الدولة الواحدة .... و مخاض ال ستاتس كو !!

تابعنا على:   20:00 2019-05-19

م . عماد جيباوي

لا يكاد يخلو يوم إلا ونقرأ مقالات تتحدث عن الدولة الواحدة ، سواء الديمقراطية أم ثنائية القومية أو دولة الأبارتهايد .مؤتمرات تعقد وحركات تتشكل ومجموعات على شبكات التواصل في كل مكان ,وأحزاب اسرائيلية جديدة تتبنى هذا الطرح . هذا الكم الهائل من التفاعل والحركة بالإمكان تصنيفها إلى ثلاث 
- الأول : تحذيري لاسرائيل من مصير محتوم , زوال الدولة "اليهودية الديمقراطية " أن استمرت بالوضع الراهن من الاستيطان الذي يكرس وضع ثنائية القومية , ويقتل حل الدولتين . ويترأس هذا الطرح ما يسمى " باليسار" الصهيوني الذي يعتمد الحل العنصري ( نحن هنا وهم هناك ) وأوروبا و دول اخرى تجد راحة في تكرار هذه التحذيرات والتأكيد على حل الدولتين الميت بدلا من البحث عن بديل . حتى السلطة الفلسطينية ما انفكت تحذر إسرائيل احيانا وتهددها ( رمي مفتاح المقاطعة) تهددها بالدولة الواحدة وعواقبها الوخيمة. 
- الثاني : تشجيعا للفلسطينين لدفن اوسلو مرة والى الابد و تبني الدولة الديمقراطية الواحدة كحل استراتيجي أكثر واقعية من إخلاء 700000 مستوطن . وان مقولة " وهل ترضى إسرائيل " تنم عن نهج أوسلوي تفاوضي مهزوم و خبيث يهدف إلى قتل روح المبادرة و احباط اي محاولة للخروج من مأزق اوسلو ، حفاظا على اي امتيازات حصلوا عليها من الوضع القائم . 
- الثالث : يؤكد على أن واقع الدولة الواحدة قائم من سنين وهي دولة أبارتهايد عنصرية لا يمكن استمراريتها ، ويبشر بحتمية تفكيكها و قيام الدولة الديمقراطية الواحدة ، وأن عامل الوقت مرتبط بالأساس بالعملية النضالية . سواء طال أو قصر . ويعتقد ممثلوا هذا الفكر أن تجربة جنوب أفريقيا وحركة المقاطعة العالمية والمقاومة الشعبية تحت شعارات تجسد الحقوق الإنسانية الأساسية في ( الحرية والعدالة والمساواة ) هي افضل استراتيجية لتفكيك نظام الأبارتهايد الإسرائيلي . كما أنها توحد الشعب الفلسطيني بما فيهم اللاجئين الذين لا يرون إمكانية لعودتهم إلا بزوال نظام الفصل العنصري . وتوحد الوطن كله وتطرح حل إنساني ديمقراطي للصراع يعالج مسألة اليهود في الدولة الواحدة , دولة العدالة والمساواة لكل أبناء هذا الوطن بغض النظر عن الدين .
هذا المخاض العسير الذي طال اقترب من لحظة الولادة … فلا يمكن استمرار الستاتس كو الى الابد ..!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار