ماذا لو فعلها الرئيس، وجاء إلى غزة؟
تاريخ النشر : 2019-02-20 13:49

ماذا لو أصيب الرئيس بنوبة من صحوة الضمير المفاجئ وقرر الحضور لزيارة غزة، لماذا لم يفعل الرئيس ذلك منذ أكثر من أثنى عشر عاما؟
دعونا نتخيل معا ......
أستيقظ الرئيس اليوم في هذا الجو المتقلب من نومه بسرعة وبدأ يتحرك بتثاقل، ف الثلاث والثمانون سنه ونيف من عمره جعلتاه عجوزا ولربما سبب قراره المفاجئ جاء لأنه يعانى من الزهايمر الذي بدأ واضحا عليه، طلب من مرافقيه تجهيز الموكب للذهاب من رام الله إلى غزة !!
الاستغراب كان سيد الموقف، هل فعلا تذكر غزة ويريد الذهاب إليها!!!؟ تساءل بعض من الحاشية؟
بينما قرر آخرون منعه بحجه إن قراره جاء بسبب الزهايمر الذي يعاني منه وليس عن قناعه.
ولكن ماذا سنقول لمن علم بذهابه لغزة ونحن نحاول إخفاء آثار مرضه بهذا النسيان اللعين؟؟
إذن لا مفر فليذهب لوحده إلى غزة متنكرا، ولكن نعتقد أنه من الضروري أن يذهب إليها لقد حان الوقت. قال البعض.
وصل الرئيس محمود عباس إلي غزة كما تقولون عنه رئيس. سمّوه ما شئتم وكيفما شئتم.
قرر النزول إلى الشارع بشكل متخفي ليقوم بسماع هموم الناس وكلامهم ومشاكلهم وفقرهم وجوعهم وسكنهم بالشوارع والكرفانات والبيوت المتهالكة التي تتساقط تدريجيا وبشكل يومي ك قطرات المطر على رؤوسهم، قرر أن يمكث يوما فمساحة قطاع غزة لا تتجاوز 362 كم ، ويعيش فيها حوالي مليوني فلسطيني، من أشد مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان، أكثر من 70% منهم من اللاجئين الذين هجروا من وطنهم عام 1948.
استمع إليهم كيف يرون قرارات الحكومة ومواد القانون وتطبيقها، سألهم عن رأيهم به رجالا ونساء وشيوخ وأطفال !!! فكانت الصاعقة.
أراد أن يشرب الماء فتذكر أن مركز الإحصاء المركزي ابلغه بأن 96 في المئة من مياه غزة غير صالحة للشرب، إما بسبب التلوث أو الملوحة. فبلع ريقه واكتفي بذلك.
اخذ يمشي في الشارع رأي عدد المتسولين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال، سمع أنات الجرحى والمرضي وأهالي الشهداء والمعتقلين.
ركب سيارة ففتح له السائق المذياع فسمع حديث المواطنين في برنامج صدى البلد، مع المواطن، نبض الشارع وغيرها من البرامج التي تسلط الضوء على معاناة الشعب، وكأنها برامج للتفريغ النفسي فلا حلول جوهرية تقدم من خلالها سوى الحديث والاجتهاد.
نزل من السيارة متنكرا لزيارة الأسواق والمدارس والجامعات والمستشفيات والمحاكم والعيادات ومكاتب التحويلات الطبية ومكتب الشئون الاجتماعية، وقف عند إشارات المرور بالشوارع الرئيسية، رأي الفراشات من الأطفال وهي ترفرف وتتنقل وبأيديهم المحارم والبسكوت والعلكة وغيرها، رأي كم الأطفال الذين يبيعون طفولتهم كالحلوى في الطرقات وعرف لوحده سبب ازدياد التسرب المدرسي. ولكن للأسف لم يؤثر فيه أنين أطفال يفقدون حياتهم كل يوم في خضم هذه المعاناة.
شاهد طوابير الخريجين أمام مكاتب العمل، ينتظرون فرج الله بشهر أو شهرين لبطالة مقنعه لا تغنى ولا تسمن من جوع. وسمع الناس تتحدث عن الطوابير الطويلة في السجون بسبب الشيكات البنكية المرجعة فلا رواتب لتسديدها.
ذهب متنكراً إلى عوائل من قطعت رواتبهم من موظفين وأهالي الشهداء والأسري، فسمع أكثرهم يرددون "حسبي الله ونعم الوكيل " فلم يشعر بالذنب أو الحرج مما فعله بهم.
استمع خلسه لمجموعة شباب يحدثون بعضهم البعض عن قصص تساءلوا فيها عن كم شاب قتل حلمه على باب معبر ينتظر وكم طفل مات قهرا من جراء مرض نهش جسمه، وعن عدد 20 ألف شابا غادروا غزة عام 2018م مهاجرين منهم من أبتلعه البحر ولم يترك له أثر، سمعهم يتساءلون: هل كان من حقه أن يمنع علاج عن مريض فشل كلوي أو سرطان أو عن طفل يئن ليلا ونهارا؟
انتهت جولة سيادة الرئيس التنكرية، دون أن يرف له جفن.
انتهت زيارته دون مواكب وحاشية. انتهت دون أن يتخذ قرار حكيم بشأن غزة.
السؤال: من أين أتي إلينا هذا الرجل؟ ومتي سيرحل؟؟
غزة عصيه على الانكسار.... ستعود لحضن الوطن.