
في صحبة سارة التي ترى القدس أول مرة
نسير، وأسير في ذهني متذكرا طفولتي عندما تعانقت عيناي بالقدس المدينة التي نزورها من خلال حافلة تضم قرويي غرب القدس. زهدت بقصصي القصيرة التي أرويها لسارة التي راحت تستجلي المكان عبر حواسها، فرحة من داخلها، جعلتها كأنها ترقص لا تمشي وتتجول. كانت تجربة سارة مختلفة في جهات الدخول، حيث كان علينا أولا أن نتجه الى غرب المدينة بمصاحبة الشاب الجميل حات
قصص الأطفال ورسوماتهم في الراوي 2: إنهم قادمون!
ربما نعود لنبدأ من حيث انتهينا، ولعلنا ما انتهينا فعلا؛ فعالم الطفل متحرك أسرع كثيرا من عالمنا نحن، وهذا ما نحتاج كأهالي خصوصا الأمهات والآباء وتربويين وفنانين وإعلاميين، وسياسات سكانية تتعلق بالأطفال والفتيان. من طفل لطفل، فيستمتع الأطفال أولا بما سيتشوقون له، القادم من سياق أعمارهم، ومن طفل لكبير، فأيضا سيستمتع الكبار، لكن لعل رسالة أخرى ستصله
القيادة التربوية في طريق الفعل..لعلها
- وهل لدينا ما هو أهم من الإنسان على هذه الأرض؟ - ........................ بعد طول تفكر وتدبر، أو ما هو أقل، يتعمق لدينا معنى التكوين، ذلك أننا لا نتعامل مع خمس سنوات قادمة أو أكثر في حالة الاشتباك هنا على هذه الأرض فقد تتغير الأمور، والتحرر قادم قادم، بل عن رحل
حنا أبو حنا غيمتنا الدائمة
ما أحوجنا اليوم وغدا إليه، وقد علمنا لا الشعر المقاوم فقط، بل البقاء العظيم! قبل عشرين عاما كانت سيرته "ظل الغيمة"؛ كان في بداية السبعينات، كأنه أحب أن يقول شيئا عن حنا والشعر والحياة، فهل كان في تسعينياته يفكر بسيرة إضافية عن آخر عقدين! زميله الشاعر العباسي عَوف بن مُحـلِّـم الخُزاعي في عصر مضى، قال إن الثمانين وبلغتها، قد أحوجت سم
لنصغ لحكمة شعبنا
ما المطلوب من الساسة وصناع القرار غير الوفاق ومنحنا الأمل! الأدب من الحياة، والنقد والبحث من الأدب والحياة. في البداية والنهاية، نحتاج لكلمات موضوعية تعبر عن مواقف مسؤولة، لعلنا بكلمات قليلة نصل إلى عمق أبناء وبنات شعبنا، جمهورا ونخبا. قبل ثلاثة عقود، في بداية الشباب، قرأت كتاب "السينما والسياسة في مصر:1961-1981"، كان رسالة دكتور
في قصة الأطفال: "فيل في المدينة" لهدى الشوا والتربية الإنسانية للطفل
دهشة الصغار والكبار..معقول فيل بحجمه الكبير في المدينة! فيل، بخط برتقالي كبير، تحتها في المدينة؛ لكن العين تتوزع ما بين الكلمة والرسم لفيل في البحر، فيما تظهر على الشاطئ المقابل مدينة. في المدينة؟ أم في البحر؟ أم في كليهما! رحلة أخرى في الفضاء العام وفي النفس، كما اعتادت الكاتبة هدى الشوا استخدام الرحلات للاستكشاف الخارجي والداخلي، وهو الم
ما لم أقله لأورلي في يافا
إهداء إلى رائد دزدار مخرج فيلم يافا أم الغريب والى: تحسين الكريدلي، وأنطون خوري، وصلاح الدباغ، وأحمد نور السقا، والفنانة تمام الأكحل، وسهام الدباغ، وازدهار الفرخ، وفؤاد شحادة، وأبو نزار صبحي أبو شحادة (الذي بقي هناك)، والباحث سامي أو شحادة، ود. محمد أبو لغد، وزكي النورسي، وطاهر القليوبي، وخير الدين أبو الجبين، ود. سليم تماري (باحث من أبناء لاجئ
ممكنات الفعل الوطني والقومي
تلكما هما العقلانية والحكمة . وتلك هي تحمل المسؤولية. كيف عاشت شعوب وكيف اختفت أخرى؛ فإن لم نتأمل بما فعلوا، فلن نخلص، ولنا في شعبنا، أي في أنفسنا القدوة والمثال، فعلى مدار قرن عشنا وبقينا، أفردا وأسرا وشعبا يحق لنا فعلا أن نفخر به. ولولا إيماني بضرورة التذكير بالطريق، ما عدت هنا للكتابة، فما أكتبه نثرته هنا وهناك، لربما جاعلا فكرة هنا مقا
استعادة فيلم "آيس كريم في جليم" لخيري بشارة ودلالات نقد المنظومة
إهداء: الى خيري بشارة ومحمد المنسي قنديل وسارة أداة للتنوير! التقطتها من عبارة المخرج خيري بشارة الفيلم في الإهداء: "الى المخرج والممثل والناقد كامل يوسف، خالي....الذي كان انبهاري به في سنوات الصبا يرسم طريقي نحو اختيار الفن السابع عشقا..وأداة للتنوير"، كما جاء في مقدمة الفيلم. أما محمد المنسي قنديل الذي أهديه المقال، فهو كاتب الفيل
