نابلس: ما بين البرج والسرايا..وعشرات الأمتار
مساحة صغيرة محدودة، لكن مداها غير محدود، أكان في ملامسة أطرافه العلوية للسماء، أم في تجاور البنايات كأنها عناصر لوحة. هي كذلك البلدات القديمة، لا نستطيع عزل مكوناتها، فكأنها خلقت معا كقصيدة أو لوحة، وما أن تلامس أبصارنا حتى نكاد ندخل مئات السنين، وربما أكثر، فبمجرد ملاحظة الأسلوب المعماري، يظهر الزمن طازجا، ويظهر التاريخ الذي جمع مدن فلسطين القد
"كلمات الشعراء" إهداء الى الشاعر الكبير: شوقي بغدادي
من نحن وما نحن غير تلك الكلمات التي سمعناها وقرأناها، فثبتت في النفس، ونمت، حتى صارت جزءا أصيلا من تكويننا. هي لبن جمال الكون الذي رضعناه في مرحلة التكوين الأكثر أهمية! ما زالت تلك الكلمات في الذهن والفؤاد: يا ليتني أبدأ من جديدْ كأنني وليد يا ليتني أقدر أن أعيد ترتيب أشيائي كما أريد كنت فتى أوائل الثمانينيات، حين كنت أصطحب ديوان
من الروائع الخالدة والموجعة: القاهرة30 و66، ومدن أخرى وأزمنة
في تشابه الظروف في أماكن مختلفة وأزمة، تتكرر سلوكيات، وتظهر أفكار، ومنظومات. لعل تلك نظرية كلاسيكية ترى الإنسان ابنا وبنتا لبيئتيهما، والبشر. ولكن ثمة دور دوما للإنسان. والحياة هي المختبر الطبيعي والحقيقي لا النظريات. وأروع الفنون والآداب ما كانت فعلا حقيقية لا متكلفة. ترى هل كانت ظروفهم الاقتصادية (والسياسية والوجودية والوطنية وغيرها) مبررا
بشارة دوماني رئيسا لجامعة بير زيت: إشارات الأمس باتجاه الغد
ينقصنا الكثير من المعلومات عن تاريخنا الحديث والمعاصر، بل والقديم، فقد اكتفى جزء من التربويين في بلادنا بالتركيز على التاريخ العربي الإسلامي، وصولا للدولة العثمانية، ونتف من التاريخ الحديث المتركز على استقلال الدول العربية. وهكذا كان جيلنا منقطع عن: - الحضارات القديمة التي أسست للحضارات في مصر واليونان والرومان. - التاريخ العربي الح
"أريحية التعليم" ومستقبلنا المشترك: أبعد أثرا من غرفة الصف
- ولسه ياما وياما ح نشوف كمان..وينفلت من بين إيدينا الزمان. - ليه كده يا عمنا سيد حجاب! - ليه يعني انت كنت عايز اغشكم..مهو ده اللي كان باين..وحيبان! - ..........................
عن تعليم اللغة والأدب والفكر وتوفيق الحكيم
تعيدني كلمات طلبة الثانوية العامة في حفلات تخريجهم الى مسألة تعليم اللغة والأدب والفكر؛ فبعد 12 عاما من التعليم، يجد الخريج، حتى ولو كان متفوقا، صعوبة في التعبير عن نفسه في هذا اليوم، فيختار الحل السهل، ألا وهو الاقتباس من أقول أخرى، أو الطلب من آخرين للكتابة نيابة عنه. 12 عاما من تعليم اللغة، والنتيجة كما نرى. ولعل الوضع خلال الجامعة وبعدها، حت
رواية "آماليا" للسودانية مناهل فتحي والضمير
هي، ابنة كمال وثريا الفاتح، ظلت طفولتها تلقي ظلالا على حاضرها ومستقبلها جسديا ونفسيا واجتماعيا وروحيا، أمها من أسرة صوفية من الهلالية، قرب الخرطوم، ووالدها رفيق يساري، خريج الجامعات الروسية. تتعلم بمدرسة خاصة أجنبية، تظهر موهبة في الكتابة، تساعدها مكتبة والدها على الاستزادة من الثقافة. تشكلت اجتماعيا وفكريا من هذه البيئتين اللتين تبدوان متناقضتي
استعادة فيلم "المصير" في اليوبيل الذهبي له: وهذا المصير العربي ونحن منه!
"إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، يجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل"، تلك عبارة حسني البرزان في مسلسل صح النوم من أكثر من 4 عقود: كنا أطفالا في عمر الورد. الآن أقول، إذا أردنا نعرف ما في أي بلد عربي شقيق، علينا أن ندرس التاريخ السياسي، خصوصا ما بعد الاستقلال. باختصار، وهذا هو موضوع المقال: لو كان الحكم صالحا لما استفردت القوى الظ
أبو كرتونة استثناء ممكن
لكنه صعب إن كنا سنكون واقعيين، لا مثاليين. يود المتلون، العيش مع ملونين (قد لوثهم المال)، لا من أجل إشراكهم بالغنيمة، بل لتوظيفهم بمنحه الشرعية، ثم بعد انقضاء الهدف، يتم الاستغناء عن خدماتهم، كحال (ابوكرتونة) وآخرين حيث يبعثرهم مهران بيه على أماكن عمل مختلفة بعيدة، في زمن تصفية ليس القطاع العام فقط، بل الأوطان. المأساة إن لم يقبل أبو كرتونة ا
من قتل أسمهان! للمخرج نزار الزعبي
يقل كل يوم من يعرفها، بالنسبة لعدد السكان طبعا، ويقلّ السؤال، لكنها تبقى خالدة ويبقى السؤال ويتعمق متجاوزا لشبهة جريمة إلى جريمة كاملة تستمر بحق الشعوب والجمال و الفن. ترى لم عاد بنا الفنان أمير نزار الزعبي الى الوراء 77 عاما؟ تزداد الأسئلة مع الحياة، فلنشابك معها ما بقينا. عندما تعلمنا اللغة أطفالا تعلمنا أن هناك فرقا بين التعجب والاست
"حتّى تظل جذوة التعليم مستمرّة" إبداعياً
لعلّه الشغف! الطفل شغوف، فإذا تعلّم بهذا الشغف أحبّ التعليم، وانتفع منه وأبدع فيه، وحقّق أهداف المعلمين والخبراء. كنّا أطفالاً ذات يوم، وكبرنا فصرنا معلّمين ووالدين، فهلاّ تذكّرنا ما كان يوما؟ ما كُنّاه؟ من أفضل الطرق لفهم معنى شغف الطفل المتعلّم، هو أن يقصّ كلّ منّا قصّته، منذ صافح بصره فضاءات المدرسة، وسمعه لصوتها، وشمّه لروائحها، ولمسها
الفنانة شيماء عصمت: غزة والحرب والكائن الأزرق... والزرقاء
يرتقي الفن الملتزم دوما بالإنسانية ليس في التعبير فقط، أو التسجيل، بل بالوجود النبيل للضمير الإنساني تجاه نفسه أولا، ليبعث خلال ذلك رسالة غاية في التبل الإنساني. هذا ما تبدعه اليوم الفنانة الفلسطينية شيماء عصمت، محاولة اجتراح إبداع إيقوني، ينضم إلى الرموز الفلسطينية قديما وحديثا، ليس ابتداء بطائر الفينيق، وليس انتهاء بحنظلة. شيماء التي شهدت حياة
الخيارات الراهنة والمستقبلية لفلسطينيي عام 1948 ليس السؤال مع منصور عباس أو ضده!
هل سيقودون أحد أهم الحلول الإنسانية الذكية لصراع طويل، أحد أطرافه يعاني من عقد تاريخية طويلة! - من؟ - من غيرهم؟ فلسطينيو عام 1948.. - الباقون! - وهم الأجمل. ما بين العنوان
عمار الشريعي..تلك العبقرية وذاك البحر
يمنحني الأدب والفن الأمل كل الأمل بمستقبل جميل ورائع، وهذه المرة سنكون مع صوت عربي من مصر، صوت إنساني جميل يجمعنا دوما.ِ حين أعيش فأرى وأسمع دراما الحياة، اتخيل موسيقى ما، أكاد أسمعها، هي من وحي ما تابعناه كمشاهدين للدراما السينمائية والمسرحية التلفزيونية بشكل خاص. الفنان الرسام، يرى الحياة ظلالا ونورا وخطوطا، بينما الموسيقي، يشعر بها شيئا سم
بعض العقل أو القلب أو أكثر قليلا..ليته يكون كثيرا
ولكن لا قلب للاحتلال، ولا عقلانية.. هزيمة المشروع الصهيوني والتفوق العنصري! ما كتب في الأيام الأولى للحرب لا كما الآن في نهايتها؛ حتى هذا المقال راح يعيد تشكله. يسهل الآن الصغير قبل الكبير أن يستخلص العبر؛ فما ألحت عليه إسرائيل طول عمرها من استجداء الاعتراف والقبول، صار الآن أمرا آخر؛ فهي التي لم تقبل فعليا مضامين القرارين 242 و283، وإقامة
الشيخ جراح والمصير
لا تقطع الأمور عن سياقاتها لا زمانيا ولا مكانيا، فأي عبث بأية حجارة هنا، لا تعني إلا أمرا واحدا: النفي! "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، أية أكذوبة تستمر لولا روافعها من التحالف غير الأخلاقي من الدول الكبرى وسكوت متهم من الأمم، فكيف لبيوت لها سكانه، ولدوا فيها وتنفسوا، عاشوا وأحبوا، وصلوا، وغنوا؟ وأي جدل قانونيّ هذا؟ فما دخل المستوطن الغريب
البصر والبصيرة: أكان لا بدّ من بوح الشيخ حسني في الكيت كات؟
سها عامل جهاز مكبر الصوت ونام في الليلة الأخيرة من عزاء عم مجاهد صديق والد الشيخ حسني الكفيف، فلم يغلق الجهاز، وخلا الشيخ لخلصائه ومريديه، وراح يبوح لهم ما يعرفه عن أسرار أهل الحيّ ، وراح صوته يفضح الأسرار: الأرملة لواحظ صاحبته القديمة التي عاد لها، وهرم تاجر الحشيش، وفتحية زوجة الأسطى حسن التي تخونه مع هرم الذي يخفي الحشيش في بيتها، وروائح التي