..... ومصاعب قادمة .
نحن بمأزق كبير يحتاج الي اعادة الحسابات بصورة دقيقة ..... نتيجة لما يتداخلنا من ازمات طاحنة ...... يتأثر فيها الجميع .....ولا يخرج من دائرة تأثيرها أحد .
الكوارث التي تحل بنا على مدار سنوات الانقسام الأسود ......ولا زال الفكر السياسي بحالة جمود وعدم قدرة على التعاطي مع المتغيرات والتحديات بصورة موضوعية ....تستند الي الحكمة والتوازن والموضوعية .
المشهد المحزن ....والأزمة التي نحن بها تفوق قدرة كل منا ..... وتحتاج الي مساعدة الشقيق والصديق والأخ الأكبر ....... ولانها مصر الشقيقة وليس هناك غيرها .....أو بديل عنها ....أو منافس لها نتيجة لتاريخ علاقاتنا ......والذي يؤكد على أن هذا البلد العربي الشقيق كان ولا زال وسيبقي داعما ومساندا لنا ..... وناصحا بما يجب علينا عمله وليس أمامنا الا الاستجابة والقبول بما يخدم مصالحنا العليا ...... وبما يوفر عوامل الوحدة الداخلية وبما يقوي من خطابنا السياسي والاعلامي .....وبما يعزز من وحدة شعبنا وزيادة مقومات صموده .
الوفد المصري الشقيق برئاسة اللواء أيمن بديع وكيل جهاز المخابرات العامة واللواء أحمد عبد الخالق مسئول الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات والذين وصلوا الي غزة واجتمعوا مع قيادة حركة حماس برئاسة الاستاذ اسماعيل هنية وقيادة الحركة ومن ثم اجتماعهم الموسع اضافة لحماس مع الجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية للبحث بالقضايا والملفات وكيفية الخروج من المأزق القائم ..... في ظل توتر العلاقات ما بين حماس وفتح ..... وما ترتب على المنع الحمساوي من ايقاد الشعلة والاحتفال بالانطلاقة وما جري من اعتقالات ومداهمات لأبناء الحركة وقياداتها ..... وما ترتب على ذلك من سحب قوات السلطة الوطنية من معبر رفح مما يشكل أزمة اضافية لمجمل الأزمات القائمة والتي تحتاج الي تدخل الاشقاء بمصر لأجل ايجاد حلول سريعة ...... وعاجلة .
ما يتواجد على الطاولة اتفاقية اكتوبر 2017 كاليات تنفيذية اجرائية .... مخططة ومؤرخة لاتفاقية 2011 والتي أصبحت خارطة طريق لأجل تمكين الحكومة وبسط السلطة الوطنية لمهامها ومسئولياتها والتجهيز لحكومة وحدة وطنية تعمل على تهيئة المناخ لانتخابات رئاسية وتشريعية باعتبار ذلك مدخلا اساسيا وهاما ..... للخروج من المأزق الانقسامي الذي يترتب عليه بصورة متتالية المزيد من الأزمات والاحتكاكات ...... والتي نحن لسنا بحاجة اليها في ظل ما يدبر ضد قضيتنا من صفقة امريكية ..... تعمل على انهاء مشروعنا الوطني وفي ظل احتلال اسرائيلي لا زال يسلب المزيد من الأرض ويزيد بعدد مستوطناته ....وبتعداد مستوطنيه .
كان اللقاء للوفد المصري الشقيق مع قيادة حماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية في اطار الجهد المصري لتصويب المسار ....والاطلاع على المستجدات وكيفية الخروج من الأزمات التي تحدث على مدار الأيام الأخيرة .
وكعادتها مصر التي لا تفرق بل تعمل بجد واجتهاد وبقدرة واقتدار وبرؤية شمولية أساسها الصراحة والمؤدة .....والتأكيد على أن الجهد المصري لصالح فلسطين وشعبها ولأجل تعزيز مقومات الصمود وانهاء الكثير من المعاناة التي تحدث وبشكل دائم ضد شعب يتطلع لحريته واستقراره .
كانت الجولة ببرنامجها المعد القيام بعقد لقاء مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح من خلال مفوض التعبئة والتنظيم عضو اللجنة المركزية الاخ احمد حلس واعضاء المفوضية لاطلاعهم على كافة ما جري بالايام الاخيرة من منع واعتقال وممارسات غير أخوية كما كان اللقاء هاما وأساسيا في ايصال رسالة فتح وتأكيدها .
أن المصالحة خيار استراتيجي لا مناص منه ..... ولا خيار غيره ..... وأن الثقة مطلقة بمصر الشقيقة وجهودها ومثابرتها واستمرار جهدها لأجل الوصول لاتمام المصالحة ...... بحسب ما تم مؤخرا من اتفاق بالعام 2017
مصر الشقيقة من خلال وفدها الامني تحمل بجعبتها قناعات ثابتة بأن الاوضاع الفلسطينية لا يمكن أن تبقي على حالها ...... وان الانقسام لابد أن يزول والي الابد ..... وأن المصالحة امرا حتميا ......وان الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل تمكين الحكومة وبسط السلطة الوطنية لمهامها ومسئولياتها مخرجا وطنيا ديمقراطيا ...يلبي احتياجات الجميع .... ويوفر المزيد من عوامل الاستقرار والامن .
مصر واذ تؤكد على حرصها على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني ومتطلباته الاساسية ....فانها تؤكد على ان معبر رفح سيكون مفتوحا بصورة دائمة وفق أرضية مناسبة وملائمة تؤكد على السيادة والشرعية الوطنية الفلسطينية باعتبار ان المعبر كما كافة المعابر عناوين للسيادة الوطنية والتي تمثلها السلطة الوطنية وأجهزتها السيادية ..... والذين يجب أن يعملوا بظروف ملائمة وطبيعية ..... لخدمة أبناء شعبهم .
كما ان مصر تؤكد على مبدأ الانتخابات الديمقراطية الرئاسية والتشريعية كمخرج ديمقراطي ووطني للخروج من المأزق الحالي باعتبار ذلك مسألة هامة وحيوية .... يجب الالتزام بها والقبول بنتائجها .
مصر دائمة الحضور .... ودائمة النصيحة ....ودائمة الوقوف والمساندة والدعم ولن تكون مصر بلحظة راهنة فقط بل انها امتداد تاريخي بمواقفها التي لا تنسي ..... والتي لا زالت بذاكرة الأجيال التي تقدر هذا البلد العربي .
وعليه فان مصر ومن خلال وفدها الامني المتواجد داخل القطاع يجب ان نستمع اليه جيدا ....وأن نعمل بوصاياه ونصائحه .....وأن ننهي حالة الجدل والجمود واضاعة المزيد من الوقت ......حتى نتمكن من مواجهة التحديات القادمة والأخطار العديدة المحدقة بنا والمرتبطة بالاحتلال وازماتنا الداخلية ...وهذا ما يتطلب فكرا أشمل ....ورؤية اعم .... واستجابة واجبة ....وارادة قوية .... ونوايا حسنة ..... حتي نتمكن من الخروج من المأزق بنصيحة الأشقاء المصريين ودعمهم .