تقدم نصائح للفتيات

"هناء" التي نسفت وزنها.. تروي لــ "أمد" بالتفاصيل كيف استعادت حياتها (صور)

تابعنا على:   00:09 2019-05-22

أمد/ غزة-  أحلام عفانة: لا يصل الإنسان إلى النجاح، دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس، لكن صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات، فالشعور بالإحباط من أكثر ما يعترض الإنسان في أمور حياته، وهو السبب الأساسي الذي أدى إلى تأخر الكثير عن تحقيق أهدافهم وتوقف عجلة الزمن عند تلك اللحظة البائسة، التي لا تنتهي إلا إذا قرر الشخص نفسه التغلب على إحباطه واستكمال مشواره من جديد مهما كانت الظروف المحيطة.

"مرض السمنة" من بين تلك المحطات التي تخيّم على الإنسان الشعور بالإحباط، حيث ينتج عن اختلال النظام الغذائي في أغلب الأحيان، كما يترتب عليه العديد من الأمراض التي تُثقل كاهل المصابين به.

فالشابة الفلسطينية هناء الفرا (26 عاماً) كانت إحدى النماذج التي عانت من زيادة مفرطة في الوزن حيث وصل وزنها إلى 107 كيلو، ما أثر بالسلب على حالتها النفسية، وحياتها ككل.

وسردت الفرا تفاصيل معاناتها لـ "أمد للإعلام" قائلةً: "كنت المدللة لدى أهلي فكل أنواع الطعام التي كنت أطلبها يحضروها لي، وهذا الطعام بطبيعته دسم وعالي السعرات، ما أدى إلى زيادة في وزني وصلت إلى 102 كيلو خلال فترة المراهقة".

وأضافت: "ذهبت إلى الكثيرة من دكاترة الرجيم لكن ما اكتشفته أنهم يتبعون نظام الحرمان، فما أن ينقص وزني 25 – 30 كيلو خلال شهرين وأصل للوزن المثالي، وإذ بوزني يعود ثانية ضعف ما كان في السابق".

وتابعت: "بعد كل ما حصل لي والحالة النفسية التي كنت بها، قررت أن أترك الرجيم والامتناع عن زيارة أي دكتور ثانيةً، محاولةً علاج نفسي بنفسي واتباع نظام حرمان إلى أن وصل وزني تقريباً 81 كيلو".

وأوضحت أنه بعدما وصل وزنها إلى حدٍّ معقول تمّت خطبتها، مشيرة إلى أنها بعد الزواج ازداد وزنها مجدداً حيث وصل إلى 107 كيلو، وذلك نظراً لأسلوب الحرمان في الطعام، إلى أن ثبت وزنها بعد وضعها جنينها عند 104 كيلو.

في يوم من الأيام وصلت الفرا – والتي هي أم لطفل واحد - إلى مرحلة اليأس، بعد بلوغها هذا الوزن الذي تسبب لها بالتعب الشديد وعدم قدرتها على التنفس، إلى جانب تسببه بالكثير من الإحراج والمواقف الصعبة.

واستكملت: "حدث معي موقفاً كان نقطة التحول في حياتي، حيث أنه في إحدى العزائم لعائلة زوجي وقفت أمام خزانتي كي أنتقي ثياباً لأرتديها وأصل على الموعد دون تأخير، وإذ أنه لا توجد أي قطعة تناسبني نظراً لزيادة وزني، ما اضطررت إلى الذهاب بثوب الصلاة".

ولا تنسى الفرا نظرات الشفقة من الجميع، ما أدى إلى انهيار نفسيتها بشكل كبير ودفعها إلى طلبها الدعم والمساعدة بكيفية تخسيس وزنها من متابعيها عبر منشور على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".

تلقت كمية تشجيع كبيرة من الجميع، إلى جانب الكثير ممن هم كحالتها يريدون أن ينقصوا من وزنهم الزائد، فقاموا بإنشاء مجموعة على الـ "واتساب" لتشجيع بعضهم البعض، والتذكير بموعد الرياضة والتوزين، إلى أن تطورت الفكرة وبدأت فعلياً بفقدانها للدهون.

وقالت الفرا لـ "أمد للإعلام": "بدأت أتصفح على الإنترنت في مجال الصحة بشكل كبير إلى توصلت إلى أساس النظام الغذائي ألا وهو تحديد كمية السعرات الحرارية في كل وجبة يتم تناولها، إلى أن أتقنت دراسته تماماً".

