نصيحة للأخ الرئيس وللإخوة أعضاء اللجنة المركزية
تاريخ النشر : 2019-03-14 13:31

نصيحة للأخ الرئيس وللإخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.
الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن.
الأخوة أعضاء اللجنة المركزية، ننصحكم أن تحكموا صوت العقل والمنطق وأن تجمعوا ولا تفرقوا،
وأن تتسامحوا ولا تظلموا
وأن تترفعوا ولا تنخفضوا،
وهذا يتطلب منكم أن توقفوا إجراءاتكم بحق الفتحاويين
في قطاع غزة، وأن تدركوا خطورة الموقف، لاسيما أن هذه الإجراءات لن تحقق لكم ما تريدونه، بل ستساهم
في تعزيز الحقد والكراهية والصراع بين الفتحاويين أنفسهم.
استخلصوا العبر من تجارب الخالد ياسر عرفات الذي أرسي منظومة قيم أخلاقية في التعامل مع خصومه ولم يسمح لنفسه بأن يقترب من المحرمات في التعامل مع خصومه السياسيين، وكان جامعاً وحدوياً وكبيراً مترفعاً عن كل الصغائر، وكان هذا السلوك أحد أهم الأسباب التي أعطت شرعية لحركة فتح وأصبحت تمثل الفطرة الوطنية لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
التجربة تؤكد أن استخدام الظلم والقمع في التعامل مع الخصوم السياسيين لن يجدي، بل يزيد من ردود الأفعال التي ينتج عنها مزيداً من الإحتقان والكراهية وتعزيز للصراع الداخلي.
منظومة الظلم عندما تستمر
دون توقف تكبر وتنتقل من مرحلة إلى أخرى، تبدأ مثل
دائرة صغيرة على وجه بحيرة راكدة، ثم تكبر شيئاً فشيئاً، مكونة حولها دوائر كثيرة، حتى تغطي سطح البحيرة كله. هكذا وصف علماء النفس أثار استمرار الظلم والإستبداد.
ومع الأسف هذا الوضع السيئ ينطبق على حالتنا الفلسطينية والفتحاوية علي وجهه الخصوص.
الاخ الرئيس،
الأخوة اعضاء اللجنة المركزية،
عليكم أن تعلموا أن إجراءاتكم تجاه الفتحاويين في قطاع غزة والتي اتخذتموها ونتج عنها قرارات ظالمة وغير قانونية طالت عدد كبير من
أبناء حركة فتح من ظلم وإقصاء وقمع وفصل من الوظيفة وقطع للرواتب
لم تحقق لكم التتائج التي تريدونها، بل على العكس تماماً، كان لها أثر كبير في تعزيز الكراهية والصراع الداخلي ودفع هؤلاء المناضلين
المظلومين الي الزواية، وأصبحوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم وعن حقوقهم وتاريخهم ووجودهم على
حساب أي شيئ وكل شئ بإستخدام كل الوسائل.
وعليكم أن تعلموا أن استمرار هذه الإجراءات الظالمة القمعية والغير قانونية التي تستهدف الفتحاويين ستدفعهم للاستماتة من أجل استرداد حقوقهم وستزيد من الإحتقان والكراهية وستعزز مزيداً، من الصراع داخل حركة فتح لأنه وبإختصار ( أصل الكفر عناد)، وهذا لا يخدم حركة فتح بل استهداف لوحدتها ولمسيرتها، كما سيؤثر عليها
سلباً في كل الإستحقاقات المقبلة
على صعيد الإنتخابات الرئاسية والتشرعية والمحلية والنقابات والمؤسسات الأهلية ذات التأثير،
وهناك مؤشرات تدلل علي ذلك من خلال تراجع حركة فتح في انتخابات جامعة بير زيت وانتخابات نقابة
العاملين في جامعة الازهر. وانتخابات نقابة الأطباء، إضافةً
الي حالة الاحتقان التي نتج عنها مواجهات واعتداءات متبادلة بين الفتحاويين، وفي حال استمرت هذه الإجراءات ستكون النتائج وخيمة علي حركة فتح.
وعلي اثر ذلك مطلوب تواضع وعدم مكابرة من قبل الرئيس والأخوة في اللجنة المركزية ومطلوب وقفة جادة ومراجعات حقيقية بتجاه كل القرارات والأجراءات
الغير قانونية التي إستهدفت عدد كبير من أبناء حركة فتح والتي
شملت إقصاء وطرد ووقف للرواتب ،،،
وإلا سيبقي هؤلاء المظلومين
في دائرة صراع مستمرة من أجل استعادة حقوقهم وسيتوحشوا اكثر وسيدافعون عن حقوقهم وتاريخهم دون إستسلام مهما كلّف الأمر ومهما كانت النتائج،،