معاقبة إلهان عمر... هل هي آخر المطاف؟!
تاريخ النشر : 2019-03-14 12:04

لا تزال النائبة الأميركية الديموقراطية المسلمة إلهان عمر، مصدر قلق شديد بالنسبة للكونغرس الأميركي بسبب تكرار تصرفاتها وتصريحاتها الاستفزازية عن الدعم الأميركي لإسرائيل، الأمر الذي أدى - في النهاية - الى تقديم مشروع قرار ينص على رفض معاداة السامية، قدمه قادة الغالبية من الحزب الديموقراطي داخل المجلس، تتقدمهم الرئيسة نانسي بيلوسي، رداً على تصريحاتها الاستفزازية - حسب وجهة نظر الغالبية.
وقد أشارت إلهان إلى أن لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية «ايباك» تتولى تمويل معظم الساسة الأميركيين، ليكونوا موالين لإسرائيل، كما انضمت الصحافة الأميركية لهذا الصدد وتساءلت عن الحدود الممكنة لانتقاد إسرائيل داخل الكونغرس، حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبر انتقادات النائبة عمر لإسرائيل وتساءلت: هل ايباك أقوى من اللازم؟ كما انتقدت «واشنطن بوست» الحزب الديموقراطي لسوء تعامله مع النائبة إلهان، تحت مقال «انتقادات الديموقراطيين لإلهان» تظهر أن هناك هامشاً ضيقاً لاختلاف وجهات النظر حول اسرائيل!
وفي هذا الصدد سلط الرئيس ترامب الضوء عليها بوصفها «الفظيعة»، وأنها تحت المجهر مجدداً بسبب تعليقاتها المستمرة على إسرائيل، ناهيك عن قيام مجموعات يهودية أخرى بمطالبة الكونغرس العمل على طرد النائبة عمر من عضوية لجنة العلاقات الخارجية، وذلك لأن تصرفاتها الاستفزازية بمثابة يوم اسود لاسرائيل! فلا تزال المعارضة الديموقراطية تناقش موضوع الرد على تصريحاتها المثيرة للجدل - خصوصاً حول دعم إسرائيل - بطريقة ديبلوماسية، حتى انتقدهم الرئيس ترامب على «تويتر» كعادته قائلاً: «من العار على الديموقراطيين في المجلس ألا يتخذوا موقفاً أكثر حزماً ضد معاداة السامية»، وقال: «إن معاداة السامية أدت إلى ارتكاب فظائع على امتداد التاريخ، فمن غير المعقول ألا يتحرك هؤلاء لادانتها».
ولإنهاء هذا الجدل المستمر قرر الحزب الديموقراطي في الكونغرس مصادقة مسودة القرار، الذي يدين معاداة السامية، حيث إن التصويت عليه كان بغالبية ساحقة، إلا أن الفريق الآخر منهم اعتبر أن عمر تواجه أقسى الانتقادات فقط لانها مسلمة سوداء!
وشهدت ولاية «Westvirginia» حالة غريبة تشير إلى العنصرية والكراهية البغيضة، حيث علق أعضاء الحزب الجمهوري لافتة على مبنى مجلس الولاية يشبهون فيها عمر وهي أول مسلمة محجبة تدخل الكونغرس الأميركي، بالإرهابيين، الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001، وتم وضع صورتها بجانب صورة برجي مركز التجارة العالمي، مكتوب عليها: «لن ننسى ابداً هجمات 11 سبتمبر!» وفي مقابل هذا التصرف المشين، عبّر العضو الديموقراطي مايك بوشكين عن غضبه بتغريدة تويترية قال فيها: «لماذا لا يكون من الصعب بهذا القدر القول لزملائي الجمهوريين إن من الخطأ تعليق لافتة تحمل الكراهية للاسلام؟!»
 ثم أذاعت محطة NBC الأميركية خبر لافتة العنصرية والكراهية، بعدما اشعلت الفتنة وأثارت نقاشات حادة بين الحزب الديموقراطي في الولاية وبين العضو الجمهوري ان ليبرمان، إلا أن عمر لم تصمت طويلاً، لترد فجأة على الرئيس ترامب - كالصاعقة - قائلة: «إن الرئيس دونالد ترامب يتاجر في كراهية المسلمين واليهود والمهاجرين»، مذكرة الجميع أنها مستمرة في انتقادها دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وبسياسة الرئيس ترامب، ووصفها بالسياسات السيئة، وتساءلت عن عدم محاسبة الرؤساء السابقين، أصحاب السياسات السيئة، التي يقف وراءها الوجه الجميل والابتسامة العريضة!
وهي إشارة واضحة لتصرفات ترامب مع السياسة الحالية... فقد صوتت النائبة الهان من ولاية مينيسوتا لصالح مسودة القرار، الذي يدين معاداة السامية مع الغالبية الساحقة، وذلك لإيصال رسالة إلى العالم، تعبيراً عن التعصب المناقض للقيم، ويدين التمييز العنصري ضد المسلمين أيضاً، إلا أن ترامب يراه بشكل مغاير عن الواقع، لأنه لا يدين تصريحات عمر بشكل محدد، ولا يعاقبها مباشرة، وإنما بشكل عمومي، متهماً الحزب الديموقراطي في الكونغرس بأنه أصبح معادياً لإسرائيل واليهود!
ولكل حادث حديث.