بالفيديو والصور - "سلسبيل".. تسلحت بصنارتها لتنسج حكاية كفاح بـ"الكروشية"
تاريخ النشر : 2019-03-04 01:32

أمد/ غزة- أحلام عفانة: بالصنارة والصوف وبألوان مبهجة وجذابة امتزجت مع بعضها البعض، لم تتوان فتاة فلسطينية تعيش في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، عن إبراز إبداعها في فن "الكروشيه" الذي لا يتقنه الكثير.

 سلسبيل الجمل (20 عاماً)، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها وعدم إنهائها دراستها الجامعية، إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدي بل تسلحت بصنارتها لتنسج حكاية كفاح نسائي مميز.

بداية الطريق

كانت ولادة فن "الكروشيه" في أعماقها على يدي والدتها التي قامت بتلقينها كافة الأساسيات، بعد ذلك أصبحت تتصفح عن طريق الإنترنت بعض المواقع العربية والأجنبية كي تتعلم وتطوّر من إنتاجها، إلى أن استطاعت تحقيق حلمها وافتتاحها مشروع خاص باسمها "كروشيه سلسبيل" لدعم ابنتها وزوجها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة في غزة.

وقالت الجمل لـ "أمد للإعلام": "رغم ضيق وقتي إلا أنني صممت على تحقيق هدفي وطموحي وافتتحت مشروعي الخاص حتى يعود علي بالمال لدعم ومساندة ابنتي وزوجي نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة في غزة".

إقبال كبير

أنجزت العديد من القطع بمختلف الأشكال والأحجام والألوان، حيث لاقت إعجاباً كبيراً من قبل المتابعين على موقع "انستغرام" كما ازدادت كمية الطلبات من الزبائن يومياً سواء كانت لفصل الصيف أو الشتاء.

وتابعت: "كان الإقبال بشكل كبير على صفحة الانستغرام، حيث وصل عدد المتابعين إلى ما يقارب 30000 متابعة، ما دفعني لإنشاء صفحة على موقع فيسبوك كي أنشر عملي لجميع الناس".

آلية صنع الثياب

تقوم بأخذ مقاسات الأطفال وعلى أساسها تقدّر ثمنها، من ثم تبدأ بلف نسيج الخيوط ذو الجودة العالية على إبرة الكروشيه المعروفة بالصنارة على شكل حلقات تتداخل مع حلقات أخرى ليكون قطعة فنية مغزولة بعواطفها وأحاسيسها لإنتاج قطع مميزة ومتقنة.

ووظفت مهاراتها لإنتاج الملابس الشتوية التي يرتديها الأطفال والسيدات في فصل الشتاء، حيث تستخدم الألوان المزركشة وتدمجها بشكل جميل لينال منتجها استحسان الزبائن، وكان ذلك يستغرق ما يقارب أسبوعاً كاملاً حسب حجم القطعة وشكلها، فهناك بعض القطع بسيطة تحتاج إلى يوم واحد، وهناك المتوسطة ما تحتاج إلى ثلاثة أيام.

وأضافت: "كنت أصنع كافة الأشكال المتعلقة بالصوف مثل: فساتين، بلايز سواء للصغار أو الكبار، جاكيتات شتوية، طواقي، كلاكيل، مفارش طاولة، قواعد، صحون، كاسات، إلى جانب الأشكال الفنية مثل: قلوب، مقالم للمدرسة".

ومن الجدير بالذكر، أن الكروشيه هو الحياكة أو لف الخيط بالإبر الصغيرة، وهي عبارة عن إبرة خاصة لها شكل معكوف نسميها عادة بالصنارة، والخيوط المستخدمة متعددة، وتتنوع الخامات المستخدمة من القطن إلى الصوف والحرير وغيرها، تستخدم هذه التقنية في صناعة المفارش والأغطية والملابس والمكملات المنزلية التي لا حصر لها.

إبداع وتميز

أوضحت الجمل أنها قامت بإعداد دورة تدريبية بناء على طلب الزبائن، وقدمتها لمجموعة كبيرة من الفتيات اللاتي تعلمن خلالها فن الكروشيه من الصفر حتى أتقنّه بشكل محترف.

وتابعت: "هناك الكثير من الرسائل التي كانت تصلني من المتابعين يطلبون مني أن أعلمهم هذا الفن، فتشجعت وخططت لعمل دورة تدريبية لتعليم الكروشيه للمبتدئين إلى أن أتممتها وأثبتت نجاحها باحتراف جميع الصبايا العمل".

وأردفت: "قمت بتحضير كافة مستلزمات العمل خلال فترة الدورة التي كانت مدتها 10 أيام في محافظة رفح، حيث علمتهن جميع أساسيات الكروشيه وبعدها طوّر العمل معهن تدريجياً إلى أن أصبحن ينتجن مشغولات متنوعة مثل: طواقي، بندانات، لفحات، قواعد".

إنجاز كبير وفخر عظيم تشعر به الجمل حين ترى أنها تخرّج أعداداً لا بأس بها يتقنوا فن الكروشيه وإعادة إحيائه من جديد في القطاع، مشيرة إلى عزمها عقد دورة تدريبية ثانية في مدينة غزة نظراً لكثرة الطلب عليها.

شغف وطموح

لجوئها لصناعة ثياب "الكروشيه" ساعدها كثيراً في دعم حبها لمجال التصوير الذي كان جزءاً من خطة دراستها الجامعية بتخصص الإعلام، حيث جمعت حب التصوير في هذا العمل فكانت تبدع بتصوير منتوجاتها الخاصة وإظهارها بشكل مبهج ما له أثر كبير على زيادة إقبال الزبائن.

من فرط حبها لهذا الفن تناست كافة التعب والجهد الذي يحتاجه من أجل إنتاج الكميات المطلوبة منها، حيث إنها تعمل على حياكة كافة مشغولاتها بكل حب، إلى جانب شعورها بالبهجة والإنجاز عندما ترى أنها من أدوات بسيطة أنتجت قطعاً مميزة يلبسها الجميع.

أحبت سلسبيل أن يصل عملها إلى كل العالم وينتشر بين جميع الناس، نظراً لأنه شيء جمالي مبهج يبعث في النفس سعادة وسروراً، متمنية حصولها على الدعم سعياً منها لتحقيق هدفها.