يا صاحبَ العِيس
تاريخ النشر : 2019-03-04 13:56

بيان سياسي -
يا صاحبَ العِيْسِ خَفِّفْ صَيحةَ الحادي

وقُلْ لهُ قد مضى للنومِ عُوّادي
اسرِعْ كما شئتَ ، هذي محضُ راحِلَةٍ
فليسَ تبلغُ فرساناً بأجيادِ
وَهَدِّئ السَّيرَ ، هذا الرملُ ليس له
نجمٌ يقودُ إلى بَحرٍ وأَنْجادِ
تعالَ واقضِ معي ليلاً يُسَّهِّدُني
فلم يعُدْ قمري يحنو لإسْعادي
وَجُدْ عليَّ لعلّ الرّكبَ يحملُني
لأبلغَ الدارَ في أحضانِ أجدادي
تلك التي سرقوها ذاتَ مَظْلَمَةٍ
وقطّعوا قلبَها في صدرِ أولادي
هذي البلادُ إذا الفردوسُ زاحَمَها
تكونُ أقربَ جنّاتٍ إلى الهادي
سرى إليها حبيبُ العَرْشِ فانسَكَبتْ
معارجُ الماءِ ينبوعاً إلى الصَادي
فكيف نتركُ أقصاها وقبَّتَها
وحولها الرِّجسُ يعلو سُورَها البادي ؟
فلا يقولن ؛ إنّي الحُرُّ في خُطَبٍ ..
إنْ ظلَّ مَن ذَبَحوا .. أو طالَ إبعادي
وفي العُروبةِ لي أهلٌ وقافيةٌ
وحرْفُها السيفُ روَّاحٌ بها غادِ
وإنْ تناسى طغاةُ العصرِ ما اقترفوا
هتْكَاً بِبيتي وأشجاري وأعيادي
فإنّه الطينُ يبقى فوقَ زلزلةٍ
والنارُ تَصْهدُ من بركانِ أصفادي
والكونُ غانيةٌ عمياءُ ما انتبهتْ
لألف مجزرةٍ أودتْ بأجوادِ
وهذه سُنّةُ البكماءِ لو نظرتْ
لأطبقتْ فمَها صمتاً لآبادِ
والكونُ مصلحةٌ للشاربين دمي
وكلُّ مَن عانقَ الأمواتِ أضدادي
وربما غَفَلَ المحتلُّ أو ذهبتْ
بعقلِهِ راسخاتُ العُمْقِ أوتادي
لعله لم يرَ الأشبالَ زائرةً ..
فكيف يفعلُ لو شَبَّت لآسادِ
وإنّها الأرضُ لن ترضى بقاتِلها
وإنْ أطاحَ بقوسِ التلِّ والوادي
ولو يُهدِّمُ أجراساً ومئذنةً
ويحرقُ الطفلَ في أثوابِ أحفادي
وإنْ تماهتْ بهِ الأَعْرابُ ، وانفتحتْ
بوّابةُ الوِزْرِ من عَبْدٍ لأَوغادِ
وقدّموا القُدسَ للمُحتلِّ سائغةً
كما يسوقون مَشنوقاً لأَعْوادِ
وإنْ يصافح أَفّاقٌ صهاينةً
فلن أُلامسَ يوماً كفَّ جلّادي