وبيّنت أن السعرات الحرارية هو نظام حياة عالمي، حيث أنه لا يحرم الشخص من أي نوع من الطعام، بل هو أسلوب تقنين أي يسمح بتناول كافة أنواع الطعام ولكن بكميات قليلة من مثل: "شيبس، شوكولاتة، حلويات، فواكه"، إلى جانب استبدال الطعام المقلي بالمشوي للتقليل من السعرات الحرارية التي بالطعام المقلي.

وبعد اتباع الفرا نظام غذائي بسعرات حرارية محسوبة واختيارها الأكل الصحي مع ممارسة الرياضة داخل بيتها لمدة عام كامل، استطاعت أن تصل إلى الوزن المثالي الذي لطالما كانت تسعى للوصول إليه، حيث أنها انتقلت من 104 كيلو إلى 71 كيلو فما خسرته 30 كيلو.

وأشارت إلى أن مشروع الـ "واتساب" بدأ يكبر تدريجياً خاصة بعد قدرتي على تحقيق حلمي بوزن مثالي، فالجميع أصبح يعرف قصتها ويريد أن يقتدي بنظامها الذي اتبعته كي تصل إلى الوزن المثالي، إلى أن أصبح الـ "واتساب" مصدر رزق لها من خلال الاشتراكات الشهرية لمن يريدون تخسيس وزنهم لمتابعتهم وتنظيم غذائهم بسعرات حرارية محسوبة وجدول رياضة يناسب كل جسم.

وروت لـ "أمد للإعلام": "كنت أشعر بالخجل عندما أذهب للسوق حتى أشتري جلباباً ولكن لا أجد على مقاسي، والبائعين يقولون لي حينها اذهبي إلى الأماكن المخصصة لقسم النساء الكبار".

وأكملت قائلة: "كما أنه بسبب السمنة أصبحت أعاني من صعوبة بالنفس، كما أن حركتي كانت بطيئة جداً ولا أستطيع صعود الدرج، وحينما يتعرض ابني لخطر لا أستطيع اللحاق به بشكل سريع كي أنقذه، إلى جانب أن ثقل وزني أثر على أرجلي فلا أستطيع إتمام عمل المنزل في وقت قليل، فكنت أعيش روحاً بدون جسد".

على الرغم من أن الفرا اجتماعية وتعشق الحياة، إلا أن السمنة التي تعاني منها كانت سبباً في عدم خروجها من منزلها، نظراً لنظرات الشفقة من أعين بعض الناس والتعليقات السلبية والكلام الجارح الذي كانت تتلقاه من بعضهم الآخر، ما دفعها بشكل كبير إلى اتخاذ قرار حاسم بتوديع السمنة حتى نجحت بذلك.

ونصحت ممن يعانون من السمنة اتباع نظام غذائي صحي واستبدال الطعام المقلي بالشوي، لأنه أقل سعرات حرارية، ما يؤدي إلى الشعور بالراحة واعتدال النفس، بالإضافة إلى تخصيص ساعة يومياً لحركة الجسم "الرياضة" التي بدورها تعمل على تفريغ الطاقة السلبية وتمده بطاقة إيجابية كبيرة.

وأوصت الفرا بضرورة التحلي بالصبر وطول البال والنفس فلا يتم الوصول إلى الوزن المثالي خلال شهر أو شهرين إنما يحتاج إلى وقت، مضيفةً: "فعندما عرّفوا الحياة الصحية قالوا إنها تقليل الأكل إلى جانب العزيمة والصبر كي يتم الحصول على نتائج مذهلة".

ودعت الجميع لمحاربة السمنة، وعدم الاعتماد على أي منتج خارجي أو وصفات الأعشاب أو حبوب وإبر أو عمليات أو أي نظام حرمان، فقط اتباع نظام صحي متكامل.

أوضحت الفرا والبسمة لا تفارق محياها، أنها تشعر بالسعادة الكبيرة والإنجاز لما وصلت له من وزن لطالما حلمت بالوصول إليه، حيث أن كل حياتها تغيرت وأصبحت أفضل، كما وتشعر بالإنجاز لاستطاعتها تقديم الخدمة لغيرها ممن يعانون من السمنة أمثالها وإرشادهم للطريق الصحيح.

اخر الأخبار