المواجهة "الثورية جدا" بسلاح "سوف وندرس"!

تابعنا على:   09:30 2019-06-12

كتب حسن عصفور/ يبدو أن قيادة حركة فتح (م7) بدأت تستشعر مخاطر قوة "الحراك العام ضد الفساد"ـ فاستنفرت ذاتها لتفتح نيرانها ضد المطالبين بتصويب المسار، وتتهمم بأنهم يبحثون عن "إضعاف القيادة" في مواجهتها للصفقة الأمريكية.

لا شك، انها عبارة غاية في السذاجة، وهي مستهلكة منذ القدم، فكل حاكم فاسد يتهم من يتهمه بأنه يهدف الى "تقويض" الاستقرار أو إنهاك "المواجهة"، ومع ذلك تطرح تلك الحملة الممنهجة، سؤالا الى من يتحدث عن "المواجهة" للصفقة الأمريكية، ما هي السبل التي ترونها قائمة فعلا لتلك "المقاومة".

ودون التوقف كثيرا، ان الصفقة عمليا لم يبق منها ما تنتظره دولة الكيان "فلسطينيا"، فقد حصلت على أكثر ما تمنت، وبدأت تبني "دولتها الجديدة" وفقا لما حصل واقعيا، في الضفة والقدس مع تعمق التقاسم الوظيفي أكثر فأكثر داخل الضفة بين سلطتي الاحتلال و"بقايا الحكم الذاتي"، وتعزيز الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني وبين الضفة والقطاع، ولا نعتقد ان تهويد القدس والبراق بات "كلاما" وليس واقعا امام أعين وبصر تلك "القيادة المجاهدة".

ومع هذا هل حقا هناك أي شكل كفاحي، او وسيلة يمكن لدولة الكيان وسلطات احتلالها، أو الإدارة الأمريكية تحسب لها حسابا وتفكر قبل المضي بها، او قبل اتخاذ مزيدا من قرارات التهويد.

كل ما يمكن أن تقرأ هو "هناك استعداد" و"القيادة تفكر" و"القيادة تدرس" و"سوف" وكل مشتقات الأفعال المستقبلية، حتى اللقاءات المفترض انها دائمة ومفتوحة، لم تعد قائمة، بل تغييب الإطار الرسمي أصبح هو القائم، بدل أن يكون دائم الانعقاد لمواجهة كل تطور ووضع ما سيكون من فعل أو حركة خاصة مع التطورات السياسية المتسارعة.

هل يعقل أن يجد "الرئيس العام" محمود عباس وقتا لاستقبال وفد يهودي أو رجل أعمال إسرائيلي ويحضر لساعات حفل تخرج "حفيده"، ويستقبل العاملين في الإذاعة والتلفزيون التابع له ساعات بين مزح ومداعبة وتصوير، ولا يجد أي وقت لعقد اجتماع خاص للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو أي إطار يراه مناسبا له، كي يبحثوا مستجدات المشهد، الذي يتحرك بسرعة تفوق كثيرا جدا قدرتهم على المتابعة وليس الاستيعاب.

من هي الجهة التي يمكن لها أن تتعامل بأي جدية بموقف "جعجعة" لا أكثر، وفي غياب كل الأطر التي هي من حقها تحديد المسار والرد.

الـ "قيادة" غير موجودة أصلا وهي وهم لا أكثر، هناك فرد يدير ظهره لكل عمل مشترك ولكل الأطر، فالقيادة إطار ونقاش وفعل، وليس كلمة واستجداء.

أما الأسلحة الذرية التي تمتلكها، من طراز "سوف" و"ن..." و"حيث" و"ربما" و"لعل" لن تجد من يشتريها بـ "نكلة"، خاصة مع تغييب أي جهة صاحبة قرار حقيقي تلزم كل القوى الوطنية، ومع رئيس لا يحترم أي مؤسسة شرعية.

مواجهة الصفقة الأمريكية ليس أغنية أو هتاف، بل رؤية شاملة محددة الأركان، مضمونا وأدوات، وليس تغريدات ترسل وتنقل، ويصبح أهلها غاية في السعادة بأنها تنشر في وسائل الإعلام، فيعيدون نشرها مرارا وتكرارا وكأنهم غير مصدقين أنها "ستنشر".

ابحثوا عن "ذاتكم" التائهة أولا، وعندما تجدونها يمكن لكم أن تفكروا كيف لكم أن "تواجهوا" ما تقولون أنكم اسقطتوها...فكفاكم "ثرثرة" على شاطئ الصفقة!

ملاحظة: ما حدث أمام مقر أمن وقائي السلطة في نابلس من اعتداء إسرائيلي ورد عليه، حاولت أوساط السلطة أن تصنع منه "حدثا"...الغريب ان الدفاع عن الذات بات بطولة، والأغرب أن تستمر حركة التنسيق الأمني بينهما بدلا من "تعليقها" اقله 24 ساعة احتجاجا.

تنويه خاص: أحيانا القوى السياسية تصدر بياناتها وشعاراتها دون تدقيق، فتقول لا لضم الغربية، والحقيقة ليس مطلوبا ضمها، بل تهويد جزء منها، ضمن مشروع إقامة "دولة اليهود"...التدقيق مهم كي يدرك العدو أننا نعلم ما نقول...واضح!

كلمات دلالية

اخر الأخبار