حاتم وباب الرحمة
تاريخ النشر : 2019-02-20 10:57

مشهدان مؤلمان يحرقان القلب والدموع ولاول مرة في القدس يسلط الاعلام والتواصل الاجتماعي على بكاء رجلا هزت واوجعت قلوب الناس توجت بالغضب بالمشاعر والعطف والدموع لاسرة فقدت احلامها لبيت يطل على جمال المسجد الاقصى فمشهد حاتم ابوعصب جسد صورة جبل المحامل وبالتزامن مع اغلاق بوابة باب الرحمه اسمان يتشابهان كما قال محمود درويش لماذا تركت الحصان وحيدا؟!
حاتم المقدسي ذلك الاسم حمل اكثر من معنى (الواجب )عمل واجبة لاخر نفس وطلب الواجب لكن ترك وحيدا! على بعد امتار كان باب الرحمة ينزف ويستنجد الواجب الصور اجتاحت مواقع الاعلام والصوره الاكثر وجعا بان رجلا يبكي بحرقة على حجارة عاش معها سنوات العمر وسط جنود مدججين بالسلاح ! فنطقت دموع حاتم ....خرج من البيت بكرامة وعزة مكبلا رافعا راسة للسماء تحاكي مشهد القدس فحاتم صورة حقيقة لمعاناة اهل القدس نموذج يمثل الحالة التي نعيشها في القدس صراع البقاء والوجود الحق في السكن والعيش بكرامة مشهد حاتم ليس جديدا وليس اول بيت يصادر فاصبحت قضية حاتم حجرًا أساسياً في إنهاء المعاناة التي استعصت على الحل منذ أكثر من خمسين عامًا. تجسدت مشاهد مماثلة على نطاق أصغر في البلدة القديمة في القدس وعلى مسافة أمتار من المسجد الأقصى.
استولت قوات الجيش على منزل عائلة فلسطينية تعيش فيه منذ عام 1952، وطردت الأسرة المكونة عشرة أفراد إلى الشارع بقرار محكمة إسرائيلية، وتم تسليمه إلى مستوطنين إسرائيليين رفعوا الأعلام البيضاء والزرقاء أعلاه في احتفال بانتصار يتكرر باستمرار مع طرد كل فلسطيني بالبلدة القديمة من منزله فقضي أفراد الأسرة ليلته في مكان مختلف وبدأوا سعيهم للبحث عن منزل جديد في مدينة يواصل الاحتلال عملية التهويد فيها بسرعة كبيرة. عاشت أسرة (أبو عصب) في وضع مأساوي منذ بدء محاولات إخلائهم، وخصوصا منذ إخلاء منزل كان يقطنه جيرانهم من عائلة (زلوم) قبل سنوات ثلاث، حيث حل مكانهم مستوطنون إسرائيليون.ولم يستسلم ظل يقاوم ومتمسك لبيت جده فتوجه الى لمؤسسات ونشر الحكاية وكتب وعلق انة لن يسلم البيت لهم فهذا البيت عاش فيه جده في المنزل، والاسرة هاجرت عام 1948 الى القدس.
حينما خرج اليهود من البلدة القديمة عام 48 وبدأ الجيش الأردني في التحكم في الأملاك، وحينها استأجر جدة المنزل وبقي البيت معهم لغاية اليوم وتزوج حاتم في البيت عنده ثلاثة أبناء ذكور وابنة وزوجته وعمته... وحتى اخوة ابوة عاشوا في البيت
حكاية حاتم تماما لا تختلف عما يجري في سلوان وحي الشيخ جراح فالقدس كلها مستهدفة ما يحصل هو تهويد وطرد وتطهير عرقي بامتياز واخراج اهلها لتصبح المدينه يهودية كما يخططون لها مستقبلا تحت قانون المحاكم وحجج واهيه وتزييف للحقائق وتلاعب المحامين وبالاخير تكتشف ان جمعيات مثل جمعية العاد وعطرات كوهنيم هم وراء حكاية كل بيت من خلال المحاكم تحت بند (حارس املاك الغائبين) سيطروا على اكثر 71 في سلوان وبلدة القديمة على 80 منزلا الان ما يجري باشراف وبايعاز من مؤسسات الحكومة كل ذلك ياتي في سياق انهيارالحالة العربية ونقل السفارة الامريكية وسن القانون القومي باعتبار القدس عاصمة لهم فالزمن مناسب لاقتناص الفرص في ظل وضع تفكك والقدس تقف وحيدة رغم ان هناك العشرات من القرارات الاممية بالقانون الدولي يمنع تغيير او منح ملكيه لاسرائيل ما يحدث كله باطل وغير قانوني
مشهد اخر اغلاق بوابة الرحمة أقدمت أمس على وضع سلاسل حديدية مع قفل على الباب الواقع على رأس الدرج المؤدي إلى مبنى باب الرحمة فالاعتداءات التي يتعرض المسجد الاقصى يوميا فقصة باب الرحمة بادعاء من قبل الشرطة الاسرائيلية منذ عام 2003 حينما أقدم مفتش الشرطة العام على اتخاذ قرار بإغلاقه بحجة وجود منظمة إرهابية تدعى (لجنة التراث) والتي لا وجود لها نهائيا في هذا المكان ولكن مخاطر كبيرة وراء اغلاق هذا الباب تدعي اليهود واحزاب أن باب الرحمة كان يستخدم مدخلا رئيسيا للهيكل المزعوم ويقفون بمواجهته كأنهم سيدخلون من خلاله إلى ما يسمونها (قدس الأقداس) وتصب هذه المخططات ضمن نوايا تقسيم المسجد مكانيا وزمانيا وضم باب الرحمة والمساحة المهجورة حوله هذا بالاضافة في حرب عام1967م حاول وزير الدفاع(موشيه ديان) فتح الباب إلا أنه فشل وجرت ايضا محاولة لاقتحامه تم إحباطها في عام 2002م عندما حاول صهيوني فتح قبر ملاصق للباب من الخارج ،وحفر نفقاً تحته ينفذ إلى داخل المسجد الأقصى ان المشروع اصبح واضحا السيطرة على الجهة الجنوبيه والشرقية على القصور الامويه واقامة حدائق مع مبنى ضخم وتل افريك أي طمس المعالم الاسلامية والعربية عن القدس