عرفات داود فتى العلم الفلسطيني يمضي ليزداد الوطن حضورا
لم نكن نراه إلا مرتديا العلم والكوفية، كم كنت تحب العلم يا فتى العلم في ذكرى الانطلاقة المجيدة! ازداد حضور الفتى، وازداد حضور العلم؛ فكيف سنحتفل في "بيت دقو" بالانطلاقة عاما بعد عام، دون أن ترفرف علينا روحه السماوية، سنلوذ بالخيال أيها الفتى الجميل عرفات لنراك من عليين تبتسم لنا، ولنا اليوم أن نتذكر تلك الابتسامة الصافية الملائكية، بما
تعالوا معا نخلّص أنفسنا بأنفسنا
- طبعا بأيدينا نحن، وهل من مخلص لنا غير أنفسنا! - إذا أردنا! - كيف؟ - باختصار، ومن الآخر، كل منا يستطيع ذلك؛ من مزارع في أرضه إلى معلم في غرفة الصف، إلى تربية على الانتماء، والحفاظ على المال العام، لزرع المحبة في قلوبنا. إن أية لبنة تبنى بصدق في وطننا، إنما تقوينا سياسيا، وتقطع الطريق على كل المتقولين، مهما كانوا، ليكونوا أوصياء علين
رواية "الصوفي والقصر": سيرة ممكنة للسيّد البدويّ" وممكنات الحاضر والمستقبل:
رواية عن الآن وأمس: هل نعيش القرون الخامس والسادس والسابع الهجري مرة ثانية؟ "قد يتساءل القارئ، محكوما بنظرية الإسقاط الرمزي-التاريخي: هل كتب الكاتب عن أمس، ليوحي بتأمل ما يحدث اليوم؟ ومعه بالطبع حق، فلا يمكن فصل الزمنين بجامع الظروف والأحوال. وقد يرى إنما يكتب الكاتب أصلا عن اليوم، بلغة سابقة". من مكة الى الكرك الى القدس الى دمشق ال
في أدب الرحلة نستلهم الرحالة المقدسي
الذي تفوق علينا كثيرا قبل ألف عام! سكن القدس وقرية الدوايمة وحلحول قضاء الخليل. وكم كانت الرحلة صعبة من القدس الى الحجاز، وفارس وبلاد الدنيا! وكم كانت وما زالت في النفس أكثر صعوبة! كونه أدبا، هذا بحد ذاته بشكل عام امر هام، لكن خصوصية أدب الرحلة من القدم لربما هو يتعلق بجانب التواصل بين البشر، وبهذا فقد نشأ شفويا، بمعنى أن الرحالة يحبون بالحدي
رواية "سيدة الخبز" لنور السبوع: البحث عن دور للشعب في ظل زيف تحولات الربيع العربي
ترصد الرواية الفترة الأخيرة من فوضى سقوط نظام الحكم، وسوء نوايا الحكم الجديد، الذي ينجح بتقديم نفسه بديلا ديمقراطيا، لتتكشف أمور الخلاص الفردي للحكام القدامى والجدد، ثم لتتكشف أمور، عن علاقة أفراد من الفئتين، تجمعها التجارة، وأية تجارة! شخصيات من الحاكمين والمحكومين، تتمايز في المستويات، ويجمعها مكان واحد، لكن يختلف المصير، يذهب من يذهب، من المع
في التكوين: تعليم التاريخ
أمران ما زالا يلحان عليّ، هما أولا: التاريخ العام والخاص ودراسات المكان من جغرافيا متنوعة وغيرها، وثانيا: تاريخ الأدب، وعلاقة ذلك بالتعليم وإنتاج المعرفة، والتفكير النقدي. وسنقتصر في هذه المقالة على القسم الأول. أما التاريخ، بما يتضمن تاريخ كل فرد فينا، وصولا للكون، الموثوق به والمشكوك، أو قل المكتوب ضمن ظروف متنوعة، فهو ليس مطلقا، ولا ينبغي تعل
نابلس: ما بين البرج والسرايا..وعشرات الأمتار
مساحة صغيرة محدودة، لكن مداها غير محدود، أكان في ملامسة أطرافه العلوية للسماء، أم في تجاور البنايات كأنها عناصر لوحة. هي كذلك البلدات القديمة، لا نستطيع عزل مكوناتها، فكأنها خلقت معا كقصيدة أو لوحة، وما أن تلامس أبصارنا حتى نكاد ندخل مئات السنين، وربما أكثر، فبمجرد ملاحظة الأسلوب المعماري، يظهر الزمن طازجا، ويظهر التاريخ الذي جمع مدن فلسطين القد
"كلمات الشعراء" إهداء الى الشاعر الكبير: شوقي بغدادي
من نحن وما نحن غير تلك الكلمات التي سمعناها وقرأناها، فثبتت في النفس، ونمت، حتى صارت جزءا أصيلا من تكويننا. هي لبن جمال الكون الذي رضعناه في مرحلة التكوين الأكثر أهمية! ما زالت تلك الكلمات في الذهن والفؤاد: يا ليتني أبدأ من جديدْ كأنني وليد يا ليتني أقدر أن أعيد ترتيب أشيائي كما أريد كنت فتى أوائل الثمانينيات، حين كنت أصطحب ديوان