جرائم سترها «النقاب»: المجتمع يحكُم مسبقاً: «لو منتقبة.. أشك فيكى» ( 3 )
تاريخ النشر : 2015-10-24 15:16

تزايدت فى الفترة الأخيرة التخوفات لدى المصريين من المرأة المنتقبة، وصارت نظرة المجتمع «سلبية» تجاه كل من ترتدى النقاب، ولأسباب غير معلومة تدفع المنتقبة ثمن جرائم وأعمال غير أخلاقية لأشخاص يرتدون نفس زيها من أجل التخفى وراءه، وصار العامة يتشككون فى كل من ترتدى زى التخفى الشهير بـ«النقاب».

يقول أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: «من الضرورى أن تتغير نظرة المجتمع فيما يتعلق بالنقاب، فالإنسان يخضع لقوانين المكان لا لقوانينه الشخصية، ونظراً لأن بعض الخارجين على القانون استغلوا النقاب فى بعض الجرائم، وهذا لا يدل على إيمانهم وليس له علاقة بأى صلة بالإيمان، إنما يستخدمونه لارتكاب الجرائم والفواحش»، ويتوقع «يحيى» أن القرار الأخير الذى تم اتخاذه فى جامعة القاهرة سيكون بداية لقرارات أخرى سيتم اتخاذها لمنع ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، لأنه «زىّ دخيل على المجتمع المصرى وعلى ثقافته، وليس دليلاً على التدين، فالإيمان محله القلب والطاعة بين الإنسان وربه، ولا يشترط أن أرتدى أو أظهر بأن علاقتى قوية بالله أمام الأشخاص لكى يطمئنوا ويقولوا هذا مؤمن، فالنقاب فضيلة وليس فريضة، والبعض يتخذه مذهباً دينياً وآخرون يرونه مذهباً اجتماعياً فى البعد عن الناس، وفريق ثالث ينتهز الفرصة ويستغله فى الجريمة».

ويشير أستاذ علم الاجتماع إلى أنه «يجب على المجتمع أن ينظر بطريقة إيجابية خلال الفترة المقبلة، حتى نستطيع تحقيق النجاح معاً، فالطريق الطبيعى أن يفجر الإنسان طاقاته وقدراته، فالسبب الحقيقى لتأخرنا هو بحث بعض الأفراد عن تحقيق مصالحهم الشخصية دون أن يكون الهم الاجتماعى حاضراً فى تفكيرهم أو مدرجاً فى جدول اهتماماتهم، لذلك يجب أن نتكاتف من أجل العمل على تقدم البلاد، وأن نترك الأمور الشكلية والإيمانية لأنها لا ترتبط بزى معين».

وأكد أن النقاب منتشر أكثر فى الأماكن الريفية مقارنة بالمدن، لأنه يتوافق ويعالج كثيراً من القضايا الموجودة فى هذه المناطق مثل قضية الفقر، التى تعتبر من أكبر مشاكلنا، وربما يزداد استخدام النقاب فى هذه المناطق توفيراً للملبس والبعد عن الاحتكاك المباشر بالآخرين، سواء فى العشوائيات أو المناطق الريفية.

وتقول سناء سليمان، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: «يجب أن يتغير فكرنا إذا أردنا التقدم، فالدين لا يتعلق بلبس المرأة أو الرجل، فالإيمان علاقة بين الفرد وربّه، والأحداث السياسية الأخيرة التى شهدتها مصر من الممكن أن تكون خلقت نوعاً من الخوف لدى الشعب المصرى من مسألة النقاب واللحية، فعندما أصدر رئيس جامعة القاهرة قرار منع المنتقبات من ممارسة التدريس بهذا الزى، كان يقصد أكثر من عامل، فأولاً عندما أعمل فى مهنة التدريس أكون مطالباً بسيكولوجية التواصل مع الطلاب فى المحاضرة، لأن الأمر أصبح لا يتعلق بالاستماع فقط، بل الرؤية أيضاً جزء مهم، فالنقاب فضل وليس فرضاً، ولكن لا أستطيع حجب شخص له رؤية دينية أو اعتقاد معين بمنعه من ارتدائه إلا أن هذه قوانين مؤسسة تعليمية يجب احترامها».

وأشارت «سناء» قائلة: «لا أعتقد أنه فى يوم من الأيام سيتم منع ارتداء النقاب نهائياً فى مصر مثلما حدث فى فرنسا، وأتذكر دائماً قول الشيخ الشعراوى (الإسلام خرج من مصر وذهب إلى العالم)»، وتابعت: «ولا أتوقع حدوث صراعات دينية فى الفترة المقبلة بسبب النقاب لأننا سنتناول الأمور بعقلانية، وأرجو من رئيس جامعة عين شمس أن يصدر مثل هذا القرار بمنع ارتداء النقاب لأعضاء هيئة التدريس وعندما يصدره سأكون أول الشاكرين له».