تقرير: كيف تحارب إسرائيل دعوات المقاطعة؟
تاريخ النشر : 2019-02-12 02:01

أمد/ بروكسل – يورونيوز: لا يؤيد جيل سيما الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، غير أن ذلك لم يمنع بعض المخرجين السينمائيين من مقاطعة "مهرجان تل أبيب الدولي لفيلم المثليين"، الذي يرأس سيما إدارته التنفيذية.

والانسحاب، غالباً ما تمّ تعبيراً عن اعتراض سينمائيين، محليين أو دوليين، على السياسات التي تتبعها إسرائيل تجاه الفلسطينيين. ويقول سيما، المدير التنفيذي للمهرجان "لدينا توجه إنساني أساسي في المهرجان. هنا في إسرائيل يعتقدون أننا يساريون وغريبو الأطوار.

ولكن في الخارج الأمر شبيه أيضاً: أنتم من إسرائيل، أنتم يمينيون، أنتم مُحتلون".

ما لا شكّ فيه أن "مهرجان تل أبيب الدولي لفيلم المثليين" تعرض للمقاطعة من قبل "حركة المقاطعة" (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).

وحالة سيما ليست إلا مثالاً بسيطاً عن "المشاكل" التي تتسبب بها حركة المقاطعة في إسرائيل أو خارجها.

للتذكير فقط، إن الحركة بدأت بالعمل منذ نحو 13 عاماً تقريباً. فبالعودة إلى العام 2005، تأسست "حركة المقاطعة" ودعت إلى الاعتراف بالحقوق الأساسية والمساواة الكاملة للمواطنين العرب-الفلسطينيين في إسرائيل".

كذلك دعت الحركة إلى عودة نحو مليون فلسطيني إلى بيوت أجدادهم الذي طردوا منها في العام 1948. ويتهم مسؤولون إسرائيليون القيمين على الحركة بمعاداة السامية وبمحاولة تدمير البلاد.

مصادر شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنفق نحو 15 مليون دولار في حربه على الحركة منذ العام 2015.

الولايات المتحدة الأميركية لم تعد حركة المقاطعة تقتصر على حدود بلد أو مكان، ففي نهاية المطاف، يمكن لأي كان أن ينضم إليها، الأمر الذي يثير أحياناً انقساماً في المواقف والآراء وأيضاً أزمات تنظيمية، خصوصاً لدى الجانب الإسرائيلي.

لقد دعي فنانون كثر إلى إسرائيل، لكنهم انسحبوا في آخر لحظة في قرارات أثارت فوضى عارمة. وفي الولايات المتحدة تتسبب "حركة المقاطعة" بجدل واسع بين الحين والآخر، حيث أقر مجلس الشيوخ، الثلاثاء الفائت، تشريعاً جديداً، من شأنه أن يسمح بملاحقة قانونية لأي رجل أعمال يشارك في مقاطعة إسرائيل.

مع ذلك، تقول شبكة "إن بي سي نيوز" إن ضغط مؤيدي الحركة يزداد يوماً بعد يوم؛ ففي الصيف الماضي مثلاً، قاطع عشرات الفنانين أحد المهرجانات السنوية الإسرائيلية بعد أن قاطعته الفانة الأميركية الشهيرة لانا ديل راي.

وفي الشهر الماضي أيضاً امتنع نحو 50 فناناً أميركياً من بينهم، روجر واترز، أحد مؤسسي فرقة الروك الشهيرة "بينك فلويد"، إضافة إلى مصممة الأزياء البريطانية فيفيان وستوود، والمغني بيتر غابرييل، عن المشاركة في نشاطات فنية في إسرائيل بسبب "الخرق المستمر للحقوق الفلسطينيين الإنسانية". كذلك يشارك في الحملة علماء وأكاديميون.

حتى نسبة الفاكهة التي كانت تصدر من وادي الأردن في الضفة الغربية إلى أوروبا، انخفضت 80 بالمئة منذ 2007. "أر بي أن بي": لحظر 200 مسكن في المستوطنات في تشرين الثاني – نوفمبر من العام الماضي، قال موقع "أر بي أن بي" (الذي يستخدم كمنصة لتأجير الشقق والبيوت حول العالم) إنه سيحظر عرض 200 مسكن إسرائيلي ويهودي في مستوطنات في الضفة الغربية – التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.

ووصف وزير السياحة الإسرائيلي القرار بـ "المقرف"، كما هدد الشركة باتخاذ إجراءات أمنية. إضافة إلى ذلك، دعت جهات إسرائيلية إلى مقاطعة "أر بي أن بي"، مثل السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايكل أورين.

ودعا أورين إلى مقاطعة الشبكة في تشرين الثاني – نوفمبر فور صدور القرار بحظر 200 مسكن من على موقعها، منتقداً الشركة بعدم اتخاذ إجراءات مماثلة في مناطق أخرى من العالم مثل الصين أو قبرص.

ويعتقد أورين أن "حركة المقاطعة" تقف خلف قرار "الشبكة الأميركية"، وهو يقول إن الحركة تريد تدمير إسرائيل لا عن طريق الإرهاب إمّا عن طريق نزع الشرعية عنها.

ردّ الحكومة الإسرائيلية: حظر 20 منظمة في بداية العام 2018، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن قائمة بعشرين منظمة، حيث منع أفرادها من الدخول إلى إسرائيل بسبب تأييدهم "لحركة المقاطعة".

ومن بين المنظمات التي فرض عليها الحظر، منظمة "لجنة خدمات أصدقاء أميركا" الحائزة على جائزة نوبل للسلام في العام 1974.

وفي تشرين الأول – أكتوبر الماضي اعتقلت السلطات الإسرائيلية مواطنة (طالبة) أميركية حاولت الدخول إلى البلاد ووجهت لها تهمة دعم "حركة المقاطعة".

ويعتبر سيما جيل، المدير التنفيذي لـ "مهرجان تل أبيب الدولي لفيلم المثليين" أحد المتواجدين على لائحة الحكومة، حيث توجه إليه التهمة بدعم حركة المقاطعة.

مناوشات مع منظمة العفو الدولية نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً في نهاية الشهر الفائت، طالبت فيه كل المنصات التي تؤمن خدمات الفندقة والسفر، مثل "أر بي أن بي" و"بوكنيغ دوت كوم" وغيرهما بعدم إدراج المستوطنات اليهودية على صفحاتهم، بما في المستوطنات الواقع شرق القدس.

كرد على ذلك، أعلن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، جلعاد إردان، أنه وجه الأوامر للمسؤولين للنظر في مسألة حظر المنظمة من البلاد.

وكان إردان في معركة شرسة وعلنية مع المنظمة وقد دفع باتجاه ترحيل عمر شاكر، رئيس مكتب المنظمة في فلسطين سابقاً، بعدما وجه إليه الاتهام بدعم "حركة المقاطعة".

"حركة المقاطعة" اجتازت أشواطاً منذ بعض الوقت وصلت إلى الكونغرس الأميركي شخصيتان أميركيتان داعمتان للحركة، هما إلهام عمر ورشيدة طليب.

أضف إلى ذلك دعم بعض أعضاء مجلس الشيوخ لها. ويرى البعض في هذا تقدماً صريحاً، إذ يقول مراقبون أن الحركة وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الانتشار.