الإخوان وصناعة السخط العام
تاريخ النشر : 2019-03-11 15:46

انظر حولك جيداً وسترى أن الشائعات هى سلاح الإخوان الأخير.. إذ ما الذى يمكن أن يفعله الإخوان إزاء تزايد معدلات الإنجاز فى المشروعات القومية المختلفة؟.. وما الذى يمكن أن يفعلوه إزاء تزايد معدلات الاستقرار الأمنى؟ وما الذى يمكن أن يفعلوه إزاء نجاح خطة الإصلاح الاقتصادى، رغم معاناة الناس، والثمن الفادح الذى قبل الجميع أن يدفعوه؟

لا يملك الإخوان إزاء هذا كله سوى الانخراط فى عملية أسميها (صناعة السخط العام)، لا يملكون سوى إطلاق عشرات الشائعات يومياً.. والرهان على ضرب الروح المعنوية للمصريين.

صناعة السخط العام صناعة ضخمة، يبرع فيها الإخوان وأعداء هذا الوطن، وأخطر ما فيها أن عواملها تتداخل مع بعضها البعض، حيث يتداخل ما هو معيشى مع ما هو سياسى، وتتداخل عوامل موروثة منذ عشرات السنين مع عوامل أخرى مستجدّة وطارئة.. وسنلاحظ أن الشائعات تنطلق فى مجالات لها علاقة بالتعليم والصحة أكثر من أى شىء آخر.. فإذا أقدمت الدولة على مشروع عملاق لتطوير التعليم.. أطلق الإخوان عشرات الشائعات حول التعليم وحول التابلت الذى سيتم توزيعه على الطلاب، بدءاً من أنه سيتعطل فى يد الطالب، وانتهاءً بأنه سيتحول إلى أداة تجسّس تتجسّس بها الحكومة على طلاب المدارس!

وإذا أقدمت الدولة على مشروع عملاق آخر لعلاج ملايين المرضى من فيروس سى، أطلق الإخوان الشائعات حول العقار المستخدم فى العلاج، بدءاً من كونه لا يعالج المرض من الأساس، وانتهاءً بكونه يسبّب مرض السرطان، وهى كلها أكاذيب ساذجة.. لكن الإخوان لا يملكون سلاحاً غيرها.. شىء من هذا حدث مع انتقال معرض الكتاب إلى مقره الجديد، ومع العاصمة الإدارية الجديدة، إلى غير ذلك من الأكاذيب التى يستخدمها الإخوان فى عملية صناعة السخط العام.

أما العوامل العادية التى تختلط بالأكاذيب فموجودة.. مثل أداء بعض الموظفين الذين يتعمّدون إساءة معاملة المواطنين فى الجهاز الحكومى للدولة.. أو إهمال بعض هؤلاء الموظفين الذى يصل إلى حد الجرائم الكبرى، أو سوء الوضع الاقتصادى لمصر كلها، وهى كلها عوامل موروثة لا تملك الدولة إزاءها إلا العمل على إصلاحها.

إننى أدعو الدولة المصرية لأن تقاوم (صناعة السخط العام) بعملية مضادة لرفع منسوب الأمل، وليكن اسمها عملية (صناعة الرضا) لدى المصريين، ولتعمل فيها ليس فقط على توضيح الشائعات، لكن على القضاء على العوامل الموروثة، التى تؤدى إلى سخط الناس.. مثل سوء أداء الموظفين وإهمال بعضهم وعدم وجود صانعين حقيقيين للبهجة فى حياة المصريين.. ولهذا حديث آخر بإذن الله..

عن الوطن المصرية