الهاب المعركة
تاريخ النشر : 2019-03-15 17:20

أول من استخدم مصطلح الهاب المعركه كتعبير عن استرتيجية أنا و من بعدي الطوفان، القاضي الايطالي ( فرديناندو ) في حديثه عن كيفية تبني السلطه القمع الامني سبيلا في اقناع الرأي العام في البلد والبلدان الاخرى انه لا بديل عنها ،وان البديل الاخر هو الخراب والدمار والتفريط ...الخ.

بحيت تقوم السلطه بشغل الرأي العام لدى مواطنيها في معارك وهمية بعيدا عن المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي هي لب الازمة وتحويلها الى مشكله امنية تقف خلفها مؤامره تستهدف القياده من قبل حفنة من الاشرار الخارجين عن الخط الوطني، شرعيه مبنيه على الخداع بمنطق القوة.

روى ابن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية ، ان معاويه ابن ابي سفيان لما زار المدينة المنورة لاول مرة بعد ان استقر له الملك بالشام توجه الى دار عثمان بن عفان، ولما دنا من باب الدار صاحت عائشه بنت عثمان وندبت اباها، قال معاويه لمن معه انصرفوا الي بيوتكم لي بهذه الدار حاجه ، عندما دخل الدار طلب من عائشه الكف عن الصراخ والندب وقال لها:- يابنت اخي ان الناس اعطوننا سلطانا اظهرنا لهم حلماً تحته غضب ، واظهروا لنا طاعه تحتها حقد فاشترينا من هذا وبعناهم ذاك، وان اعطيناهم من غير ما اشتروه منا شحوا علينا بالملك وبعد ذلك لاندري على من تدور الدوائر لنا ام علينا.

قال معاويه هذا الكلام في ظروف شبيهه بظروفنا مجتمع ممزق بصراعات سياسية مريرة على السيادة والسيطرة ، زمن حلت به الاحقاد محل التآخي واصبح الاخذ بالثأر والثأر المضاد هو السائد.

زمن انقطع فيه التواصل الطبيعي بين الحاكم والمحكوم بسبب غياب منطق التراضي والتدافع السلمي الديمقراطي نحو السلطه بما يحفظ روح المشاركه في تعزيز الشرعيه ، شرعيه عرجاء هنا وانقلاب اسود هناك وفي كلا الحالتين انقلاب على العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وتم استبداله بمنطق القوه لنظامين متبانين في المصالح والمواطن هو الخسران المبين.

قيادات فرضت نفسها بشرعيات متآكلة وان كان في ظاهرها حلم فانه تحتها غضب من اصحاب المشروع الذي هو بالمطلق ليس فلسطينيا.

نظامان يعتبر كل واحد منهما ان حكمه حقا طبيعيا ومطلقاً.

بساسيات تكشف عن عمق الفجيعة التي حلت بالشعب الفلسطيني أيها الساده ايها القاده حذار من تجميل وجه الاحتلال نتيجه قبح افعالكم ولسع سياطكم.