خليفة موغريني

قلق إسرائيلي من اختيار جوزيف بوريل وزيرًا لخارجية الاتحاد الأوروبي..لماذا؟!

تابعنا على:   19:03 2019-07-04

أمد/ عواصم – وكالات: كشفت وسائل إعلام عبرية يوم الخميس، عن قلق إسرائيل من تعيين وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل في منصب الممثل السامي للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية للسنوات الخمس المقبلة، خلفًا لـ فيديريكا موغيريني.

واختار الاتحاد الأوروبي وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، لتتسلم رئاسة المفوضية الأوروبية، كما قرر اختيار وزير الخارجية الإسباني بوريل رئيسًا للسياسة الخارجية، ليحل محل موغيريني.

ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، يعد بوريل أحد أبرز الشخصيات الدبلوماسية انتقادًا لسياسة إسرائيل، فضلًا عن ذلك كان قد أعرب في مناسبات عديدة عن تأييده لمبدأ إقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين.

وذكرت القناة السابعة أن ترشيح بوريل لخلافة موغيريني، أصاب الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية بخيبة أمل، على أساس أن الآمال كانت منعقدة على تكليف شخصية لديها نظرة إيجابية تجاه إسرائيل، في وقت كانت فيه موغيريني نفسها لم تكن تحظى برضا الإسرائيليين بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين في مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى مواقفها المهادنة لإيران والمدافعة عن الاتفاق النووي المبرم في تموز/ يوليو 2015.

وفي أعقاب ظهور نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي أسفرت عن انتخاب النائب الإيطالي ديفيد ساسولي رئيسًا للبرلمان، كانت إسرائيل تأمل أن تتحول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي صوب اليمين، لكن القناة السابعة تقول إن تعيين بوريل وزيرًا لخارجية الاتحاد، فضلًا عن التعيينات الأخرى الجديدة تدل على استمرار التعاطف الأوروبي مع إيران والفلسطينيين.

ووصفت صحيفة "إسرائيل اليوم" بدورها ترشيح بوريل بـ "المخيب للآمال"، وقالت إن انتخابات البرلمان الأوروبي التي عززت موقف اليمين، لم تسهم في توجه سياسات الاتحاد في هذا المسار، وإن تعيين بوريل سيعني أن الاتحاد الأوروبي سيواصل نهجه المعادي للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

ونوهت الصحيفة، إلى أن بوريل أحد الشخصيات الحادة، وكان قد اشتهر مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين انتشر مقطع فيديو يظهره بينما يغادر لقاء تلفزيونيًا على الهواء لأن الأسئلة التي طرحت عليه لم تجد استحسانه.

وفي شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، أعلن بوريل عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، ولفت حينها إلى أن هذا الملف مطروح على طاولة الحكومة لحين اتخاذ قرار أوروبي بالإجماع، وأوضح، أن مدريد ستمنح شركاءها الأوروبيين مهلة للتوصل إلى توافق حول الموضوع، مشيراً إلى أنه سيترك لكل دولة أن تتخذ القرار الذي تراه مناسباً إذا تعذّر التوصل إلى التوافق.

وبوريل، هو مهندس ونقابي واقتصادي، التحق في صفوف حزب العمال الاشتراكي (الحاكم حالياً) في إسبانياً قبل نحو 45 عاماً، ودخل حلبة السياسة في العام 1993، وانتخب لعضوية البرلمان في عديد من الدورات، كما تقلّد عديد من المناصب الهامة في بلاده.

ومما لا شكّ فيه أن الوزير الإسباني يتكئ على جدار فكري وأيديولوجي في رؤيته وتعاطي مع الملفات والأحداث السياسية في مختلف أنحاء العالم، ولعلّ حالة الجدل التي تثيرها بعضُ مواقفه وتصريحاته، ما هي لبنات للجدار المشار إليه.

"كل ما فعلته الولايات المتحدة للحصول على استقلالها هو قتل أربعة هنود (من السكّان الأصليين في القارة الأمريكية)، وما عدا ذلك، فإن الأمور تمت بيسر وسهولة"، ذلك ما قاله الوزير بوريل خلال جلسة حوار جمعته مع نظيره الألماني هايكو ماس بحضور طلبة جامعيين في العاصمة مدريد.

التصريح المذكور، أثار حفيظة الكثيرين في إسبانيا، من بينهم المسؤول البارز في حزب بدويموس اليساري بابلو إيتشينيك ، الذي غرّد في حسابه على "تويتر" قائلاً: كل ما فعلوه هو قتل أربعة هنود، هكذا يقول وزير خارجية بلادي جوزيب بوريل، في إشارة إلى عمليات الإبادة الممنهجة التي تم تنفيذها بحق السكّان الأصليين في الولايات المتحدة، "إنّه أمرٌ محرجٌ للغاية"، على حد تعبير إيتشينيك.

بوريل، وفي حدث له بشأن عدم وجود تكامل سياسي داخل الاتحاد الأوروبي أسوة بالولايات المتحدة، قال: إن الأمريكيين متحدون لأنه يتحدّثون جميعهم لغة مشتركة، إضافة إلى أن تاريخهم قصير.

ويرى المحللون أن هناك الكثير من التصريحات التي أطلقها بوريل وأثارت جداً في الأوساط السياسية داخل إسبانيا وخارجها، على شاكلة التصريحات المتعلقة بالولايات المتحدة.

اخر الأخبار