التعسر الحكومي في إسرائيل

تابعنا على:   09:22 2019-05-29

د. رياض عبد الكريم عواد

باقي ساعات قليلة أمام نتنياهو لينجح في محاولة تشكيل حكومة جديدة، هذه المحاولة تصطدم بموقف ليبرمان، ممثل اليمين العلماني، من قانون الجيش الجديد والذي يصر فيه ليبرمان على تجنيد طلاب المدارس اليهودية أسوة بباقي ابناء المجتمع، وتدفيع المدارس اليهودية غرامات في حال عدم التزام طلابها بذلك. هذا الموقف المتشدد من ليبرمان يلاقي رفض شديد من أحزاب اليمين اليهودي الديني ممثلة في ديجل هاتوراة وحزب شاس.

رغم هذه الساعات القليلة المتبقية أمام نتنياهو، وموافقة الكنيست على قانون حلها بالقراءة الأولى وإجراء انتخابات جديدة في سبتمبر القادم. رغم ذلك فانه ليس من المستحيل على نتنياهو أن يحقق اختراق وينجح في مهمته. لذلك نحن بحاجة إلى الانتظار هذه الساعات القليلة لنرى مقدرة هذا النظام على إصلاح نفسه وحل مشاكله والعمل لمصلحة الدولة، وكذلك لنرى حجم وتأثير التدخلات الخارجية، من الولايات المتحدة وعلاقة ذلك بصفقة القرن ومؤتمر البحرين.

في حال فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة والذهاب إضطراريا في اتجاه خيار إعادة الانتخابات من جديد في سبتمبر القادم فإن هذا يحدث، لحد علمي، لأول مرة في إسرائيل ويدلل على حجم الاصطفافات داخل المجتمع، وتأثير الاحزاب الصغيرة القوي على العملية الديمقراطية، وبالتالي على رسم السياسات داخل الدولة.

اعتقد في هذه الحالة ستلجأ إسرائيل في السنوات القادمة إلى خيار رفع نسبة الحسم مرة أخرى، لتقلل من عدد الاحزاب الصغيرة وتتغلب على تأثيراتها السلبية على رسم السياسات داخل الدولة. في انتخابات 2019، بلغت نسبة الحسم 3.25%، في حين كانت حتى الانتخابات للكنيست الثالثة عشرة 1% فقط، وخلال الكنيست السادسة عشرة أصبحت نسبة الحسم 2% بدلا من 1.5%"، وخلال الكنيست الأخيرة، التاسعة عشرة بلغت 3.25%.

لا أعرف أن مثل هذه الخطوة التي تتطلب إعادة الانتخابات خلال أشهر قليلة قد حدثت فيما قبل في دولة من دول العالم، رغم ما يواجهه النظام الديمقراطي من مشاكل في انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.

ان لبنان، نظام الحكم الديمقراطي في المنطقة، كان قد عانى من الفراغ الحكومي متمثلا في غياب رئيس منتخب ورئيس حكومة منتخب لاشهر طويلة، ورغم ذلك لم يلجأ لخيار اعادة الانتخابات وبقي فريسة لمحاولات طويلة متكررة تلعب فيها جماعات وجهات كثيرة محلية وخارجية دورا فاعلا.

منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، في 25 مايو/ أيار 2014، اخفق البرلمان اللبناني للمرة 42 على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلساته البرلمانية، ولم ينجح في ذلك الا بعد سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.

كذلك لوحظ في السنوات العشر الأخيرة أن تشكيل الحكومات في لبنان تتطلب أشهرا طويلة، فحكومة تمام السلام التي كانت الرابعة في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان تطلبت 11 شهرا لتبصر النور، بينما الحكومة التي سبقتها وترأسها نجيب ميقاتي تشكلت بعد خمسة أشهر من تكليفه برئاسة الحكومة، وحكومة الحريري تشكلت بعد 9 شهور من التكليف.

ان اعادة الانتخابات داخل اسرائيل يحتم على الوسط العربي وقياداته واحزابه أن تعيد النظر في مسألة التحالفات الداخلية وامكانية إعادة احياء القائمة المشتركة، وتقليل نسبة الممتنعين عن التصويت، وكذلك تقليل عدد الأصوات التي تذهب باتجاه الاحزاب الصهيونية.

اخر الأخبار