من كولن باول إلى بومبيو واللعبة المكشوفة

تابعنا على:   23:40 2019-06-15

رامز مصطفى

ما أشبه اليوم بالأمس ، في الشهر الثاني من العام 2003 ، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول ، خطف الأضواء في جلسة مجلس الأمن الدولي عندما ألقى كلمةً شنّ فيها هجوماً على العراق ، متهماً إياه بعدم الالتزام بنزع أسلحته الكيماوية والبيولوجية . باول ولكي يضفي على اتهامه مصدقية أمام أعضاء مجلس الأمن قدم صوراً التقطت من الجو زعماً كذباً أنها مختبرات لمصانع لأسلحة محرمة دولياً .
اليوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يخرج على العالم معيداً سيناريو باول في اتهامه إيران بأنها تقف وراء تفجير ناقلتي النفط في بحر عُمان ، قائلاً أن صوراً التقطت من الجو لزورق إيراني يقوم بنزع لغم لم ينفجر عن جسم إحدى الناقلتين . والأمر ذاته فعله الرئيس الأمريكي ترامب متهماً بدوره إيران بأنها تقف وراء التفجيرين ، من دون انتظار نتائج التحقيقات حول الحادثتين .
عام 2003 ، هدف إدارة الرئيس الأمريكي بوش الإبن أرادت من وراء فبركاتها أن تحشد العالم إلى جانبها فيما كانت تبيته من نوايا عدوانية اتجاه العراق التي عملت على احتلاله من خارج قرارات الشرعية الدولية ، ومن دون تثبت لجان التحقيق ونزع الأسلحة المحظورة من صحة ما ذهب إليه كولن باول من اتهامات عاد واعتذر عنها لأنها مفبركة وكاذبة ، متهماً وكالة المخابرات المركزية في بلاده بتزويده بهذه المعلومات لكي تصوغ الولايات المتحدة لنفسها شن الحرب على العراق واحتلاله .
اليوم إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته بومبيو يعيدون ذات السيناريو مع إيران ، ولكن الهدف مختلف ليس لأن أمريكا في عهد ترامب تغيرت ، بل لأن الظروف الدولية والإقليمية قد تغيرت ليس في صالح الولايات المتحدة وأطماعها وطغيانها وجبروتها . لذلك هي جل ما تمني نفسها من وراء اتهاماتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، أن يتم تدويل قضية مضيق هرمز وسحب ورقة الضغط الإيرانية التي تلوح بها في حال تم ما بات يعرف بتصفير تصدير النفط الإيراني نتيجة العقوبات الأمريكية على إيران .
الولايات المتحدة عندما احتلت أفغانستان ومن ثم العراق ، كانت قد تخفت وراء ما كانت تعرضت له من هجمات في أيلول 2001 ، والذي استهدف برجي مركز التجارة العالمي ، مما حذا بدول العالم الوقوف إلى جانب أمريكا مدينين الإرهاب ومعلنين الحرب عليه . اليوم العالم بدأ بالتغير نحو التحرر من سطوة الولايات المتحدة ، بمعنى أن ما كان ممكن فرضه من قبل إدارة بوش الإبن على الإرادة الدولية عام 2003 ، لم يعد متاحاً في العام 2019 في اتهام إيران التي تمتلك وحلفائها من القدرات والإمكانيات ما تجعل أعدائها يحسبون ألف حساب قبل الإتيان بأية خطوة . هذا من جهة ومن جهة ثانية ، إيران وما تملكة من مروحة واسعة من التحالفات تتقدمهم روسيا والصين ، سيسقط أية محاولات تسعى ورائها الولايات المتحدة من داخل مجلس الأمن أو من خارجه .

كلمات دلالية

اخر الأخبار