دهشة الندى...

تابعنا على:   19:57 2019-05-17

محمود حسونة

1- عذرا...
إلى التي وجدتها ذات مرة في حارتنا القديمة… تقطف نور الصباح من نافذة شباكها...
عذرا... سأطيل النظر إليك ببراءة؛ لأرى دهشة الندى على وجنتيك ….ولهفة الخيول السارحة في مدى عينيك...
أتمنى ألّا يراك أحدٌ غيري … أخاف عليكِ عيونهم الجارحة… 
أو أن يكتب أحدهم حكايةَ ذات العينين الحارتين...
أين ذهبت؟! لماذا تركت النافذة؟! 
أنا أنتظر… يمكننا أن نشرب القهوة سويا… أو 
نلتقط صورة وحيدة مع حسون يعزف...
كنت سأغني...
2- في مثل هذا اليوم...
أنا من قطف لكِ زهرة بيضاء من شجرة الياسمين… أتذكره كان يوما ربيعيا كمثل هذا اليوم!!
خبأت فيها سر الكلمات… كإله للحب!!! وحكاية ترويها عن شهرزاد في الليلة الأولى!!!
أنا من رسم وجهك كزهرة برية، لا شيء يشبهها، سوى حبي لأمي... نسيت أن أرسم دهشة عينيك كاكتشاف جديد!!!
أنا من سرق خيطا من شالك الأحمر - أنا سارق الألوان -
وكتبت به قصيدة سافرت مع الريح… لقد صارت غيمة!!!
ما معنى ذلك؟؟!!!
أنكِ صرتِ حكاية يرويها السمّار في ليلهم الطويل… عن شهرزاد التي قتلتها الشظية الماكرة!!!
لقد تناثرت كلمات الحكاية: آهات، وموسيقى حزينة...
لم أكن أعلم أنّ هذه الكلمات لن تصلك!!
شهرزاد… أنا هنا أفرك الهواء وأنتظر شظية أخرى...
أرجوكَ أعد الحكاية … واجعل الشظية القاتلة تتأخر رفّة جفن فقط… 
لقد زاغت وانزلقت الشظية… أهكذا ستقولين؟! 
عندها سنلتقي وكأن شيئا لم يكن ... لكننا سنبقى خائفين!!!

3- كحجر منسيٌ...
انتبهت قبل أن أدخل في حالة غيبوبة أنّي قلت أشياء كثيرة!!!
علينا أن نحمي حبنا من الحسد… وننظفه كثيابنا!!!
وأن نسيطر على حبنا الذي فاض وصار كإشاعة…
تذكرت أني نسيت قصيدة كتبتها عن لهفة اللقاء الأول... وكيف كان قلبي يخفق كجناح عصفورة...
عندما استيقظت من الغيبوبة كان جسدي ثقيلاً وباردا...
عرفت أنكِ هناك في الاستراحة، وتضحكين…
جلسنا نتحدث همسا كلصين يتفقان على سرقة المدينة…
تحدثنا عن عدد أطفالنا، وعن الأسماء التي سنختارها لهم… وكيف ستكون ملامحهم!!!
وأطمئنك بأني سأتوقف عن السهر خارج كوخنا الصغير…
وعلى قصيدة ثانية سأكتبها قريبا… اتفقنا على كل شيء إلّا موعد عرسنا!!!
انتبهت أن الطبيب يرافقنا ويضحك...
كان الطبيب يشْرَح لي وأنا مشغول بعينيك أطارد فيها قصيدتي الأولى...
عليك ان تتوقف عن التدخين… وعن مواعيدك الغرامية التي تستمر حتى آخر الليل!!! وأن تغتسل ثلاث مرات لتتخلص من رائحتها...
وعندما تحسست جرحي… لامست بقعة دمٍ ….كانت القصيدة في عمق جرحكِ وقد لوّنها دمك!!!
ربما كانت نائمة… حاولت أن أوقظك فلم أستطع… لقد كنتِ بلا ملامح...ظلٌ باهت… هل خدعتني الملامح والمدينة التي لا تحرس أحلامنا؟!
وبقيت وحدي كحجر منسي على جانب الطريق…
لكنّ الطبيب ما زال يقف أمامي بثوبه الأبيض ويشْرَح نظرية الحب والفراق!!! وأنا مشغول بدهشة القصيدة التي لونها الدم!!!... 
أهي قصيدة غزل أمْ رثاء؟؟!!
لست أنا وليست هي من كانا هنا!!!
الطبيب ما زال يشرَح….

4- ظلال حلمٍ أو حلم الظلال!!!
أعرف أنني أعاني خيالا واسعا تسكنه فوضى غريبة...
يؤرقني يأخذني للبعيد، ويفتح شهيتي للكلام…- اعتراف - 
سأروّض خيالي بحلم جيد أرسمه… كيف أنا بلا حلم؟!
هل حلمي دليلي الذي لا يخطئ؟!!
أرسم مدينة عالية على شاطئ أزرق وساحات واسعة…
يتجمع فيها العشاق …. يشربون قهوة على شرفة الليل، قد يختلفون على مذاقها…
يشبكون أيديهم ويلتقطون صورا كثيرة بصحبة القمر... ويطمئنون بهديل الحمام … لكنّي لا أتقن حراستها من الأشباح !!!
أعود و أرسم خيط نور يأتيني من خلفي… فلا أحد يهزم النور!!! 
النور يعكس ظلال أصابعي... صرت أرسم بظلال أصابعي أشكالا كثيرة وأعماقا وأبعادا متداخلة، وكأنّي أملك عالما صغيرا وجميلا!! 
كانت فكرة ممتعة، أن تصنع عالما متداخل الألوان والأشكال!!! وكأني اكتشفت سرا… 
كتبت لمستي الأخيرة!!!
ماذا تريد؟؟!!!
هناك شيء عميق ينام في السؤال!!!
- الآن، الآن … لا أرغب إلا بالنوم!!!
انسحبت إلى فراشي، أغلقت عينيَّ وأذنيَّ وفمي وجراحي وذاكرتي، وأبقيت قلبي مفتوحا…
شعرت بالراحة وأنا أستكين في غفوتي بعد سهرة غريبة!!!
رأيت خيط النور ينسل ويملأ قلبي!!!
لكني لم أعرف، هل هو نور الفجر أم نور حريق؟؟!!
هل ينتصر حلمي؟؟!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار