كثرت في الآونة الأخيرة , تصريحات المسؤولين الإسرائيليين , وخاصة منهم العسكريين , التي تتحدث عن قوة حركتي " حماس " و " الجهاد الاسلامي " العسكرية في غزة , والتهويل والتضخيم بشكل خاصة عن القوة الصاروخية , بل وانضم بالأمس رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي , الذي تحدث عن وجود صواريخ " بالستية " بعيدة المدى في غزة , نقلها عن مصادر اسرائيلية ومسؤولين أميركيين , سيتم اطلاقها على دول الخليج العربية , في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران .
الغريب في الأمر , أن هذا التهويل لقوة المقاومة في غزة , يلقى القبول والغرور , لبعض قادة الحركتين , حيث يخرج علينا القائد " الشعبوي " في حركة حماس , وعضو مكتبها السياسي فتحي حماد , ليتحدث أمس وفي ذكرى النكبة , أن حركته تمتلك قوة صاروخية مدمرة , ويهدد ويتوعد بأن أيام اسرائيل باتت قليلة , ويعلن أن الحرب القادمة ستعني تدمير اسرائيل وتحرير فلسطين ,, بينما كان في وقت سابق قد أعلن عن استعداد حركته لبيه الدول العربية والاسلامية الصواريخ الحمساوية بعيدة المدى , من أجل محاربة اسرائيل . بينما حركة الجهاد الاسلامي تقوم بنشر صور لمنظومة صواريخ " بدر " المطورة , الايرانية , وتكتب عليها " صنع في فلسطين " , باعثة التهديدات بقصف تل ابيب وحيفا والقدس ,, هذه التصريحات تثير دغدغة عواطف القاعدة الشعبية ,,, لكن السؤال المطروح : لماذا تقوم اسرائيل بتضخيم قوة صواريخ غزة ,, الجواب : أن هناك احتمالين لذلك , الأول : أنها تريد ترهيب المجتمع الاسرائيلي , من أجل اقناعه بعقد هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس , وأن حركة حماس بقوتها قادرة على ضبط الأوضاع الأمنية في غزة , وإقامة الدولة الفلسطينية هناك , وفق ما يروج في صفقة القرن ,, أما الاحتمال الثاني , فهو ايجاد المبرر لشن حرب مدمرة على غزة , للقضاء على قوى المقاومة , بعد أن تكون قد أقنعت الرأي العام العالمي , بقوة حماس والجهاد , اللتين تشكلان خطرا وجوديا على دولة اسرائيل , بل وأيضا بعض الدول العربية , وخاصة الجارة مصر , ودول الخليج العربية , وبأنهما أداتان بيد ايران , في حرب مرتقبة مع أميركا, ستشارك بها اسرائيل بلا شك , وفق ما صرح به اياد علاوي أمس .