اهمية تقدير موقف في الوقت المناسب

تابعنا على:   09:23 2019-06-02

أ. محمود مرداوي

أكبر خطأ وقع فيه نتنياهو في إدارة معركة تشكيل الحكومة والتي خسر فيها ولأول مرة خسارة فادحة في العقد الأخير امام الثور الروسي ليبرمان قامت على فشله في تشخيص الخطر في الوقت المناسب، فلم يقدر رغبة ليبرمان الجامحة في الانتقام والذي بررها بالتمسك في قانون التجنيد المرفوض من الحريديم الامر الذي حقق المطلوب  .
نتنياهو أدرك متأخراً أن التحدي حقيقي فسارع لتدارك الموقف في الوقت الضائع من خلال الاتصال في كل المنقذين المفترضين :
أحزاب وأعضاء كنيست داخل الأحزاب ؛ حيث اتصل بأيمن عودة وطلب منه الالتزام بالتغيب عن التصويت مقابل وعودات خيالية مثل الاعتراف بالنكبة والانسحاب من المناطق .
واجتمع بآفي چباي رئيس حزب العمل واشترط الأخير شروطاً خيالية وافق عليها جميعا نتنياهو، وخشية من أن يغدر نتنياهو بچباي فرض عليه تسجيل تعهد مرئي أن لا يضم ليبرمان مكان حزب العمل.
إلا أن تسريب قناة 12 أفسد الاتفاق وأفشله،  واتصل بعضو الكنيست رام بن باراك من حزب (أزرق أبيض) عرض عليه وزارة الحرب إلا أن الأخير رفض العرض ، وفي الأيام القادمة ستتكشف عروضات قدمها نتنياهو لأحزاب وأعضاء في أحزاب للانضمام للحكومة منعاً لحل الكنيست وإنقاذا للموقف ، ستُظهر حجم الثمن الذي دفعه نتنياهو جراء الاستهانة وسوء التقدير للموقف في اللحظة المناسبة التي تمنحه القدرة على المناورة وتعدد الخيارات والعمل بأريحية .

اخر الأخبار