أمد/ خانيونس- صافيناز اللوح: بين جدران تآكلت من الفقر، ونهش لحمها سوء الأوضاع الاقتصادية، تحاول ناريمان أن تصنع من الألم قوت يوم لأطفالها، علَها تجد من يقف إلى جانبها ويساندها بديلاً لزوج عاطل عن العمل.
ناريمان محمد توفيق رشوان 37 عاماً، أمّ لـ6 من الأطفال أكبرهم 17 عاماً وأصغرهم 12 عاماً، وبينهم فتاة تبلغ من العر 15 عاماً "مريضة بالأعصاب المزمنة"، وهي من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ناريمان التي لجأت إلى "أمد للإعلام" للحديث مع مراسلتها، حول حالتها المادية السيئة ووضعها الإقتصادي المتدني، كانت تتحدث بكل جرحٍ عما ألم بها وبأطفالها.
وقالت، إنّ "زوجي لا يعمل منذ 6 أشهر، لكنه كان يعمل في كراج رفح، وفي مطعم للمأكولات الشعبية بمنطقة القلعة في رفح"، مضيفةً "بعد ذلك لجأت لجمعيه الرحمة الانسانية قبل خمسة سنوات، وأخرجوا لي كفالة كل شهرين بـ "700" شيكل.
وأضافت، أنّ جمعية الرحمة، دفعت لها المبلغ المالي لمرتين فقط، وبعد ذلك كانت لديها حجج أنه لا يوجد أموال والكفيل لم يقم بإرسال الأموال بسبب الأوضاع الصعبة".
بحة صوت ووجع
لم تتمالك المرأة الغزاوية التي قهرها الوضع الاقتصادي نفسها، حتى بدأت بحة صوتها تخرج من بين الكلمات التي تصدرت وصفاً لحياتها المأساوية.
وأوضحت "ناريمان"، "حتى الكابونة ما باخدها منهم، والجمعية السنية سلمتني آخر كبونة قبل 3 سنوات"، مشددة، " انا نفسي عزيزه كتير ولما احس في شخص كلامه يذلني او بقلل مني انا واولادي لو بموت من الجوع مابرجعله ثاني، والجمعيات الخيرية ما بحترموا المحتاج".حسب ما روت.
وحول أحلامها فيما يخص أبناءها، أكدت، أنّا "أم وبتمنى اشوف اولادي احسن ناس، يفطروا، ويأخذوا مصروف، وعند عودتهم من المدرسة يكون في أكل يتناولوه، مش يروح ابني الي عمرو 12 سنة عشان يشتغل، وباقي اولادي يستنوا لآخر الليل بس يرجع أخوهم وياكلوا".
منزل لا يستطيع أحد العيش فيه، وزوج عاطل عن العمل، وأطفال لا لقمة لهم، تلك هي "ناريمان" الأم التي طرقت الأبواب بحثاً ع لقمة عيش أبناءها، تصل إلى مرحلة من اليأس في هذه الحياة.
مطالب من قلب مقهور
وشددت، من واجباتي اسعى لأولادي عيشه نظيفة، لا ذل فيها، مطالبةً بتكفل أصحاب الضمائر الحية، لترميم منزلها الذي" لا كهرباء ولا نوافذ فيه"، ويغرق في فصل الشتاء بالأمطار.
وطالبت، من المسئولين النظر لأطفالها بعين الرحمة والشفقة، كي يستطيعون العيش والعثور على لقمة عيشهم وقوتهم اليومي.
كما طالبت، بتوفير عمل لزوجها العاطل عن العمل، ومساعدته في البحث على طعام لأبنائه، وخروجهم من وحل الحياة التي لا كرامة فيها، مستضعفين لاحول لهم ولا قوى.
حالة ناريمان ليست وحدها في غزة، فالحصار نهش أجساد أبناء القطاع، وحرمهم من العيش بحرية وكرامة، سالباً منهم أقل مقومات الحياة، وفاقداً من المسئولين والقيادات والحكومات المتعددة حماية المواطن وكفالة المحروم، وعيش كل من لا يستطيع العثور على لقمة العيش!.