السلام الذى يتطلع إليه الفلسطينيون

تابعنا على:   15:16 2019-05-20

إبراهيم أنور

لم يكن السلام الذى يتحدثون عنه ويروجون له باسم صفقة القرن ويقولون إن بنوده سيتم إعلانها بعد شهر رمضان المبارك، هو السلام الذى يتطلع إليه الشعب الفلسطينى ويحقق آمالهم وطموحاتهم، فأى سلام يستبعد القدس من مسار المفاوضات وأيضا يعترف بشرعية الاحتلال الإسرائيلى للجولان محكوم عليه بالفشل، وأى سلام لا يتعامل مع الفلسطينيين بندية ولا ينظر إليهم على أنهم طرف أصيل فى أى مفاوضات تهم قضاياهم هو سلام مبنى على الاستسلام والخنوع، فضلا عن ذلك أن الأوضاع فى الضفة وقطاع غزة تسير من سيئ إلى أسوأ والحصار الذى تفرضه إسرائيل على المعابر والحدود وتمنع وصول السلع والأغذية وكذلك منع المخصصات المالية للسلطة الفلسطينية وعمليات القتل وتدمير المنازل والمؤسسات وتهجير الأهالى من المدن والقرى كلها إجراءات وسياسات عدائية وعقابية تزيد من معاناة الشعب الفلسطينى ولا يصنع سلاما حقيقيا يصب فى مصلحة أطراف النزاع ويعود عليهم بالخير. فالضمانة الوحيدة لإنجاح التوصل لسلام عربى إسرائيلى يلبى متطلبات الفلسطينيين يتوقف على موقف إسرائيل المتمثل باتخاذ إجراءات من شأنها بناء الثقة ورفع الاحتقان من النفوس بما تسهم فى تخفيف المعاناة عن الأهالى فى الضفة والقطاع، وذلك برفع الحصار ووقف عمليات القتل، وكذلك وقف هدم المنازل، والاعتراف بان للفلسطينيين حقوقا مشروعة فى الأراضى التى احتلتها عام 1967 ينبغى العمل على ردها إليهم، وذلك كخطوة إيجابية لتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطنى ـ وأن تكون القدس الشرقية هى العاصمة للدولة الوليدة، ويكفى أن العرب لم يتخلوا عن خيار السلام وظلوا متمسكين به منذ أن بدأت مفاوضات السلام لإيجاد حل للصراع العربى ـ الإسرائيلى وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام.

عن الأهرام

كلمات دلالية

اخر الأخبار