فيديو وصور- الرئيس السلفادوري الجديد الفلسطيني الأصل يثير جدلاً واسعاً بعد نشر فيديو صلاته عند البراق
تاريخ النشر : 2019-02-04 23:32

أمد/ تل أبيب: أثارت زيارة سابقة للرئيس السلفادوري المنتخب، نجيب أبو كيلة، أو نايبب بوكيلي، المنحدر من أصول فلسطينية إلى إسرائيل، حالة كبيرة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتداول الكثير من النشطاء الفلسطينيين والعرب فيديو لزيارة قام بها أبو كيلة إلى إسرائيل، وهي الزيارة التي قام بها العام الماضي حيث اجتمع بمسؤولين في حكومة الاحتلال بينهم رئيسي بلديتي تل أبيب والقدس.

وفي فبراير/شباط 2018، قام بوكيلي بزيارة إسرائيل، كرئيس لبلدية سان سلفادور، برفقة زوجته السلفادورية غابرييلا رودريغيز.

والتقى في القدس رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي نير بركات، وكذلك رئيس بلدية تل أبيب، وشارك في طقوس يهودية عند حائط البراق، وجبل "هيرتزل" في القدس المحتلة، فضلاً عن زيارته لمتحف ياد فاشيم الإسرائيلي لتخليد ما يسمى بالجرائم النازية، الأمر الذي أثار انتقادات قوية ضده وقتها.

زيارة استنكرتها الجالية الفلسطينية في السلفادور، التي عبرت عن غضبها من "تنكر" بوكيلي من جذوره الفلسطينية، و"التاريخ المشرّف" الذي خطه والده، والذي كان "من أشد وأكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية، ومن أهم الشخصيات المعروفة في السلفادور"، حسب بيان للجالية.

جاء إعلان رئيس بلدية العاصمة السابق في السلفادور ناييب بوكيلي، فوزه بالانتخابات الرئاسية في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، ليصبح سادس رئيس للبلاد والأصغر سنا منذ 1992، تاريخ انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما.

وأعلنت المحكمة الانتخابية العليا في السلفادور، الإثنين، فوز بوكيلي بانتخابات الرئاسة في البلاد، وفق نتائج أولية.

وأوضحت المحكمة أن بوكيلي حل في المركز الأول إثر حصوله على 54 بالمائة، وذلك بعد فرز نحو 90 بالمائة من الأصوات.

فيما حصل كارلوس كاليخاس، أشرس منافسي بوكيلي، على 32 بالمائة من الأصوات.

ووفق أسوشيتيد برس، تخطى بوكيلي تخطى نسبة الـ50 بالمائة من الأصوات المطلوبة لتفادي جولة إعادة في مارس/آذار المقبل.

وقبل إعلان تلك النتائج، أعلن بوكيلي بالفعل فوزه في الانتخابات، قائلا: "نحن على ثقة كاملة بفوزنا في الرئاسة، لقد فزنا من الجولة الأولى"، حسب المصدر نفسه.

** أب فلسطيني وأم سلفادورية

وبوكيلي سياسي ورجل أعمال من مواليد العاصمة السلفادورية سان سلفادور من أب فلسطيني وأم سلفادورية.

وينحدر والده، الذي توفى قبل عامين، من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

ووالد رئيس السلفادور الجديد، هو الدكتور أرماندو (أحمد) أبو كيلة قطان، المعروف قبل وفاته في 2017 بأنه كان رجل أعمال ناجحا، اشتهر بلقب "إمام السلفادور" وبنى مسجدا كان إمامه قرب مصنع نسيج أسسه وتركه إرثا لأبنائه الأربعة، وأبرزهم الآن هو الرئيس الموصوف بأنه بدأ حين كان عمره 18 سنة "بإدارة شركة أسسها بنفسه"، على حد ما ذكرته عنه صحيفة El Faro المحلية في تقرير أضافت فيه أنه يملك شركة "ياماها" للمحركات بالسلفادور المعتبر من أثريائها.

ورغم جذور بوكيلي (37 عاما) الفلسطينية إلا أنه أجهض الطموحات المأمولة منه من مناصرة القضية الفلسطينية بزيارة أجراها إلى إسرائيل، قبل عام، ومشاركته في طقوس يهودية عند حائط البراق.

وهو متزوج منذ 4 أعوام من السلفادورية Gabriela Rodriguez.

والرجل من خارج حزبي "جبهة فارابوندو مارتي" اليساري ومنافسه حزب "التحالف الوطني الجمهوري" اليميني اللذين اعتادا تداول السلطة منذ انتهت الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.

ومن مدينة نويفو كوسكاتلان الصغيرة، خطا بوكيلي أولى خطوات حياته السياسية، بعدما انتخب لرئاسة بلديتها، نيابة عن تحالف من "جبهة فارابوندو مارتي"، في 11 مارس/آذار 2012.

وبعد ذلك بثلاث سنوات فقط، شغل بوكيلي منذ 2015 وحتى العام الماضي منصب رئيس بلدية العاصمة سان سلفادور، واشتهر بحملته المستمرة على مكافحة الفساد والمرتشين.

وبفوزه بمنصب الرئاسة، الذي ترشح له تحت راية الحزب المحافظ "التحالف الكبير من أجل الوحدة"، سيتولى بوكيلي حكم بلاده لولاية رئاسية من 5 سنوات غير قابلة للتجديد، وسيتعين عليه بناء تحالف مع حزب "التحالف الجمهوري الوطني" الذي يشكل الأغلبية في البرلمان، ليتمكن من الحكم حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في 2021 على الأقل.

** التحدي الأول

وسيكون التحدي الأول الذي سيواجهه، خلال فترته الرئاسية الوحيدة التي تمتد لخمس سنوات، عنف العصابات الإجرامية، الذي أودى بحياة 3 آلاف و340 شخصا في البلاد العام الماضي.

وكان بوكيلي تعهد خلال حملته الانتخابية بزيادة الاستثمار في التعليم ومحاربة الفساد، إلا أن مهمته الرئيسية ستكون تطبيق برامج جديدة لتعزيز الأمن.

وتنافس في الانتخابات التي جرت، الأحد، 4 مرشحين تعهدوا جميعا بالقضاء على الفساد وعنف العصابات وتوفير فرص عمل.

وتعد السلفادور واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من انتشار أعمال العنف والجريمة، حسب تقارير دولية.