عمر حلمي الغول
النواتي والتحويل والموت والعقاب
لا يخفى على أي مواطن فلسطيني بأن قطاع غزة بات ارض خصبة لانتشار الامراض نتاج الحصار والحروب وتلوث البيئة والمياه والفقر والبطالة والقهر والانقلاب. وامست المحافظات الجنوبية بمتوالية هندسية طاردة للحياة لمجموع العوامل المذكورة وغيرها. ومع ان طواقم وزارة الصحة عموما، وإدارة التحويلات الطبية المتعاقبة تعمل جهودها لتأمين العلاج للحالات المحتاجة، او لن
الأخطاء تفضح جرائمهم
مازال كمً هائل من وثائق جرائم الحرب الإسرائيلية تقبع في صناديق سوداء مغلقة، وداخل سراديب تحت الأرض خوفا من وصول ضوء الشمس لها. وتواصل القيادات السياسية في الحكومات المتعاقبة والمؤسسات الامنية المعنية بملف الوثائق تجديد قراراتها المتعلقة بحجبها عن النور، وعدم السماح بالاقتراب منها، او لمسها، وتتكتم عليها خشية الكشف عن المزيد من المجازر والجرائم الوح
درس كازاخستان الفكري
عاشت جمهورية كازاخستان مع مطلع العام الحالي (2022) تطورات دراماتيكية في اعقاب ارتفاع أسعار الغاز المسال، واحتلت الدولة الأكبر في اسيا الوسطى صدارة الصحافة والفضائيات ووكالات الانباء العالمية مع اندفاع المظاهرات لشوارع جاوزين في منطقة مانغيستاو غرب البلاد، قبل ان تنتقل شرارتها بشكل غير مسبوق إلى مدينة أكتاو، ثم الى عاصمة الاقتصاد الكازاخستاني، المات
نماذج تعكس روح التضامن
تشهد القضية الفلسطينية اتساعا في حملات التضامن الفردي والجمعي والمؤسساتي العالمية، وبالمقابل تعاني دولة إسرائيل الاستعمارية من تراجع واضح، رغم وقوف المنظومة الرسمية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية معها، ودعمها بكل الوسائل السياسية والديبلوماسية والقانونية والترهيبية والثقافية، وتغمض عينيها عن جرائم حربها، وغطرستها وعنصريتها وفاشيتها،
صراع الآراء في المجلس
إذا قدر للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الانعقاد خلال الفترة المنظورة. لا سيما وان موعد انعقاده ليس ثابتا حتى اللحظة، فان الدورة الثلاثين قد تكون محطة هامة في اغناء الحوار الوطني، والارتقاء بالموقف السياسي الجمعي، ويعيد ترتيب أوراق الساحة الفلسطينية تجاه الملفات الأساسية المتعلقة بالشؤون المحلية والإسرائيلية والدولية. خاصة وان خطاب الرئيس أبو مازن في
ترامب يهدد الديمقراطية
نقف اليوم ( امس) امام ذكرى مرور عام على اقتحام عصابات الرئيس الجمهوري السابق المهزوم مبني الكابيتول، والذي كسر هيبة ومكانة الديمقراطية الأميركية، وعمق الشرخ بين العنصريين البيض وباقي قطاعات الشعب الأميركي بما في ذلك البيض من اللا عنصريين. وكان هدف دونالد ترامب البقاء في كرسي الحكم، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية حتى آخر لحظة، رغم إعادة ال
معايير الدولة الواحدة
يدور نقاش واسع في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين وحتى بعض الأوساط الدولية بعد تصاعد وتيرة الاستيطان الاستعماري في أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، ومضاعفة الاخطار الصهيونية على خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967من خلال سلسلة القوانين العنصرية والفاشية وعلى رأسها "قانون أساس الدولة اليهودية"، ونفي حق تقرير المصير للشعب ال
أبو هواش سينتصر
مضى ما يزيد عن 140 يوما على اضراب الأسير هشام أبو هواش عن الطعام، مصمما على انتزاع حريته، ودفن الاعتقال الإداري، المرفوض دوليا، والذي تخلت عنه بريطانيا، التي اوجدته تاريخيا، واعتمدته حكومات دولة المشروع الصهيوني الكولونيالي المتعاقبة منذ تأسيسها في اعقاب نكبة الشعب العربي الفلسطيني في أيار / مايو 1948، وهو اعتقال لا يقوم على أي أساس قانوني، وشكل من
فتح بين دورتين
