اقالة وزيري التعليم والثقافة احتراما للشعب وقياداته التاريخية!

تابعنا على:   08:39 2019-05-11

كتب حسن عصفور/ بداية نقر أنه من حق تنظيم رئيس سلطة الحكم الذاتي المحدود جدا، محمود رضا عباس، أن يعمل ما يراه مناسبا مدحا، تمجيدا وتخليدا، لو راوا بعد رحيله (بعد عمر طويل) انه يستحق، مع الشك المطلق بأنهم سيفعلون، فتلك مسألة لا تعني الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد، ما دامت مسألة حزبية خالصة، كما تفعل بعض فصائل العمل السياسي هناك أو هناك.

ولكن، ما لا ليس حقا، لا لتيار الرئيس عباس ولا لأي من الفصائل أن تفرض "مقررا" دراسيا على الطلبة والثقافة الفلسطينية بقرار غير شرعي قانونا، فمن حيث المبدأ إقرار المناهج التعليمية ليس لعبة أو مزحة بين هذا وذاك، ليفعلوا ما أرادوا به، بل هي نتاج عمل لجان بحثية، اكاديمية مختصة، تناقش ضمن مسؤوليات بعيدة عن "الفئوية" الحزبية، وتستلهم كل ما هو مشترك في التربية الوطنية، التي تمثل ذخيرة لتشكيل الوعي العام، لتلاميذ وطلبة فلسطين.

ما أقدم عليه وزيرا التربية والتعليم والثقافة، بتوقيع مذكرات لتدريس "كراس هتافات" في مدارس فلسطين، كجزء من المنهاج التعليمي، يمثل "فضيحة أخلاقية" أولا، و"فضيحة وطنية" ثانيا، بتلك الفعلة، التي تمثل  سابقة غير حميدة أبدا، دون البحث في مسلك الرئيس عباس السياسي، منذ عودته الى أرض بقايا الوطن، متأخرا عام ونيف عن دخول الخالد، لغاية في نفسه يعلمها جيدا، وليس وقت بحثها الآن، وما مواقفه المتعاقبة متعاكسا مع موقف الشهيد المؤسس ياسر عرفات، وصولا الى ما ألم به الشعب الفلسطيني، نكبة وفرقة ونشرا للمشروع التهويدي، وتجريما للحالة الكفاحية الفلسطينية، والعبث بأحد أهم منجزات الشعب والثورة، منظمة التحرير الفلسطينية.

أن يتم فرض كراس غير الاتفاق الوطني كمادة للتربية والتعليم، هو ما يستحق الحساب والمحاسبة، خاصة من وزيرين لم يمضي على وجودهما أسابيع، ولم يكونا يوما جزءا من النظام السياسي الفلسطيني، بل ولم يمارسا أي عمل يمكن اعتباره ممارسة وطنية عامة.

السؤال ليس الى هذين "الموظفين" بدرجة وزير، بل الى من وقف يدافع عن قرارهما "الغبي"، ماذا سيكون موقفكم في حال رفضت حماس تمرير هذه الخطوة، او أنها قامت بطباعة كراس "الياسين قدوتنا" وفرضته على مدارس قطاع غزة، بالقوة القهرية، هل فكرت هذه المجموعة الذي بات "النفاق قدوتها" وليس عباس، هل سيتم الغاء المنهاج في القطاع، ويتوقف العمل التربوي نتاج "صراع القدوات".

الأغرب من وزيري النفاق، ان يزج أمين سر تنفيذية المنظمة نفسه مدافعا عن تلك الفعلة، ويبحث مبررات ويسوق أنها مبادرة من طلبة مدرسة، متجاهلا أن يسأل نفسه قبل "استغباء الناس"، وهل الطالبات من وقعن اتفاقية تدريسها مثلا، ولما تزج بمنصبك الرسمي في أتون معركة فئوية، ولو كنت تريد أن تتحدث بمنصبك الحزبي لتعلن ذلك، وأن المنصب الرسمي لا صلة له بما ستقول.

ليس مطلوبا حذف كراس "قدوتكم" عمموا كما تحبون، اطبعوا ملايين النسخ، ووزعوها حيث تشاؤون، لكن بصفتكم الفئوية لا غير، ونصيحة بعد شهر شكلوا لجنة واعملوا امتحان مفاجئ لقيادات فتح (م 7) حول ما جاء به وسنرى كم منهم يعلم ما به، او فهم ما به...

ليس من حقنا منع فصيل أن يهتف ما يشاء لمن يشاء، لكن ليس من حقكم فرض فئويتكم على الشعب الفلسطيني، بقوة غير وطنية!

ملاحظة: هل تصمت قيادات الفصائل في قطاع غزة عن ترداد التهديد "غير الذكي"، بأن التهدئة ستنتهي إذا لم تلزم إسرائيل...كثرة "البرم" بيقلل الهيبة!

تنويه خاص: ما حدث في مستشفى جنين من بلطجة ضد أحد الأطباء يفرض على د. أشتية أن يقف الى جانب الأطباء وليس البلطجية...حسابهم واجب أي كان من يقف خلفهم!

اخر الأخبار