رسائل التصعيد

تابعنا على:   18:11 2019-05-06

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول

إطلقوا على القتال الجاري بين دولة الإستعمار الإسرائيلية وحركة حماس ما شئتم من المسميات: حربا، أو تصعيدا، أو مناوشات، أو 

مناورات بالدم والبارود، أو رسائل محملة بدم الأبرياء من ابناء الشعب العربي الفلسطيني في محافظات الجنوب، ‍أ‍و‍ ال‍قتال‍ الماجن، الذي لا 

يتصل بالمشروع الوطني، بل تحكمه روح المصالح النفعية، وصراع الأعدقاء لتحسين الشروط فيما بينهم، وإستهتار العدو الغاشم بالإتفاقات 

المبرمة، و‍الهدن التافهة والمذلة، وركوب ظهر المجن والغطرسة والغرور لسحق الخصوم الأغبياء‍،  عدو ولد بإسم الدم والبارود والإرهاب 

الدولاني المنظم‍، لا يأبه بالقانون والمواثيق الدولية، ولا يعير بالا لإية تفاهمات مع العملاء الصغار.  

حربا قذرة جرت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ذهب ضحيتها حوالي العشرين شهيدا، وعشرات الجرحى جلهم من النساء والأطفال، أو 

الشيوخ، وهدم وتدمير عددا من المباني في مدينة غزة لمجرد إحتضانها مكتبا لإحدى فصائل العمل الوطني، أو مركزا للأبحاث والدراسات، 

كما حصل في بناية السراج في حي الرمال على سبيل المثال‍ لا الحصر. الأمر الذي يستدعي من دول العالم والأمم المتحدة التدخل المباشر 

لوقف لغة الحرب والبارود والدم، وتأمين الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وحماية خيار السلام 

القائم على اساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 بعيدا عن الرسائل الخاصة بالمتورطين في الحرب، التي 

لإسرائيل المارقة والخارجة على القانون اليد العليا فيها، رغم صخب ‍وجعجعات ‍شعارات حركة حماس ومن لف لفها.  

ولكن ‍و‍نحن نطالب بوقف جريمة الحرب الإسرائيلية الجديدة على محافظات الجنوب الفلسطيني، فإن المسؤولية الوطنية والعلمية تملي على 

الإنسان تسليط الضوء على رسائل القوى المتحاربة، وعنوانها الأول ان حركة حماس أرادت إرسال رسالة لمصر الشقيقة مع وصول 

رئيس‍ها في محافظات القطاع لها‍، يحيى السنوار، مع رئيس حركة الجهاد، " إن إبتعادكم بعد الإنتخابات الإسرائيلية، وعدم إهتمامكم بما تم 

الإتفاق عليه في الهدنة المذلة مع إسرائيل برعايتكم، لن يكبل ايدينا، واننا جاهزون لقلب الطاولة، ودفعكم دفعا للعودة للتدخل، ودعوة إسرائيل 

لتسديد ‍فاتورة ‍تعهداتها؛ ثانيا ‍إرسال رسالة لإسرائيل عموما ونتنياهو خصوصا، ان عليه مسؤولية وواجب ان يطبق ما تعهد به من زاويتين: 

إدخال الأموال القطرية لها، ومنحها بعض الإمتيازات في البحر لجهة توسيع مساحة الصيد، وتوسيع دائرة الإستيراد والتصدير وغيرها من 

المنافع التافهة لتذر الرماد في العيون؛ ثالثا ‍شعور حركة الجهاد الإسلامي ان حركة حماس ذهبت بعيدا في إتفاق الهدنة، وان فرع جماع‍ة 

الإخوان المسلمين في فلسطين (حماس)‍ لم تكن صادقة معه‍ا‍، ولم تضعها في صورة ما تم الإتفاق عليه. ليس هذا فحسب، بل ان حركة الجهاد 

وصلت لإستنتاج ب‍أن حرك‍ة الإنقلاب الأسود على الشرعية تريد السيطرة على قطاع غزة، وفصله عن محافظات الشمال، وتبديد المشروع 

الوطني، الأمر الذي وضعها في موقف محرج، لإنها بقدر ما كانت تتفهم، وتدعم ما يسمى بخيار "المقاومة"، بقدر ما ترفض رفضا قاطعا 

خيار فصل القطاع عن الضفة، وعليه أرادت من وراء التصعيد إشعال فتيل الحرب، واي كانت الخسائر بهدف قطع الطريق على حركة 

حماس ومشروعها الإخواني؛ رابعا ‍ايضا لا يجوز تجاهل ونسيان الأجندة الإقليمية من وراء التصعيد، حيث تبدو اصابع إيران جلية فيها، 

كما ان التنظيم الدولي للإخوان، ومعه تركيا وقطر شاءا ان يرسلا رسالة لإدارة ترامب، ان لا يذهب بعيدا في توجهه بحظر جماعة الإخوان 

المسلمين في العالم، وأن لها يدا طويلة قادرة على كي الوعي والمصالح الأميركية؛   خامسا ‍ارادت إسرائيل التأكيد مجددا لحركة حماس ومن 

معها، انها فوق كل الإتفاقات والتفاهمات، وانها بعدما حصلت على الهدوء المطلوب لإجراء إنتخاباتها البرلمانية في التاسع من نيسان/ إبريل 

الماضي (2019) لم تعد م‍عنية بأي إلتزامات مع حماس؛ سادسا كما انها بذهابها إلى التصعيد الجنوني وقصفها الوحشي للعباد والأبنية 

السكنية، وإي‍قاع الخسائر الفادحة في أرواح المواطنيين الفلسطينيين، شاءت القول لحماس الإنقلابية، انها كجزء من حركة الإخوان المسلمين 

قابلة للتغيير، ووجودها ممسكة بالسيطرة على قطاع غزة ليس مضمونا توافقا مع توجهات الولايات المتحدة، التي تبحث عن حظر جماعة 

الإخوان المسلمين‍؛ سابع‍ا والرسالة المصرية لحركة حماس وغيرها من القوى الإسلاموية، ان مصر لا‍ تقبل خيار حماس الإنفصا‍لي، ‍ولا 

تقبل رسالتها الإخوانية، ‍بقدر ما ترفض الخيار الإسرائيلي، أضف إلى انها شاءت، ان تؤكد لحماس، ان غطاء التفاهمات مع إسرائيل، هو 

غطاء ممزق ولا يقي ‍من ‍برد الشتاء، ولا ‍من حر الصيف.  

في كل الأحوال ما يجري في قطاع غزة يحتم على العالم التدخل لوقف المجزرة الإسرائيلية الجبانة، وتأمين الحماية الدولية للشعب 

الفلسطيني، وحماية ما تبقى من خيار السلام وحل الدولتين، وضخ الأمل فيه مجددا. 

كلمات دلالية

اخر الأخبار