الاعلام الفلسطيني
تاريخ النشر : 2019-01-12 20:33

ما هو الإعلام ومن هم الإعلاميون ؟ لقد عرف كثيرون الإعلام على انه مجموعة من المعلومات التي يتم نقلها . لن ندخل في تفصيلات أخرى ولن نتحدث عن خلافات اصطلاحية تكفينا هذه الجملة ، ولكن السؤال من ينقل هذه المعلومات إلى الجمهور المراسل أو المذيع ،وأي مذيع هل هو المذيع التلفزيوني أو الإذاعي . ثم إن المراسلين أيضا هم جزء من نقل المعلومة والمراسلين أيضا أنواع، والصحفي هو جزء أساسي من نقل المعلومة وهذا لا يحتمل التأويل وعمله في الصحافة المكتوبة ولكن داخل هذه الصحافة زوايا واختصاصات كثيرة ، وأيضا ليس هذا مجال البحث .
من هو الإعلامي اليوم و من أين جاءت هذه الكلمة وهل لها أصل في هذا العمل وهل للكلمة علاقة بالكلية التي تخرج منها الطالب، وان كان كذلك فالمتخرج من كلية التجارة هل هو تاجر أم انه متخصص في مجال معين .
حسنا سأنتقل معكم إلى هذا العصر وسوف لن ادخل نهائيا في أي جدال حول المصطلح ونشأته فهذا متروك لكم ولكننا سنتفق مبدئيا إن الإعلامي هو ذلك الشخص الذي يستخدم وسائل الإعلام المرئية من اجل معالجة قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية الخ . وباختصار حسب وجهة نظري هو ذلك الشخص الذي يدير الأفكار .
كم أكون سعيدا و أنا أرى جيلا يتخرج من هذه الكلية ليكون جزء من إدارة الأفكار وليس جزءا من التدمير والتذمر والانتقاد اللامفهوم واللامبرر واللامنطقي ، لقد تحول الكثيرون الى جزء من الصراع الغير معنون في أحيانا كثيرة . ولكن الغير مفهوم هو حالة الرفض من اتجاهين الاتجاه الأول هو ذلك القاطن في برجه العاجي ولا يرى من هو أفضل منه أو يمتلك من المهارات من يجعله يتفوق عليه ويطيح ببرجه وذلك المبتدئ الذي يعتقد انه المخلص الوحيد لكل ما هو موجود ولكل ما هو مرفوض إنها ثقافة الرفض .
ثقافة الرفض هي جزء أساسي من الشخصية الفلسطينية ، فالتنظيمات ترفض بعضها والمؤسسات ترفض بعضها وكلا يرى نفسه البديل الأفضل وانه لا يمكن أن يستقيم شيء دونه .
بكل الأحوال إن الإعلامي اليوم هو جزء من المنظومة الإعلامية الكاملة مهما كان اسم هذه المؤسسة الإعلامية سواء كانت الكترونية أو تلفزيونية أو إذاعية واختفت كلمة صحفي تقريبا وبدلا من تطور المصطلحات بشكل ايجابي بحيث يكون الإعلامي هو جزء من إدارة الأفكار ومحاولة تسليط الضوء على كل ما هو مهم في حياة البشر والبيئة ككل وجدنا إن هذا المصطلح أصبح جزءا من دائرة الصراع الأيدلوجي من ناحية وجزء من الصراع بين مختلف العاملين في المهنة .
إننا اليوم بأمس الحاجة إلى احترام بعضنا البعض واحترام فكر الآخر ورأيه دون أن ندخل في سجالات عبر وسائل الإعلام المختلفة والى ضرورة إن تكون رسالتنا الإعلامية تليق بتاريخ شعبنا وتحترم تضحياته وتحترم دماء شهدائه وان يكون إعلاما تنمويا مقاوما منفتح يراعي الحداثة ويسعى إلى تعميمها بما يليق بهذا الوطن العظيم . إن هذا العمل يتطلب منا سلوكا إعلاميا محترم يراعي الجمهور وثقافته ووعيه وعدم التعامل معه كقطيع وان لا يقتنع القائمين عليه بأن ما يبث من رسائل يمكنها أن تنطوي على شعب واعي ومثقف ومناضل . إضافة إلى كل هذا فنحن بحاجة إلى توحيد الخطاب الإعلامي بما يخص العديد من القضايا الوطنية حتى يمكننا من إيصال رسالة موحدة في ظل صراعنا المستمر مع العدو .
إنني أدعو الكل الوطني إلى ضرورة العمل بكل قوة لمحاولة توحيد خطاب إعلامي تجاه قضايانا الإعلامية وان يتوقف سياسيونا عن أي سجال عبر وسائل الإعلام المختلفة .
كما أدعو كل القائمين على كليات الإعلام وتخصصاته المختلفة إلى غرس مبادئ قبول الآخر وبيان قيمة الاختلاف وتوضيح طريقة والية العمل وفق منظومة أخلاقية .
والى كل الجيل الجديد الجيل الشاب المنفتح إلى ضرورة أن يكون نموذجا من خلال إبراز شخصيته والبحث عن نفسه جيدا لا أن يغرق في تقليد احد أو نقد احد حاول أن تكون (( أنت )) وعزز من مهاراتك وقدراتك وتابع الجديد ولا تبخل على نفسك في المطالعة والبحث .