مع اني لم اكتب عن الدورة الثامنة للمجلس الثوري السابقة، لكني من خلال المتابعات والحوارات مع عدد من الأصدقاء والاخوة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري بشأن ما تضمنته الدورة المنعقدة ما بين 21 و24 حزيران / يونيو 2021 من حوارات ومخرجات، اعتقد انها مثّلت بجدارة واحدة من اهم الدورات، التي شهدها المجلس الثوري ما بعد المؤتمر السابع، ولا ابالغ، اذا ما خلصت
الحلال الحرام في سياسة الاخوان
استمرارا لمقالة امس "قراءة مقدمات موقف عباس"، التي حملت ركائز خلفية أبو مازن في لقائه مساء الثلاثاء الموافق 29 كانون اول / ديسمبر 2021 في منزله ب"رأس اللعين" بالقرب من تل ابيب، الذي استمر حسب المصادر الإسرائيلية مدة تزيد على الساعتين، اود هنا مناقشة موقف حركة حماس واضرابها من الحدث لتبيان الحقائق الموضوعية، بعيدا عن ردود الفعل ا
مقدمات لقراءة موقف عباس
ملاحظات عدة اود البدء بها قبل ولوج موضوع لقاء الرئيس عباس مع بيني غانتس، وزير الحرب الاسرائيلي. الأولى لم اكن ارغب بالكتابة عن الموضوع من اصله، حتى لا ادخل في متاهة الضجيج الدائر، وحتى تبرد الرؤوس الحامية؛ الثانية لو سألني الرئيس أبو مازن عن موعد اللقاء، لاقترحت عليه تأجيله في ظل الشروط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للأسباب التي ت
مخرجات خطاب عون
القى الرئيس ميشال عون يوم الاثنين الماضي الموافق 27/12 الحالي خطابا موجها للشعب، بدا كأنه كلمة وداعية لعهده الذي بدأ منذ عام 2016، لان رئاسته تنتهي العام القادم، والبعض اعتبره بمثابة التمهيد لولاية خليفته وصهره جبران باسيل، كونه تضمن ضمنا مساومات مع حزب الله، حليفه المعلن منذ عام 2006. وتجلى ذلك من خلال الغمز من ناحية من قناة الحزب في المسؤولية عن
عام جديد والثورة مستمرة
يوم الجمعة القادم تقف شعوب الأرض على قمة جبل العام 2021 مودعة إياه بما حمله من هموم ومنغصات وارباكات وانفراجات، وفي اللحظة ذاتها عند منتصف ليل الجمعة السبت تبدأ الساعات الأولى من فجر عام جديد تفتح ابوابه على خجل، وبشكل موارب والشعوب تتلمس طريقها اليه متأملة ان يكون عاما اكثر انصافا وعدلا وإيجابية، وحاملا بشائر الامل بتجاوز تداعيات وباء كوفيد 19، وا
برقة تشق طريق الانتفاضة
منذ أسبوع والتطورات العاصفة تأخذ مسارا تصاعديا، وتحولا تدريجيا في شكل وعمق المواجهة بين الجماهير الفلسطينية في محافظة نابلس وجيش الموت الإسرائيلي وقطعان المستوطنين وخاصة بعد العملية الفدائية، التي جرت قرب مستعمرة حومش يوم الخميس الموافق 17 /12/ الحالي. ومساء السبت الماضي المتزامن مع عيد ميلاد السيد المسيح حدث تطور نوعي، حيث حشدت قطعان المستعمرين ما
السودان على مفترق طرق
مازال السودان الشقيق يعيش حالة مد وجزر منذ انتصار ثورته في كانون اول/ ديسمبر 2018 على حكم الرئيس السابق، عمر حسن البشير حتى اللحظة الراهنة، حيث اتسمت سنوات الثورة الثلاث بشد وجذب بين القوى المدنية وجماعة المجلس العسكري. ورغم توقيع الوثيقة الدستورية في اعقاب اتفاق جوبا في تموز / يوليو 2019، التي خلت من الموضوعية، لانها رجحت كفة العسكر على القوى المد
معركة أسيرات الحرية تحتدم
حرب المواجهة في باستيلات الاستعمار الإسرائيلي مستمرة وفي تصاعد مستمر، ولا يمكن فصل المواجهة بين المناضلات والمناضلين من اسرى الحرية، لان معركتهم جميعا واحدة، وان كان عدد الاسيرات محدودا قياسا بعدد المعتلقين. لكن هذا التباين في العدد لا يلغي وحدة المعركة. لان المواجهة واحدة، والاهداف واحدة، وصنوف التعذيب الوحشية الإسرائيلية، التي يتعرضون لها واحدة،
كل عام والميلاد مجيد
يحل علينا عيد الميلاد المجيد هذا العام في ظروف تزداد شراسة ووحشية من قبل المستعمرين الصهاينة في ظل حكومة لا تقل تطرفا عن حكومات نتنياهو الأربعة السابقة، لا بل تفوقها ايغالا في انفلاتاتها الاجرامية، وبلوغ حالة السخط والغليان الفلسطينية في عموم فلسطين التاريخية مرحلة تشبه لحد بعيد عشية الانتفاضة الكبرى 1987/1993 مع الفارق ان الحالة الفلسطينية ليست بخ