فـي مـواجـهـة الـصـفـقـة

تابعنا على:   15:07 2019-05-11

خالد صادق

خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالأمس إلى المناطق الشرقية من قطاع غزة, لاستئناف معركتهم السلمية – مسيرات العودة الكبرى- "في جمعة موحدون في مواجهة الصفقة", وكأن غزة كتب عليها أن تمضي وحدها بلا عون أو نصير, وان تدافع عن هذه الأمة وتدفع عنها الأخطار التي تحدق بها, فما ان تنتهي معركة حتى تدخل في معركة جديدة, وتبذل من الدماء والتضحيات الكثير في سبيل الدفاع عن مقدرات هذه الأمة وخيراتها وثرواتها وثقافتها وهويتها العربية والإسلامية, هذا قدر غزة وهذه وجهتها دائما, لقد ارتضت ان تكون في مقدمة الركب تقود المسيرة برضا وقبول وطمأنينة, فغزة اعتادت على العطاء والتضحيات دون ضجر, وقد أخذت على عاتقها إسقاط (صفقة القرن) ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 13 عاما.
موحدون في مواجهة صفقة القرن التي تعارضها السلطة الفلسطينية, وتحذر من أخطارها وأهدافها التي ترنو إليها, لكنها في نفس الوقت لم تتخذ خطوة عملية واحدة في التصدي لهذه الصفقة وإسقاطها, هناك مواقف كثيرة كان ينتظرها شعبنا الفلسطيني من السلطة وحركة فتح لإسقاط صفقة القرن, وليس إلقاء التهم جزافا على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بأنها تساهم في تمرير صفقة القرن, وكلما مر الوقت واقترب موعد الإعلان عن الصفقة, كلما صعبت الأمور أكثر على السلطة في مواجهتها, هناك أوراق قوة كثيرة يمكن ان تناور بها السلطة وتستخدمها لمواجهة صفقة القرن, وإحراج الاحتلال الصهيوني وأمريكا, على السلطة ان تصدر مشاكل لإسرائيل وأمريكا كي لا يتفرغا لتمرير صفقة القرن وإعلان تفاصيلها بالخطوات التالية. 

أولا: يجب ان تستجيب حركة فتح في قطاع غزة لنداء الفصائل الفلسطينية وتشارك في فعاليات مسيرات العودة الكبرى, حتى تكتسب المسيرات مزيدا من الزخم والقوة, ويدرك الاحتلال أنها مسيرات ممتدة وتزداد فعالياتها بالحضور الجماهيري المميز لكافة فصائل العمل الوطني ولا يمكن السيطرة عليها أو احتواؤها.

ثانيا: على السلطة الفلسطينية ان تمسك أوراق قوة بيدها, وتطلق العنان لجماهير شعبنا في الضفة الغربية, لكي يعبروا عن مواقفهم تجاه الاحتلال الصهيوني بالوصول إلى مناطق التماس"أكثر من 650" نقطة تماس مع الاحتلال بالضفة, والاشتباك معه بالوسائل السلمية, على غرار مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة. 

ثالثا: ان تشرع السلطة بتفعيل اتفاقات المصالحة الذي وقعت عليها سابقا, في مكة والقاهرة والشاطئ وغيرها, فان هذه المرحلة تتطلب وحدة الجسد الفلسطيني, والتوافق على برنامج وطني جامع, يحكم أوجه الصراع مع الاحتلال, ويعدد الخيارات في مواجهته وإفشال كل مخططاته العدوانية تجاه شعبنا وقضيتنا. 

رابعا: ان تعلن السلطة بشكل واضح فشل اتفاق أوسلو والتحلل منه, بعد ان تنكر الاحتلال الصهيوني لهذا الاتفاق وأسقطه تماما من حساباته, والعودة إلى العمل بميثاق منظمة التحرير الفلسطينية كما تم صياغته منذ نشأتها, وإعادة تشكيل المنظمة على أسس جديدة وفق قررات اللجنة التحضيرية بيروت 2017م. 

إذا كانت السلطة جادة في إفشال صفقة القرن, عليها ان تشرع بتنفيذ هذه الخطوات سريعا وقبل فوات الأوان والإعلان عن الصفقة, أما في حال استمرت على مواقفها, فهي من تتحمل مسؤولية تمرير هذه الصفقة وتبعاتها, فقد قدمت الفصائل كل شيء لأجل إقناع السلطة بالوحدة والتلاحم والتوافق الوطني, والكرة اليوم في ملعبها لكي تتخذ الخطوات الوطنية والمسؤولة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار