ورشة البحرين اصطفاف رسمي عربي خلف صفقة التصفية

تابعنا على:   19:32 2019-06-15

محمد جبر الريفي

كشفت المساعي الأمريكية التي تبذل بشكل نشط هذه الأيام عن طريق كوشنر اليهودي صهر الرئيس الأمريكي ترامب وجبسون جرينبلات مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط لتمرير ما تسمى بصفقة القرن التصفوية..كشفت بشكل واضح أكثر من أي وقت مضى طبيعة العلاقة الأمريكية العربية الحالية وهي علاقات قائمة تاريخيا على الإذعان والخضوع للموقف السياسي الأمريكي تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية بسبب ظاهرة التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. .بخصوص مؤتمر المنامة الاقتصادي الخياني التامري وهو الحلقة الاولى للتسوية الأمريكية التصفوية للقضية الفلسطينية التي تعرف على المستوى الإعلامي بصفقة القرن أخذت غالبية الأنظمة العربية تعلن موافقتها تباعا على الحضور، دولة وراء الأخرى وكان آخر الدول مصر والأردن والمغرب وسوف لن تكون هذه الدول هي الأخيرة في طريق الانصياع للإرادة الأمريكية رغم مقاطعته من قبل الطرف الفلسطيني الذي أدان الإعلان عنه بشدة وطالب الدول العربية بعدم المشاركة فيه لأنه يعقد وفق شعار تضليلي بعيد عن قرارات الشرعية الدولية : الأزدهار مقابل السلام بدلا من الأرض مقابل السلام الشعار الناظم والابرز الذي يقوم عليه مشروع حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي والذي تخلت عنه مؤخرا إدارة ترامب المتصهينة. .ان ورشة البحرين التي ستعقد في أواخر شهر يونيو الجاري تهدف بشكل اساسي إلى تحقيق هدفين أساسيين أولهما : الالتفاف على طبيعة القضية الفلسطينية بتحويلها من قضية سياسية كما هي مطروحة على جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة التي أصدرت بشأنها عدة قرارات دولية أهمها قراري التقسيم رقم 181وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين رقم 194 ..تحويلها من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية معيشية كحالة إنسانية تستوجب عطف المجتمع الدولي وثانيهما : تحويل طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تخلله عدة حروب إلى رؤية جديدة بجعل منشأه الأساسي العامل الاقتصادي وليس تناقضا بين مشروعين يحكمهما معا تناقض رئيسي كما هو حال الثورات الوطنية ضد الاستعمار وهو ما جعل مشروع السلام الاقتصادي يطرح بين فترة وأخرى على جدول التسويات السياسية المطروحة ولكن عدم تطبيقه يرجع لعدم اعتماده من قبل قوى إقليمية ودولية خاصة موقف الاتحاد الأوروبي الممول المالي الأكبر للسلطة الوطنية الفلسطينية الذي يدعم مشروع حل الدولتين ولا يبدي استعداده للتعاطي مع صفقة القرن الأمريكية التصفوية .. وباختصار فان الحضور العربي لمؤتمر المنامة الاقتصادي هو التأكيد بالممارسة على انتهاج طريق التآمر على القضية الفلسطينية والعمالة لواشنطن لأن هذه المشاركة في أعمال هذا المؤتمر الذي سيبحث مصير قضية سياسية في غياب ممثلها الشرعي الوحيد هي عمل سياسي يتعارض مع منظومة الأخلاق العربية الصادقة التي درج العرب على ممارستها في حياتهم القبلية والحضرية في مناصرة المظلوم والوقوف معه حتى يسترد حقوقه والقضية الفلسطينية هي أكبر مظلمة سياسية في التاريخ الإنساني المعاصر لانها قضية شعب عادلة اقتلع من أرضه ليحل بدلا منه مهاجرون يهود لفظتهم أوطانهم الأصلية لما عرف عنهم من خبث وعزلة في أحياء منغلقة تعرف بالجيتو و تطرف عنصري مصدره فكر ديني خرافي مشوه لما لحقه من تزوير وتحريف وكان على جميع الدول العربية بدون استثناء أن تقف مع الشعب العربي الفلسطيني المظلوم التي تسعى الحلقة الاولى من صفقة القرن في المؤتمر المذكور على أن تصادر حقوقه لا أن تهرول إليه كسبا لإرضاء ترامب وصهره كوشنر اليهودي ..

كلمات دلالية

اخر الأخبار